تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المبالغون]

ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 08, 07:02 ص]ـ

الإخوة الأكارم /

أتعجب من نفسي من ومن بعض إخواني عند ذكرنا لبعض الحوادث أو بعض الشخصيات أو بعض الوقائع ... ومبالغتنا فيها، وتكبيرنا لأحداثها وشخصياتها!.

نجد هذه المبالغات واضحة جلية عند ذكرنا للأعلام وأعني بهم المشايخ وطلبة العلم، وقد قرأت قبل قليل في أحد المواقع سيرة مختصرة لشاب لا يتجاوز 32 سنة من عمره، وقد بجّله الكاتب ووصفه بما لا يعقل، وحتى لو عُقل (جدلا) فلا يليق، ولا أظن صاحب السيرة يرضى بما كُتب عنه (العلامة، المحدث، الحافظ، الإمام)!!، وغيرها مما لا تكاد تجده إلا سير العلماء المتقدمين.

فتذكرتُ محاضرة سمعتها من الشيخ / خالد السبت وفقه الله بعنوان (المبالغون)، فوجدتها كاملة في موقع الشيخ، أنقلها للفائدة.

وسأقوم بتجزئة المحاضرة تسهيلا لقراءتها:

---

قال الشيخ حفظه الله:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فحديثنا معكم في هذه الليلة –إن شاء الله- عن موضوع نحتاج إليه حينما نقرأ، ونحتاج إليه حينما نسمع ونحتاج إليه حينما نتكلم، وهذا الموضوع عن مشكلة نفسية واجتماعية هي مشكلة مزمنة توجد في الكتب وفي كلام المتكلمين، وتوجد في نفوس الكثيرين من المسلمين ومن غير المسلمين، وهذه المشكلة هي (المبالغات) فيما نصف به الأشياء، وفيما ننقل من الأخبار، وفي المدح والذم، وفي الإخبار المجرد.

هذه مشكلة مدمرة، وأثارها سيئة فقد يدخل الإنسان في أبواب الخرافة بسبب تهيئه لقبول مثل هذه المبالغات حينما يفتح سمعه وقلبه على مصراعيه لتلقي ذلك دون رقيب ولا حسيب، ودون النظر في صحة ما يسمع وما يتلقى.

فكم من انتصارات وكم هزائم وقعت بسبب المبالغات، فحينما تضخم قوة العدو وتجعل حوله هالة عظيمة، ويصور على أنه قوة لا يمكن أن تقهر؛ عند ذلك تنهزم النفوس وتنكسر دون طلب هزيمته وقهره ودحره.

وكم من عدو بقي شامخاً رافعاً أنفه يتطاول على الآخرين ويفعل ما يشاء دون حسيب ولا رقيب، وذلك أنه جعل حول نفسه هالة إعلامية ضخمة صور من نفسه أنه القوة التي لا يمكن أن تدحر، وأنه القوة التي لا يمكن أن تقهر.

وكم من أناس قد انهزموا؛ لأنهم قد بعثوا رسولاً لا يصلح أن يأتي بالأخبار، فبالغ في تصوير العدو وفي تضخيم صورته، أو رضوا من الغنيمة بالإياب.

وكم من عدو صور بصورة ضخمة، وجعل حوله هالة عظيمة كأنه قوة لا يمكن قهرها فرضي الناس بكل حل يمكن أن يدمر هذه القوة، وصارت نفوسهم مهيأة لجميع الأطروحات، وألغوا أفكارهم وعقولهم، وصار همهم الوحيد هو قهر ودحر هذا العدو الذي صور لهم بصورة هي أضعاف أضعاف ما يتمتع به في أرض الواقع من القوة الحقيقة.

فأقول:

هذا الأمر يورث عللاً مستديمة، وعميقة الآثار في العقائد والأفكار، ويورث عللاً مستديمة في واقع الناس وفي حياتهم، في حربهم وفي سلمهم، في أبواب العلوم، وفي أبواب الاعتقادات، وفي غيرها من الأبواب؛ فلا بد من وضع حد وضابط لعله يحرك شيئاً في النفوس، فيكون عند الإنسان شيء من البصر الذي يميز به بين الأمور، ويزن به الأشياء، ولا يجعل سمعه وقلبه متقبلاً ومفتوحاً لكل ما يطرح من الحق والباطل، سواء كان ذلك مبالغاً فيه أو غير ذلك.

فلعلي أخرج معكم في هذه الليلة إلى هذه النتيجة فإن استطعنا أن نوصل هذه الفكرة إلى الأذهان، واستوعبتها القلوب أظن أننا قد حققنا نجاحاً، وأحرزنا هدفاً مهماً يمكن أن يكون سبباً -بإذن الله -عز وجل- لتحقيق نجاح في العلوم والتلقي والأخذ والسماع وما أشبه ذلك بحيث يكون عند الإنسان ضابط وميزان يزن به الأمور.

ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 08, 07:29 ص]ـ

لماذا المبالغات؟.

لماذا يبالغ كثير من الناس فيما يذكرون؟، وفيما يصفون؟، لماذا تجري على ألسنتهم هذه المبالغات؟، ولربما رقموها وكتبوها؟.

أقول:

هذا له أسباب كثيرة أذكر منها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير