تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال البيهقي: والزينة التي تبديها لهؤلاء الناس قرطاها وقلادتها وسواراها وشعرها، فأما خلخالها ومعضدتها ونحرها، فلا تبديه إلا لزوجها. وروينا عن مجاهد أنه قال: يعني به القرطين والساعدين والقدمين، وهذا هو الأفضل ألاّ تبدي من زينتها الباطنة شيئا لغير زوجها

إلا ما يظهر منها في مهنتها. اهـ.

وقوله (لهؤلاء الناس): أي المذكورين في الآية من المحارم ابتداءً بالبعل (الزوج) وانتهاءً بالطفل الذي لم يظهر على عورات النساء، ثم استثنى الزوج. والمعضدة ما يُلبس في العضد.

ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة. رواه الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح، فلا يُستثنى من ذلك إلا ما استثناه الدليل.

وأما قول إن عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل فليس عليه أثارة من علم، ولا رائحة من دليل، ولو كان ضعيفاً.

إذاً فالصحيح أن عورة المرأة مع المرأة ليست كعورة الرجل مع الرجل، من السرة إلى الركبة، وإن قال به من قال. بل عورة المرأة مع المرأة أكثر من ذلك.

وما أعظم ما تفتتن به النساء بعضهن ببعض، خاصة الفتيات في هذا الزمن، فيما يُسمّى بالإعجاب نتيجة التزيّن والتساهل في اللباس ولو كان أمام النساء، والشرع قد جاء بتحصيل المصالح وتكميلها، وتقليل المفاسد وإعدامها.

وإن من أعظم ذرائع الفتنة ما انتشر في الآونة الأخيرة من ألبسة دخيلة وأزياء فاضحة، ليست من لباس المسلمات العفيفات ولا من أزيائهن، جلبت من ديار الكافرين، فأصبح التباهي بها بين النساء مشهورا، والتسابق على اقتنائها منتشرا، كالثياب القصيرة والعارية والرقيقة الشفافة واللاصقة

(البضي) و (ستريتش) وبناطيل الجينز ونحوها، فأصبحن يتباهين بها ويلبسنها في المحافل والمجامع النسائية بحجة أنه لا يراهن الرجال، والله المستعان.

ومما يَدلّ على أنه لا يجوز للمرأة أن تُبدي شيئاً مِن جسدها أمام النساء إلا ما تقدّم ذِكره من مواضع الزينة ومواضع الوضوء إنكار نساء الصحابة على من كُنّ يدخلن الحمامات العامة للاغتسال، وكان ذلك في أوساط النساء.

والحمام هو مكان الاغتسال الجماعي سواء للرجال مع بعضهم، أو للنساء مع بعضهن،

وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الحمّام حرام على نساء أمتي. رواه الحاكم، وصححه الألباني.

وقد دخلت نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها فقالت: لعلكن من الكُورَة التي تدخل نساؤها الحمّام؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها. . . . . . . . .

ولذا كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق: لا تدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم، وعلموا نساءكم سورة النور. رواه عبد الرزاق.

ثم إن نساء السلف حرصن على عدم لبس ما يشف أو يصف، ولو كُنّ كباراً.

ولذا لما قَدِمَ المنذر بن الزبير من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرُها. قال: فلمستها بيدها، ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته. قال: فشق ذلك عليه، وقال: يا أمه إنه لا يشف. قالت: إنها إن لم تشف، فإنها تصف، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها. رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى.

لبس الضيق (كالبنطال) أمام النساء

لا يجوز لبس الملابس الضيقة للنساء، خاصة ما يصف حجم أعضاء المرأة، كما لا يجوز لبس ما يشف عن لون بشرتها، كالشفاف ويلحق به العاري، ولو كان ذلك في أوساط النساء.

ومن شروط لباس المرأة أن لا يشف عما تحته ولا يصف حجم الأعضاء.

قال أسامة بن زيد: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة – رداء أو كساء - كانت مما أهداها فكسوتها امرأتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك لم تلبس القبطية؟ قلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها. رواه الإمام أحمد وغيره، وروى نحوَه أبو داود عن دحية الكلبي رضي الله عنه.

وكان عمر رضي الله عنه يقول: لا تلبسوا نساءكم القباطي، فإنه إن لا يشف يصف.

وعليه فلا يجوز للنساء لبس البنطلون و خصوصا الضيق منه الذي يصف الجسم وكذلك الشفاف أمام النساء و أمام المحارم فكيف أمام الرجال الأجانب.

حكم التبرج أمام النساء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير