تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأكرم موت للتفى قتل كافر

فيا رب لا تجعل حمامي بغيرها

ولا تجعلني من قطين المقابر

ومن شعره

هل الدهر إلا ما عرفنا وأدركنا

فجائعه تبقى ولذاته تفنى

إذا أمكنت فيه مسرة ساعة

تولت كمر الطرف واستخلفت حزنا

إلى تبعات في المعاد وموقف

نود لديه أننا لم نكن كنا

حنين لما ولى وشغل بما أتى

وهم لما نخشى فعيشك لا يهنا

حصلنا على هم وإثم وحسرة

وفات الذي كنا نلذ به عنا

كأن الذي كنا نسر بكونه

إذا حققته النفس لفظ بلا معنى

وله على سبيل الدعابة وهو يماشي أبا عمر بن عبدالبر وقد رأى شابا مليحا فأعجب ابن حزم فقال أبو عمر لعل ما تحت الثياب ليس هناك فقال

وذي عذل فيمن سباني حسنه

يطيل ملامي في الهوى ويقول

أمن حسن وجه لاح لم تر غيره

ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل

فقلت له أسرفت في اللوم فاتئد

فعندي رد لو أشاء طويل

ألم تر أني ظاهري وأنني

على ما بدا حتى يقوم دليل

أنشدنا أبو الفهم بن أحمد السلمي أنشدنا ابن قدامة أنشدنا ابن البطي أنشدنا أبو عبدالله الحميدي أنشدنا أبو محمد علي بن أحمد لنفسه

لا تشتمن حاسدي إن نكبة عرضت

فالدهر ليس على حال بمترك

ذو الفضل كالتبر طورا تحت ميفعة

وتارة في ذرى تاج على ملك

وشعره فحل كما ترى وكان ينظم على البديه ومن شعره

أنا الشمس في جو العلوم منيرة

ولكن عيبي أن مطلعي الغرب

ولو أنني من جانب الشرق طالع

لجد على ما ضاع من ذكري النهب

ولي نحو أكناف العراق صبابة

ولا غرو أن يستوحش الكلف الصب

فإن ينزل الرحمن رحلي بينهم

فحينئذ يبدو التأسف والكرب

هنالك يدرى أن للبعد قصة

وأن كساد العلم آفته القرب

وله

أنائم أنت عن كتب الحديث وما

أتى عن المصطفى فيها من الدين

كمسلم والبخاري اللذين هما

شدا عرى الدين في نقل وتبيين

أولى بأجر وتعظيم ومحمدة

من كل قول أتى من رأي سحنون

يا من هدى بهما اجعلني كمثلهما

في نصر دينك محضا غير مفتون

قال ابن حزم في تراجم أبواب صحيح البخاري منها ما هو مقصور على آية إذ لا يصح في الباب شيء غيرها ومنها ما ينبه بتبويبه على أن في الباب حديثا يجب الوقوف عليه لكنه ليس من شرط ما ألف عليه كتابه ومنها ما يبوب عليه ويذكر نبذة من حديث قد سطره في موضع آخر ومنها أبواب تقع بلفظ حديث ليس من شرطه ويذكر في الباب ما هو في معناه

وقال في أول الإحكام أما بعد فإن الله ركب في النفس الإنسانية قوى مختلفة فمنها عدل يزين لها الإنصاف ويحبب إليها موافقة الحق قال تعالى) إن الله يأمر بالعدل (النحل 90 وقال

) كونوا قوامين بالقسط (النساء 135 ومنها غضب وشهوة يزينان لها الجور ويعميانها عن طريق الرشد قال تعالى) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم (البقرة 206 وقال) كل حزب بما لديهم فرحون (الروم 32 فالفاضل يسر بمعرفته والجاهل يسر بما لا يدري حقيقة وجهه وبما فيه وباله ومنها فهم يليح لها الحق من قريب وينير لها في ظلمات المشكلات فترى به الصواب ظاهرا جليا ومنها جهل يطمس عليها الطريق ويساوي عندها بين السبل فتبقى النفس في حيرة تتردد وفي ريب تتلدد ويهجم بها على أحد الطرق المجانبة للحق تهورا وإقداما قال تعالى) هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (الزمر 9 ومنها قوة التمييز التي سماها الأوائل المنطق فجعل لها خالقها بهذه القوة سبيلا إلى فهم خطابه وإلى معرفة الأشياء على ما هي عليه وإلى إمكان التفهم فبها تكون معرفة الحق من الباطل ومنها قوة العقل التي تعين النفس المميزة على نصرة العدل فمن اتبع ما أناره له العقل الصحيح نجا وفاز ومن عاج عنه هلك قال تعالى) إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (ق 37 فأراد بذلك العقل أما مضغة القلب فهي لكل أحد فغير العاقل كمن لا قلب له وكلام ابن حزم كثير ولو أخذت في إيراد طرفه وما شذ به لطال الأمر قال أبو القاسم بن بشكوال الحافظ في الصلة له قال القاضي صاعد بن أحمد كتب إلي ابن حزم بخطه يقول ولدت بقرطبة في الجانب الشرقي في ربض منية المغيرة قبل طلوع الشمس آخر ليلة الأربعاء آخر يوم من رمضان سنة أربع وثمانين وثلاث مئة بطالع العقرب وهو اليوم السابع من نونير

قال صاعد ونقلت من خط ابنه أبي رافع أن أباه توفي عشية يوم الأحد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وخمسين وأربع مئة فكان عمره إحدى وسبعين سنة وأشهرا رحمه الله

ومن نظم أبي محمد بن حزم

لم أشك صدا ولم أذعن بهجران

ولا شعرت مدى دهري بسلوان

أسماء لم أدر معناها ولا خطرت

يوما علي ولا جالت بميداني

لكنما دائي الأدوا الذي عصفت

على أرواحه قدما فأعياني

تفرق لم تزل تسري طوارقه

إلى مجامع أحبابي وخلاني

كأنما البين بي يأتم حيث رأى

لي مذهبا فهو يتلوني ويغشاني

وكنت أحسب عندي للنوى جلدا

داء عنا في فؤادي شجوها العاني

فقابلتني بألوان غدوت بها

مقابلا من صباباتي بألوان

وممن مات مع ابن حزم في السنة الحافظ أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي والفقيه أبو القاسم سراج بن عبدالله بن محمد بن سراج قاضي الجماعة بقرطبة والحافظ عبدالعزيز بن محمد بن محمد بن عاصم النخشبي وشيخ العربية أبو القاسم عبدالواحد بن علي بن برهان ببغداد ومسند الوقت أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي والمحدث أبو سعيد بن علي بن محمد الخشاب النيسابوري والوزير عميد الملك محمد بن منصور الكندري

ولابن حزم

قالوا تحفظ فإن الناس قد كثرت

أقوالهم وأقاويل الورى محن

فقلت هل عيبهم لي غير أني لا

أقول بالرأي إذ في رأيهم فتن

وأنني مولع بالنص لست إلى

سواه أنحو ولا في نصره أهن

لا أنثني لمقاييس يقال بها

في الدين بل حسبي القرآن والسنن

يا برد ذا القول في قلبي وفي كبدي

ويا سروري به لو أنهم فطنوا

دعهم يعضوا على صم الحصى كمدا

من مات من قوله عندي له كفن

انتهى " السير ج18ص184

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير