فأحدهم يتحدَّثُ عن مفهومِ المخالفةِ وهو أعلمُ بالساعةِ أيَّانَ مرساها منهُ بأصولِ الفقهِ وفي برنامجٍ مباشرٍ ولا يستحي أو يعودُ فيعتذرُ اغتراراً منهُ برصيد الشهرةِ الذي يمتلكهُ ولو سكتَ لكانَ خيراً لهُ إذ جعلَ مفهومَ المخالفةِ لقوله أَيُّمَا امرأةٍ سألت زوجها الطلاق من غير بأس؛ فحرام عليها رائحة الجنة أنَّ الرَّجُل الذي يطلقُ من غيرِ بأسٍ حرام عليهِ رائحةُ الجنة كذلك.!
والآخرُ يُسألُ عن حكمٍ يتعلقُ بشرطٍ من شروطِ صحة الصلاةِ - لتي يُلَقَّنُها الناشئةُ في أوائلِ سنواتِ المرحلةِ الابتدائيَّةِ - ببرنامجٍ على الهواءِ , وفؤادهُ من الفقهِ هواءٌ , فلا يفيدُ السامعَ بغير المخرقةِ والهُراءِ فراراً من قول: لا أدري.!!
والآخرُ يُسألُ في الأنساكِ لمن نسي الحلقَ وهو يبعدُ عن مكةَ مفاوزَ وقفاراً فيجيبُهُ بأن يلبسَ الإحرامَ ويدخلَ لأقربِ حلاَّقٍ وهو بإحرامه.!!!
والرابعُ يُسألُ عن قوله تعالى (غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ) فيمنعهُ بريقُ الكاميراتِ وإعجابُ المصورينَ وحبكةُ الكبسةِ بعد البرنامجِ من قول لا أدري , ويقول:
يعني لا ينظرون للأواني بعد العزومة , لا!! , ولكن يوزعون ما بقي من الطعام على الجيران والفقراء.!!!!!!
فما لهؤلاء القومِ.؟ أفي قلوبهم مرضٌ.؟ ألا يكادونَ يفقهونَ , أو يتعلمونَ , أو يعقلون أو حتَّى يسكتونَ فيُريحونَ ويستريحون.؟؟
كيف لو رآهمْ الإمامُ ربيعةُ القائلُ - في زمنهِ الزاهر العاطر الزاخر بفحولِ المفسرينَ وأساطينِ الفقهِ والديانة والحصافة - ولَبعضَ مَنْ يُفتى هَهنا أحقُّ بالحبسِ مِن السُّرَّاق
فليتقِ اللهِ مُعدُّوا البرامجِ ومُقدِّموها ومُلاَّكُ القنواتِ , وليعلموا أنَّ مَن مكَّنَ هؤلاءِ الجهلةَ الأغرارَ المُتعالمينَ من التصدُّرِ والظُّهورِ لهُ كفلٌ من سيئاتهم وأوزارهم يتخففون منها ويحتملها على ظهره ..
وليتواصَ طلبةُ العلمِ بتبصير أهليهم ونسائهم وذراريهم بأن لا يثقوا بكل من (تمكيجَ) وظهر على الشاشةِ (وإن حملَ الدال).!
وواللهِ واللهِ أيماناً مكررةً لولا ما أُحَاذرُ من مفاسدِ فضحِ هؤلاءِ وكشفِ قبائحهم لسمَّيتُهم بأسمائهم لا لمجرَّدِ الفضحِ والنكايةِ والتشهير (فَمَنْ يعِبْ أَخَاهُ يوماً يُعَبِ) ولكن للذبِّ عن حياضِ العلمِ الطاهرةِ أن ينالها مساسٌ بعبثٍ يزعمهُ أولئك دعوةً وعلماً , ولِيتواصى الناسُ بهجرهم وإيناسِ الثكالى المتوجعاتِ المتفطرة قلوبهنَّ ببديع استنباطهمُ الذي يهشُّ لهُ الغمُّ ويضحكُ منهُ الحزَنُ ويقهقهُ لهُ البؤسُ والنحْسُ ولا أخافُ من هذه التصرفاتِ عقباها بل أرجو خيرها وجنَاها , وأترقَّبُ ثوابها ومغناها ولكنِّي وازنتُ بين مصلحتي الكشف وهتك الستر وبين الإجمال في المقال دون تحديد أو تنصيصٍ فكانتِ الآخرةُ خيراً عندي من الأولى , ولعذابُ الاخرةِ لهم - إن لم يتوبوا وينتهوا - أشدُّ وأبقى من مثل هذه الأسطر, والله تعالى المستعانُ وحدهُ.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 01 - 10, 01:16 ص]ـ
قد علمت يا أبا زيد من جلَسَ جُلِسَ إليه ... والسلام
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 - 01 - 10, 08:45 ص]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد (3/ 151):
المبالغة في المدح
سأل تلميذ أستاذه أن يمدحه في رقعة إلى رجل؛ ويبالغ في مدحه بما هو فوق رتبته، فقال: لو فعلت ذلك لكنت عند المكتوب إليه إما مقصرا في الفهم حيث أعطيتك فوق حقك .. أو متهما في الإخبار فأكون كذابا ... وكلا الأمرين يضرك لأني شاهدك، وإذا قدح في الشاهد بطل حق المشهود له.
--
الشيخين الكريمين /
أبازيد الشنقيطي
أبا الحسن الأثري
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه، وأعلاه .. وأسأل الله أن يسعدكما في الدارين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 02 - 10, 07:25 ص]ـ
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
(إذا خفت على عملك العجب:
فاذكر رضى من تطلب، وفي أي نعيم ترغب؟، ومن أي عقاب ترهب؟، وأي عافية تشكر؟، وأي بلاء تذكر؟، فإنك إن فكرت في واحدة من هذه الخصال، فحينئذٍ صغر في عينيك عملك) *.
--
(*) مناقب الإمام الشافعي للحافظ ابن كثير رحمهما الله تعالى ص240.
ـ[مسلم الخولاني]ــــــــ[02 - 03 - 10, 03:04 م]ـ
رفع الله قدرك
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 03 - 10, 01:00 ص]ـ
(لماذا يشمخ الإنسان بأنفه .. وهو لولا إعزاز الله ذليل؟!، ولولا ستره مفضوح؟!، وإذا كان لدى البعض فضل ذكاء أو ثراء فمن أين جاءه؟!، " إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء "، ولو قطع الوهاب إمداده لانتقل العبقري إلى مستشفى المجانين!، ولمد القوارين -جمع قارون- أيديهم متسولين: " أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه ") *. [محمد الغزالي]
--
(*) جوال تدبر
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 09:45 ص]ـ
لي عودة بارك الله فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 04 - 10, 10:26 م]ـ
يقول الإمام السيوطي رحمه الله عن نفسه:
" وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله تعالى لا فخرًا .. وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها في الفخر؟!! ".
¥