وقوله: (وصحبه) جمع صحابي ويقال في الجمع أيضاً أصحاب، والصحابي: كل من رأى النبي عليه الصلاة والسلام وآمن به ومات على ذلك وإن تخللت ردة.
وقوله (مزيداً) أي متزايداً أو مزيداً فيه.
تمت الحلقة السابعة ويليها بمشيئة الله الحلقة الثامنة
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[07 - 02 - 03, 10:40 م]ـ
الحلقة الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
المتن:
أما بعد: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة: أهل السنة والجماعة.
الشرح:
قوله (أما بعد) أسلوب عربي فصيح يؤتى به للانتقال من أسلوب إلى آخر وكثيراً ما تُستعمل للدلالة على الشروع في المقصود، وتقدير ذلك عند النحاة: مهما يكن من شئ بعد.
وعليه درج المصنفون في القديم والحديث نثراً ونظماً.
وقد جرت عادة النبي عليه الصلاة والسلام استعمالها في كثير من مواعظه وخطبه ومن ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عمرو بن تغلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بمال أو سبي فقسمه فأعطى رجالا وترك رجالا فبلغه أن الذين ترك عتبوا فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال: " أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو بن تغلب فوالله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم ".
ولأهمية: أما بعد فقد بوَّب أئمة الحديث والأثر لها أبواباً مستقلة في كتبهم ومنهم البخاري في صحيحه حيث قال: باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد.
وذكر حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق قالت دخلت على عائشة رضي الله عنها والناس يصلون قلت ما شأن الناس؟
فأشارت برأسها إلى السماء.
فقلت آية؟
فأشارت برأسها أي نعم.
قالت فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم جدا حتى تجلاني الغشي وإلى جنبي قربة فيها ماء ففتحتها فجعلت أصب منها على رأسي فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب الناس وحمد الله بما هو أهله ثم قال أما بعد.
قالت ولغط نسوة من الأنصار فانكفأت إليهن لأسكتهن.
فقلت لعائشة ما قال قالت قال: " ما من شيء لم أكن أريته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريب من فتنة المسيح الدجال يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل؟
فأما المؤمن أو قال الموقن فيقول هو رسول الله هو محمد صلى الله عليه وسلم جاءنا بالبينات والهدى فآمنا وأجبنا واتبعنا وصدقنا.
فيقال له نم صالحا قد كنا نعلم إن كنت لتؤمن به.
وأما المنافق أو قال المرتاب فيقال له ما علمك بهذا الرجل؟
فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت ".
قال هشام (وهو راوي الحديث) فلقد قالت لي فاطمة فأوعيته غير أنها ذكرت ما يغلظ عليه.
وعلى ذلك درج سلفنا الصالح ومن تبعهم بإحسان حتى صارت سنة متبعة.
وبعضهم قد يحذف أما ويقول: وبعد وهذا خلاف المسنون وهو وجه عربي صحيح فقد حذفت أما وعوض عنها بالواو.
وقوله (فهذا اعتقاد) الفاء واقعة في جواب شرط أما الشرطية التفصيلية.
وهذا إشارة إلى ما ستتضمنه رسالة المصنف من صحيح العقيدة.
والإعتقاد مصدر أسمي منه عَقَدَ ويعقد واعقد ومنه العقيدة وقد سبق وقلنا إن [كلمة (عقيدة) مأخوذة من العقد وهو الربط، والشد بقوة، ومنه الإحكام والإبرام، والتماسك والمراصة، يقال: عقد الحبل يعقده: شده، ويقال: عقد العهد والبيع: شده، وعقد الإزار: شده بإحكام، والعقد: ضد الحل.
يقال: يَعْقِدُ الشخصُ بمعنى يربط الربطَ الوثيق على قلبه بما يعتقده حقاً كان أو باطلاً، وقد سميت بذلك لأن القلب يَعْقِدُها عَقْدَاً وَثِيْقَاً.
ولذا يمكن تعريفها في الاصطلاح الشرعي بأنها: ما يعتقده الشخص بقلبه، ويدين الله به فإن طابق الشرع فصحيحٌ، وإن خالفه فباطلٌ.
فالرجل يعتقد جواز لبس التمائم، والحروز لدفع الشرور والأمراض ونحوها فهذا اعتقاد باطل.
لأنه خالف الشرع ألم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: " مَنْ عَلَّقَ تَمِيْمَةً فقد أشرك ".
¥