تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 09:14 ص]ـ

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل سامي المسيطير حفظكم الله على ما تتحفنا به من تذكرة وفائدة

ومما يمكن أن يضاف إلى مظاهر أخذ المقلب في النفس ما يلي:

- بعض الدكاترة في الجامعات الإسلامية ممن قدر الله تعالى أن بعض العلماء أو طلاب العلم المتقدمين ممن هم في مقام أقران ذلك الدكتور أو شيوخه احتاجوا إلى شهادة فدرسوا في جامعتهم وأخذوا عندهم بعض المقررات فتراهم إذا ذكر اسم الدارس يقول المدرس متباهيا بدون حاجة تدعوه إلى ذلك: هذا من تلاميذي أنا درسته مادة كذا وأشرفت عليه في بحث كذا بما يوهم أن هذا الدكتور هو صاحب الفضل في إتقان العالم لما يتقنه من العلوم، مع أن الدكتور يعلم أن ذلك العالم لم يستفد منه سوى الشهادة الدراسية.

- نفس الشيء يحصل من بعض المجيزين للإجازات الحديثية ممن حصل لهم فرصة الالتقاء ببعض المسندين أو مراسلتهم والحصول منهم على إجازات أنه ربما استجازهم من هو من أقرانهم أو شيوخهم إما لحاجته إلى سندهم وإما تواضعا ورغبة في أن يكون ممن يأخذ عمن هو مثله وعمن هو دونه، فيقول المجيز متباهيا بدون حاجة تدعوه إلى ذلك: العالم الفلاني من تلاميذي أنا أجزته بكذا وكذا، ولذا أوصي الراغبين في الحصول على إجازات حديثية ألا يحملهم حب الاستكثار منها إلى الرواية عن المنّانين الذين يتبعون إجازتهم المن والأذى، بل أعجب من ذلك رأيت من يتبرع بإجازة بعض المشاهير الذين لم يستجيزوه أصلا، فربما قبلوها إحراجا وهضما لأنفسهم، فيتباهى المجيز بأن هؤلاء المشاهير هم من تلاميذه.

- كذلك من مظاهره أن يخاطب المغرور شيوخه أو من هم في مقام شيوخه ومن هم أسبق منه طلبا للعلم، فيقول أخونا فلان، وزميلنا فلان والأخ فلان، ويأنف أن يقول شيخي فلان أو الشيخ فلان لمن هو يستحق أن يقال له ذلك.

- كذلك من مظاهره أن ترى شخصا متعالما يصعر خده ويغمط الناس ولا يفتأ يثني على نفسه أنا حضر خطبتي العالم الفلاني وأنا مدحني العالم العلاني وأنا ألفت وأنا حاضرت وأنا فعلت وفعلت، ثم تجده مع ذلك يحذر من الرياء ويتظاهر بالتواضع ويقول بعض العبارات في ذم نفسه في محفل بما لا ينسجم مع سلوكه ومع ما قبل هذه العبارات وما بعدها، فحينئذ تعلم أنه أخذ في نفسه مقلبا أنه ليس ممن أخذوا في أنفسهم مقلبا!

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، نسأل الله تعالى أن يبصرنا وإخواننا أجمعين بعيوب أنفسنا، وأن يجعلنا ممن زكى نفسه، ونهاها عن الهوى، وعافانا الله وإياكم من أن نأخذ مقلبا في أنفسنا أو مقلبا في غيرنا.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 10:03 ص]ـ

(تابع)

- كذلك من مظاهره أن يكتب المرء موضوعا في ملتقى ثم يرى أنه لم يُكتب مثله، فتجده كلما انخفض يرفعه بعبارة (للرفع) بدون إضافة جديدة ولا حاجة داعية إلى رفعه، أو يظل ينسخه ويلصقه بطريقة فجة في كل ملتقى وفي ثنايا موضوعات لا يربطها به رابط ولا يزيدها لصقه إلا تشويشا وتشتيتا.

- كذلك من مظاهره أن يأنف الكاتب من المشاركة بفائدته في موضوعات غيره رغم اطلاعه عليها وعلمه بوجودها فتراه إذا كانت عنده فائدة متممة لموضوع غيره يفتح لها موضوعا جديدا بدون حاجة أو داع.

- وكذلك رأيت أكثر من واحد من المؤلفين يكون ألف كتابا في موضوع مطروق كأحكام الحج أو الميراث مثلا، فكلما ذكَر أو ذُكِر عنده شيء مما اشتمل عليه كتابه يقول: أنا ذكرت هذا في كتابي الفلاني، حتى لو قال قائل الوقوف بعرفة يكون تاسع ذي الحجة فيقول: أنا ذكرت هذا في كتابي ارجع إلى كتابي الفلاني فستجد فيه تقرير هذه المسألة، وكأن كتابه هو المصدر الحصري الوحيد الذي تلقى الخلق أجمعون هذه المعلومة منه.

تنبيه: الغرض من هذا الموضوع هو أن يراجع كل منا نفسه ليخليها من هذه المظاهر وليحليها بضدها، وليس الغرض إساءة الظن بالغير ممن ربما صدر عنه شيء من ذلك بقصد حسن أو نية صالحة أو حاجة دعته إلى ذلك قد لا نعلمها، وبالله التوفيق.

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 10 - 08, 10:00 م]ـ

الشيخ الكرام ابن الكرام / أبا خالد السلمي

جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه ...

شرفتنا، وأسعدتنا، وآنستنا بمداخلتك وتعليقك ... فلا حرمنا الله منك.

وما تفضلتَ بذكره واقع مرئي ...

أسأل الله أن يصلح الله أحوالنا.

ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 10 - 08, 10:17 م]ـ

وممن (أخذ مقلبا في نفسه) .... بعض إخواننا ممن ركبوا مركب الإعلام ... وظنوا أنهم قد اعتلوا قمم الشهرة ...

فتراه إذا ما قدم برنامجا تلفزيونيا ... أو إذاعيا ...

أو قد كتب مقالا صحفيا ... قد وضع صورته بجوار مقاله أو في أعلاه ....

أو قام بمشاركة تلفزيونية .... يكون مستضافا فيها ....

أو نحو ذلك ...

تجد بعض هؤلاء - وليسوا كلهم - قد انتفش انتفاشا عجيبا ...

ولسان حاله .. (ما أشد تبعات الشهرة:) ...

من يراه لم يعبأ له ... وقد لا يعرفه ...

لكن صاحبنا (صاحب المقلب) إذا مشى في طريق ... ظن أن من في هذا الطريق كلهم يعرفونه .... ويشيرون إليه .... وبعضهم يتمنى السلام عليه .... !!.

وكل هذا ... أو بعضه .... لا رصيد لها من الواقع ...

تذكرتُ ... وأنا أكتب هذه المشاركة ... أحد المذيعين ... رأيته في أحد المساجد ... وقد تلطم ... وأنزل رأسه ... وقد أسرع في الخروج من المسجد ...

ولسان حاله: الله يستر من الناس اللي سيلحقون بي ... ويسلمون عليّ.

وأحسب أن البعض قد رآه ... لكن كونه مذيعا ... لا يمثل لهم شيئا ... فلماذا يتلطم؟!.

ومقلب الشهرة له إكمال ... بإذن الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير