تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مِن سعادة المرء .. أن يكون رديء الخط .. !!

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[15 - 07 - 08, 10:58 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الماوردي – رحمه الله -:

" ولما كان الخط بهذا الحال وجب على من أراد حفظ العلم أن يعبأ بأمرين:

أحدهما: تقويم الحروف على أشكالها الموضوعة لها.

والثاني: ضبط ما اشتبه منها بالنقط والأشكال المميزة لها.

ثم ما زاد على هذين، من تحسين الخط، وملاحة نظمه: فإنما هو زيادة حذق بصنعته، وليس بشرط في صحته.

وقد قال علي بن عبيدة: حُسن الخط لسان اليد، وبهجة الضمير، وقال أبو العباس المبرِّد: رداءة الخط زمانة الأدب، وقال عبد الحميد: البيان في اللسان، والخط في البنان، وأنشدني بعض أهل العلم لأحد شعراء البصرة:

اعذُر أخاك على نذالة خطه ... واغفر نذالته لجودة ضبطه

فإذا أبان عن المعاني لم يكن ... تحسينه إلا زيادةَ شرطه

واعلم بأن الخط ليس يراد من ... تركيبه إلا تبيُّن سِمطه

ومحل ما زاد على الخط المفهوم، من تصحيح الحروف، وحسن الصورة: محل ما زاد على الكلام المفهوم من فصاحة الألفاظ، وصحة الإعراب، ولذلك قالت العرب: " حُسن الخط أحد الفصاحتين "، وكما أنه لا يعذر من أراد التقدم في الكلام أن يطرح الفصاحة والإعراب وإن فَهم وأَفهم، كذلك لا يُعذر مَن أراد التقدم في الخط أن يَطرح تصحيح الحروف، وتحسين الصورة، وإن فَهم، وأَفهم، وربما تقدم بالخط مَن كان الخطُّ مِن جُلِّ فضائله، وأشرف خصائله، حتى صار عالماً مشهوراً، وسيِّدا مذكوراً، غير أن العلماء اطَّرحوا صرف الهمة إلى تحسين الخط؛ لأنه يشغلهم عن العلم، ويقطعهم عن التوفر عليه، ولذلك تجد خطوط العلماء في الأغلب رديئة لا يخط إلا من أسعده القضاء، وقد قال الفضل بن سهل: مِن سعادة المرء: أن يكون رديء الخط؛ لأن الزمان الذي يفنيه بالكتابة يشغله بالحفظ والنظر، وليست رداءة الخط هي السعادة، وإنما السعادة أن لا يكون له صارفٌ عن العلم، وعادة ذي الخط الحسن أن يتشاغل بتحسين خطه عن العلم، فمِن هذا الوجه صار برداءة خطِّه سعيداً، وإن لم تكن رداءة الخط سعادة. " [أدب الدنيا والدين (ص 47، 48)].

هل من تعليق؟

ـ[محمد أبو عُمر]ــــــــ[16 - 07 - 08, 12:29 ص]ـ

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

على كلام الفضل إبن سهل فإني أسعد الناس إذن ... زيادة على اني يساري الكتابة.

وبمناسبة ذلك

هل من اهل العلم من تكلم عن الأيسر في الكتابة؟؟

ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[16 - 07 - 08, 12:30 ص]ـ

بشرك الله بالخير!!

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[16 - 07 - 08, 01:41 ص]ـ

موضوع أتى الأكثر على "المعدة" كما يُقال!

ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[19 - 07 - 08, 12:20 م]ـ

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

على كلام الفضل إبن سهل فإني أسعد الناس إذن ... زيادة على اني يساري الكتابة.

وبمناسبة ذلك

هل من اهل العلم من تكلم عن الأيسر في الكتابة؟؟

أبشر فإن هناك من العلماء الكبار من كان أعصر (يكتب باليد اليسرى)

ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[25 - 07 - 08, 10:04 ص]ـ

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله الأطهار و صحابته الكرام

و بعد؛

إن من يكتب بشماله هو الأعسر و ليس الأيسر.

كتابة القرأن و الحديث بالشمال أقل ما يقال فيها الكراهة؛ ذلك بأن كتابة الوحيين شيء شريف و أمر رفيع ففعله باليمين خير من فعله بالشمال.

و بعد هذا أحدثكم عن شيخ من الخطاطين جزائري و لا تعجبوا من الهمة العالية فمن علت همته كابد في سبيل اهدافه و قصوده. هذا الخطاط هو محمد بن سعيد الشريفي الجزائري و هو ممن كتب المصحف الشريف بخطه و زين حروفه ببنانه و دبجه و نمقه بأنامله.

قد كان هذا الشيخ في بدية أمره خطاطا حصل على الإجازة للممارسة الخط و مطمح كل خطاط كتابة المصحف الشريف و تجويد حرفه و تنميق صفحاته إلا أنه كان أعسر يكتب بشماله. فلما استفتى مشايخ العلم و الفتوى أشاروا عليه أن لا يكتب كلام الله بالشمال. فعاد و كابد و تعلم تجويد الخط بيمينه و قد كتب المصحف أكثر من مرة.

هذا الشيخ الخطاط الجزائري صار من السن بمكان و له كراسات خطية لتعليم الخط و هو لازال حيا.

ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[25 - 07 - 08, 07:33 م]ـ

قال الثعالبي قي كتابه (التحسين والتقبيح):

نظر المأمون يوماً في خط كاتبه أحمد بن يوسف، وهو يكتب بين يديه، فقال وهو يتنفس الصعداء: يا أحمد، أود لو أن خطك لي بنصف ملكي!

فقال: يا أمير المؤمنين، لو أن في الخط فضيلة؛ لما حرمه الله أعز خلقه، وأجل رسله، محمداً، صلى الله عليه وسلم!

فقال: قد سَلَّيتني مما كنت أجد يا أحمد!

وهذا مقال لي حول هذا الكتاب:

http://www.alukah.net/articles/174/1075.aspx?cid=188

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير