عجبتُ - والله - أشد العجب عندما سمعت بعض أغبياء الجهلة وهو يقّيم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، ويقيّم والشيخ العلامة / محمد بن عثيمين رحمه الله، ويقيّم الشيخ العلامة / عبدالله بن جبرين رحمه الله، ويقيّم سماحة المفتي / عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله، ويقيّم الشيخ العلامة / عبدالكريم الخضير، ويقيّم الشيخ الأعجوبة / محمد المنجد!!.
كيف يجرأ هؤلاء النكرات على تقييم هؤلاء العلماء .. وقد كانوا علماء وهم في لفافات أمهاتهم؟!!.
أحسب أن (المقلب) يتبرأ منهم ومن قبيح فعالهم .. أصلح الله حالهم.
فهل تتبرأ الرويبضة منهم - أيضا -؟.
ممكن.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 01 - 10, 06:05 ص]ـ
الحَمدُ للهِ الذي فصَّلَ الآياتِ لعبادهِ فاسْتبانَ بها سبيلُ المجرمين , وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على من أبَانَ لنا شرائعَ وأحكَامَ الدِّين , وعلى آلِ بيتهِ وصحَابَتِهِ وتابعِيهمْ من العُلماءِ الراسخين وجميعِ المسلمين المصلينَ المُسلِّمينَ على خاتَمِ النَّبيِّين.
وبعد:
فإنَّ ممَّا أفادتهُ مُستَجدّاتُ العلم والتِّقَانةِ في هذا العصرِ الَّذي يقذِفُ باكتشافاتهِ كلَّ عشيٍّ وإبكَارٍ تيسيرَ التَّواصُلِ العلمِيِّ المُبَاشِرِ بينَ العُلماءِ والمُفتينَ ومَن يحتَاجُهُم في نوازلِ دنياهُ وآخِرتهِ.
وهذا أمرٌ لا يُحمَدُ عليهِ إلاَّ الملكُ القُدُّوسُ الذي سخَّرَ للبشريَّةِ هذهِ الثورةَ العلميَّةَ النافعَةَ التي تقاربتْ بهَا المسافَاتُ , واختُصرتْ بها الأوقاتُ , ونِيلَتْ بها المآربُ والتَّطَلُّعات , وذلك بتواصلِ العالمِ مع عشراتِ المتصلينَ من شتَّى أقطارِ الأرضِ في ظرفِ الساعةِ الواحدةِ ونصفها أو ثلثها أو أقلَّ أو أكثرَ , إضافةً لألوفٍ ومئينَ من المُشاهدينَ الَّذينَ يتبيَّنُ لهمُ الحقُّ من جراءِ المتابعةِ والاستماعِ لهذهِ البرامجِ النافعةِ على هذهِ القنواتِ الفضائيَّةِ البنَّاءةِ.
وكما هيَ عادةُ الغَويِّ المُغوي أبي مُرةَ عليهِ لعائنُ اللهِ المتتابعةُ إلى يومِ يُبعثونَ , فقد وسوسَ لأقوامٍ فارتجلوا افتتاحَ هذه القنواتِ , وارتجلوا برامجها , وارتجلوا اختيارَ ضيوفها , وارتجلَ الضيوفُ ما يتكلمونَ بهِ أو يهذونَ على وجهِ الحقيقةِ , فكانَ ما كانَ مما سوفَ أذكُرهُ.!!
كانَ أنِ انخدعَ العامَّةُ البُسطاءُ بكلِّ ذي وجهٍ يبرقُ بأنوارِ الكاميراتِ حتى صدَّقَ عليهم إبليسُ ظنَّهُ واعتقدوا أن لا مُتَّسعَ في هذه الشَّاشاتِ إلا لورثةِ الأوزاعيِّ وحمَّادٍ وأبي حنيفةَ ومالكٍ والشافعيِّ وأحمدَ وابنِ حزمٍ وأبي جعفرَ والبناني وأشهبَ.!
وكانَ أنِ التَبسَ على أولئكَ الضيوفِ الواقعُ بالخيالاتِ والأحلامِ فانتقلوا عبرَ خطوطِ الأمانيِّ الجويَّةِ من أرضِ الواقعِ وحلَّقوا في سماءِ الخيالِ الخصبِ الذي لا يُدركُ مداهُ ولا يُنالُ منتهاهُ.!
وفي أثناءِ هذه الرحلةِ الجويَّةِ ومقاعدها الوثيرةِ نسيَ أولئك أو تناسوا حجمهمُ الحقيقيَّ وتخصُّصاتهمُ الأساسيِّةَ فصاروا يرونَ الجبالَ الشمَّ كأدقِّ ما يكونُ الذرُّ نظراً لارتفاعِ الطائرةِ بهم , وخيَّل لهم أبو مُرَّةَ الغَرورُ أنَّ في وسعهم السيرَ على الأرضِ بذاتِ السُّرعةِ التي تسيرُ بها الطائرةُ فهمُّوا بما لم ينالوا من اختصارِ الأعمارِ واصطفافهم في صعيدٍ واحدٍ مع من شابتْ رؤوسهم وفنيت أعمارهم بين التعلُّمِ والتعليمِ مع أنَّهمْ لم يبلغوا معشارَ معشارَ ما آتاهمُ الله.!
وكانَ أن ظنَّ أولئك المشايخُ الذين انتقلوا من الاستشاراتِ الأسريةِ ووسائلِ تربيةِ البناتِ واختيارِ قصصِ ما قبلَ النومِ والحديثِ عن وسائلِ المُذاكرةِ وعلاجِ الاضطراباتِ بعد (سنة أولى) زواجِ إلى البتِّ في مسائلَ ونوازلَ لو نظرَ فيها عمرُ لجمعَ لها أهلَ بدرٍ وقراءَ القرآنِ.!!
وكانَ أن صارَ أحدُ أولئكَ يتكلمُ بكلامٍ لو سمعتهُ الثكلى - أمُّ الوحيدِ التي لا سبيل لها أن تنجبَ - لتناست مصيبتها من فرطِ الضَّحكِ , فكيفَ بغيرها.؟؟
¥