[العلامة الفوزان يرد على الشيخ العبيكان بخصوص توسعة المسعى]
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[15 - 07 - 08, 11:10 ص]ـ
رد على اعتراض
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فقد اطلعت على أوراق كتبها الشيخ: عبد المحسن العبيكان يعترض فيها على مقال لي قد كتبته عن موضوع الزيادة في عرض المسعى ورددت فيه على شبهات من يرون جواز ذلك. وكأن المقال لم يعجب الشيخ عبد المحسن فرد عليه بمقال عنوانه: (رد على من منع توسعة المسعى) وقد جاء في هذا الرد ملاحظات أحببت أن أنبه عليها ومن ذلك:
1 - قوله: (إنه من المؤسف جداً أن البعض في هذا الزمن ابتعدوا كثيراً عن التأصيل الشرعي والتكييف الفقهي. وأصبحوا يخلطون بين ماهو محل للاجتهاد في فهم النصوص الشرعية وما مبناه على الإثبات إما بالشهادة أو بتقرير أهل الخبرة).
ونقول له: ليس من الإنصاف أن تصف من يخالف رأيك بالخلط والابتعاد عن التأصيل الشرعي فالمسألة ليست مسألة انتصار للرأي بانتقاص الآخرين وإنما المسألة مسألة اختلاف يعرض على الكتاب والسنة. قال تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) النساء:59. والمخالفون لك لديهم بحوث مؤصلة و مدعمة بالأدلة (إن بني عمك فيهم سلاح).
2 - قال عن خادم الحرمين (ه وجه بتوسيع المبنى لا بتوسيع المسعى).
أقول مالفرق. لأنه يلزم من توسيع المبنى توسيع المسعى، ومبنى المسعى وضع بعد بحث ومشاورات علمية في شأنه فلا مجال للتشكيك فيه.
3 - قال: إن خادم الحرمين طلب من المختصين إمكانية ذلك فقاموا بالبحث التاريخي والجيولوجي).
أقول: إن المسعى مشعر من مشاعر الله لا يغير عما وضعه الله عليه وجعل عليه علامتين مرتفعتين بارزتين هما جبل الصفا والمروة فقال سبحانه (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) والشعائر جمع شعيرة وهي العلامة البارزة لا الخفية والشعائر لا تغير قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ) المائدة:2.
والصفا والمروة مشعران بارزان يصعد عليهما فلا حاجة إلى الاستعانة بالجيولوجيين ولا إلى التنقيب تحت الأرض كما ينقب عن المعادن والبترول فهذا من التكلف الذي ما أنزل الله به من سلطان.
4 - قال والذي أثار دهشتي أن هناك من عارض هذه التوسعة دون تأصيل ولا دليل صحيح.
أقول:
1 - ليس هناك من عارض التوسعة للمسعى عند الحاجة. وإنما هناك من قال تكون التوسعة أفقية بزيادة الأدوار الكافية لأن الهواء يحكي القرار.
ولا يجوز الخروج عن مساحة ما بين الصفا والمروة الجبلين الصغيرين العلمين البارزين اللذين جعلهما الله من شعائره وأعلام دينه كما لا يزاد في منى ومزدلفة وعرفات عن مساحتهما بحجة التوسعة على الحجاج.
2 - نقول التأصيل والدليل الصحيح يلزم ويطالب به من يرى الخروج عما بين الصفا والمروة البارزين اللذين كان يصعد عليهما ويسعى فيما بينهما في مختلف القرون. ومن لا يرى الزيادة على هذا فمعه الدليل والتأصيل ولا يحتاج إلى تأصيل وتدليل غير ما معه.
5 - قال: العالم ليس من حقه أن يفرض على الناس رأيه ولا يشترط أن لا يعمل ولي الأمر إلا بفتوى شخص أو أشخاص.
نقول له:
1 - إن من قال بعدم توسعة عرض المسعى خارجاً عن محاذاة الصفا والمروة العلمين البارزين لم يقل برأيه وإنما بقي على الأصل الذي كان عليه المسلمون قديما وحديثاً. إنما الذي يفرض رأيه على الناس هو الذي يريد أن يخرجهم عن هذا المسعى المأثور المتعارف إلى مسعى جديد محدث.
2 - ولي الأمر وغيره عند اختلاف الفتوى يأخذ بما عليه الدليل لقوله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُول) النساء:59. وليس مخيراً أن يأخذ بما شاء. والله أمرنا بالسعي بين الصفا والمروة المشاهدين البارزين والنبي صلى الله عليه وسلم سعى بينهما وقال خذوا عني مناسككم ولم يسع خارجها.
¥