ومن أفضل الذين سبروا أغوار النفس واطلعوا على دقائق عيوبها الامام أبو حامد الغزالي ــ عليه رحمة الله تعالى ــ وقد تكلم في إحيائه عن العجب وأهله بكلام جليل جميل قل أن تظفر له بمثيل ... ومن ذلك أيراده لادعاء معجب ثم رده عليه ... يقول: {لا معنى لعجب العابد بعبادته وعجب العالم بعلمه وعجب الجميل بجماله وعجب الغني بغناه لأن كل ذلك من فضل الله وإنما هو محل لفيضان فضل الله تعالى وجوده والمحل أيضا من فضله وجوده فإن قلت لا يمكنني أن أجهل أعمالي وإني أنا عملتها فإني أنتظر عليها ثوابا ولولا أنها عملي لما انتظرت ثوابا فإن كانت الأعمال مخلوقة لله على سبيل الاختراع فمن أين لي الثواب وإن كانت الأعمال مني وبقدرته فكيف لا أعجب بها فاعلم أن جوابك من وجهين أحدهما هو صريح الحق والآخر فيه مسامحة أما صريح الحق فهو أنك وقدرتك وإرادتك وحركتك وجميع ذلك من خلق الله واختراعه فما عملت إذ عملت وما صليت إذ صليت وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فهذا هو الحق الذي انكشف لأرباب القلوب بمشاهدة أوضح من إبصار العين بل خلقك وخلق أعضاءك وخلق فيها القوة والقدرة والصحة وخلق لك العقل والعلم وخلق لك الإرادة ولو أردت أن تنفي شيئا من هذا عن نفسك لم تقدر عليه ثم خلق الحركات في أعضائك مستبدا باختراعها من غير مشاركة من جهتك معه في الاختراع إلا أنه خلقه على ترتيب فلم يخلق الحركة ما لم يخلق في العضو قوة وفي القلب إرادة ولم يخلق إرادة مالم يخلق علما بالمراد ولم يخلق علما ما لم يخلق القلب الذي هو محل العلم ... لجواب الثاني الذي فيه مسامحة ما وهو أن تحسب أن العمل حصل بقدرتك فمن أين قدرتك ولا يتصور العمل إلا بوجودك ووجود عملك وإرادتك وسائر أسباب عملك وكل ذلك من الله تعالى لا منك فإن كان العمل بالقدرة فالقدرة مفتاحه وهذا المفتاح بيد الله ومهما لم يعطك المفتاح فلا يمكنك العمل فالعبادات خزائن بها يتوصل إلى السعادات ومفاتيحها القدرة والإرادة والعلم وهي بيد الله لا محالة}
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[10 - 09 - 08, 03:30 ص]ـ
زعموا أن صبيا لقي أبا العلاء المعري فقال له:ألست القائل:
وإني وإن كنت الأخير زمانه **** لآت بما لم تستطعه الأوائل؟
فقال ابو العلاء:بلى. أنا هو! فقال له الصبي: فإن الأوائل قد جاؤوا بتسعة وعشرين حرفا فزدنا حرفا واحدا ... فانحل عجب ابي العلاء وانكسر.
وأنا أقول لنفسي ولإخواني: يا من يبلى منه كل شيء إلا عجب الذنب،لم تحتقب أحموقة ذنب العجب؟
ـ[أبو عمر خالد]ــــــــ[10 - 09 - 08, 04:27 ص]ـ
أشكرك أخي على موضوعك الجميل ..
وأظن مما يدخل في هذا الباب: تجد بعض الأخيار يحدثك عن موقف حصل له مع شخص ما ثم يقول: "فقال لي ياشيخ فلان ... " كأنه يشير إلى أن مشيخته شيئ متقرر ومعرووووف و الله المستعان.
واسمح لي أن أبوح بشئ مما يعتلج في خاطري حيث إن هذا الداء -الاغترار بالنفس - ربما وقع فيه بعض (كبار المشايخ) واسمحوا لي على هذا التعبير لأنه حصل لي موقف مع شيخ معروف حيث وجدته جالساً في المسجد النبوي وأخوكم ذاك اليوم متحمس ومعي الشرح الكبير كنت أقرأ فيه فأشكلت علي بعض المسائل فوافق رؤيتي لذلك الشيخ قلت فرصة أناقشه في هذه المسائل وما أن جلست بجواره حتى نهرني بعنف وهو يقول أنا مشغول مشغول مشغول!!! بصراحة يااخوان كان لهذا الموقف أثر كبير على نفسي خصوصا في تلك اللحظة!!!
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[16 - 09 - 08, 01:51 م]ـ
الشيخ الكريم المسيطير: بارك الله فيك، وفي كتاباتك ...
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[03 - 10 - 08, 01:16 ص]ـ
أضحك الله سنك يا أخ سامي ..
فقد رأيت هذه الظاهرة في الحرم المكي في هذا العام غير مرة فكنت أضحك في نفسي وأتذكر موضوعك هذا ..
وقد لا حظت أن من أكثر أسباب هذه الظاهرة هم صغار السن حدثاء الأسنان .. الذين يلتفون حول طالب العلم ويبالغون في تبجيله وتبدأ ظاهرة تقبيل الرأس معه ومناداته ب (يا شيخ يا شيخ) .. وهنا يحدث المقلب ... :):):)
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 10 - 08, 06:57 ص]ـ
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
ئُقل عن الشيخ محمد الحمد حفظه الله أنه قال:
" لا تفقد ثقتك بنفسك إذا لم يُعرف قدرك .... ولا تعط نفسك فوق قدرها إذا بُولغ في مدحك ".
¥