قلت ومن تواليفه كتاب تبديل اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل وقد أخذ المنطق أبعده الله من علم عن محمد بن الحسن المذحجي وأمعن فيه فزلزله في أشياء ولي أناميل إلى أبي محمد لمحبته في الحديث الصحيح ومعرفته به وإن كنت لا أوافقه في كثير مما يقوله في الرجال والعلل والمسائل البشعة في الأصول والفروع وأقطع بخطته في غير ما مسألة ولكن لا أكفره ولا أضلله وأرجو له العفو والمسامحة وللمسلمين وأخضع لفرط ذكائه وسعة علومه ورأيته قد ذكر قول من يقول أجل المصنفات الموطأ فقال بل أولى الكتب بالتعظيم صحيحا البخاري ومسلم وصحيح ابن السكن ومنتقى ابن الجارود والمنتقى لقاسم بن أصبغ ثم بعدها كتاب أبي داود وكتاب النسائي والمصنف لقاسم بن أصبغ مصنف أبي جعفر الطحاوي
قلت ما ذكر سنن ابن ماجة ولا جامع أبي عيسى فإنه ما رآهما ولا أدخلا إلى الأندلس إلا بعد موته
ثم قال ومسند البزار ومسند ابني أبي شيبة ومسند أحمد بن حنبل ومسند إسحاق ومسند الطيالسي ومسند الحسن بن سفيان ومسند ابن سنجر ومسند عبدالله ابن محمد المسندي ومسند يعقوب بن شيبة ومسند علي بن المديني ومسند ابن أبي غرزة وما جرى مجرى هذه الكتب التي أفردت لكلام رسول الله ? صرفا ثم الكتب التي فيها كلامه وكلام غيره
مثل مصنف عبدالرزاق ومصنف أبي بكر بن أبي شيبة ومصنف بقي بن مخلد وكتاب محمد بن نصر المروزي وكتاب ابن المنذر الأكبر والأصغر ثم مصنف حماد بن سلمة وموطأ مالك بن أنس وموطأ ابن أبي ذئب وموطأ ابن وهب ومصنف وكيع ومصنف محمد بن يوسف الفريابي ومصنف سعيد بن منصور ومسائل أحمد بن حنبل وفقه أبي عبيد وفقه أبي ثور
قلت ما أنصف ابن حزم بل رتبة الموطأ أن يذكر تلو الصحيحين مع سنن أبي داود والنسائي لكنه تأدب وقدم المسندات النبوية الصرف وإن للموطأ لوقعا في النفوس ومهابة في القلوب لا يوازنها شيء
كتب إلينا المعمر العالم أبو محمد عبدالله بن محمد بن هارون من مدينة تونس عام سبع مئة عن أبي القاسم أحمد بن يزيد القاضي عن شريح بن محمد الرعيني أن أبا محمد بن حزم كتب إليه قال أخبرنا يحيى بن عبدالرحمن بن مسعود أخبرنا قاسم بن أصبغ حدثنا إبراهيم ابن عبدالله حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ? الصوم جنة
أخرجه مسلم عن أبي سعيد الأشج عن وكيع
وبه قال ابن حزم حدثنا أحمد بن محمد الجسوري حدثنا محمد بن عبدالله بن أبي دليم حدثنا محمد بن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد عن بكر بن عبدالله المزني عن ابن عمر قال إنما أهل رسول الله ? بالحج وأهللنا به معه فلما قدم قال من لم يكن معه هدي فليحلل فأحل الناس إلا من كان معه هدي وكان مع رسول الله ? هدي ولم يحل
وبه قال ابن حزم حدثني أحمد بن عمر العذري حدثنا عبدالله ابن الحسين بن عقال حدثنا عبيدالله بن محمد السقطي حدثنا أحمد ابن جعفر بن سلم حدثنا عمر بن محمد الجوهري حدثنا أحمد بن محمد الأثرم حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا هشيم أخبرنا حميد حدثنا بكر بن عبدالله سمعت أنس بن مالك قال سمعت رسول الله ? يلبي بالحج
والعمرة جميعا قال بكر فحدثت بذلك ابن عمر فقال لبى بالحج وحده
وقع لنا هذا في مسند أحمد فأنا وابن حزم فيه سواء
وبه إلى ابن حزم فيما أحرق له المعتضد بن عباد من الكتب يقول
فإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي
تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي
وينزل إن أنزل ويدفن في قبري
دعوني من إحراق رق وكاغد
وقولوا بعلم كي يرى الناس من يدري
وإلا فعودوا في المكاتب بدأة
فكم دون ما تبغون لله من ستر
كذاك النصارى يحرقون إذا علت
أكفهم القرآن في مدن الثغر
وبه لابن حزم
أشهد الله والملائك أني
لا أرى الرأي والمقاييس دينا
حاش لله أن أقول سوى ما
جاء في النص والهدى مستبينا
كيف يخفى على البصائر هذا
وهو كالشمس شهرة ويقينا
فقلت مجيبا له
لو سلمتم من العموم الذي
نعلم قطعا تخصيصه ويقينا
وترطبتم فكم قد يبستم
لرأينا لكم شفوفا مبينا
ولابن حزم
مناي من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهدا
إذا هيعة ثارت فأول نافر
لألقى حمامي مقبلا غير مدبر
بسمر العوالي والرقاق البواتر
كفاحا مع الكفار في حومة الوغى
¥