تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما حمل حال النبي صلى الله عليه وسلم على أنه يستمع ويتلذذ بصوت المغنية فهذا لايليق بمقام نبوته صلى الله عليه وسلم.

الحكم على هذا الكلام يتوقف يا شيخنا على تحديدك لمعنى (التلذذ).

فإن كان شيخنا يقصد بـ (ـالتلذذ): الاستمتاع المجرد من المشاعر الجنسية؛ كما هو مشاهد في الواقع من كثير من المستمعين للمغنيات؛ فبأي دليل يقول الشيخ بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يليق به ذلك؟

إلا أن يقال بأنه لم يكن يتلذذ بالطعام والشراب والطيب ونحو ذلك من الأشياء التي يلتذ بها بنو آدم بطريق الطبيعة البشرية الجبلية؛ ووهو قول باطل لاشك فيه؛

وعليه فلا حرج ـ على هذا المعنى ـ في القول بأنه عليه السلام التذ بالصوت الحسن من جهة الطبيعة البشرية والجبلية الآدمية كما يلتذ بالطعام والشراب والطيب.

وإن كنت تقصد معنى جنسيا محرما؛ فلا شك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منزه عنه؛

ولكن تنبه إلى أن النزاع بيننا إنما هو في ذلك؛ فأنت تستدل بمحل النزاع؛ وهو تحكم لا يجوز؛ فأثبت اولا أن القصة فيها ما يدل على أن النبي لم يستمع صوت تلك المغنية؛ وأن صوت المغنية يتلذذ به ولا بد لذة محرمة.

وإلا فللخصم أن يقلب عليك الأمر؛ فيقول لك: كيف يليق بك أن تنسب للنبي أنه أقام في مجلس يسمع فيه صوت مغنية؟ ثم لا ينفعك عندها أن تقول بأنه سمع ولم يستمع؛ لأن صوت المغنية يستحليه الإنسان بطبعه وجبلته؛ تقصد السمع أم لم يتقصد؛ لا فرق في ذلك بين السامع والمستمع؛ وهذا أمر معلوم بالحس والمشاهدة؛ فهل تنسب إلى النبي أنه بقي في المجلس يتلذذ بصوت المغنية ولو من غير أن يتقصد ذلك؟

* * *

أما الأماء (القينات) والجواري فهذا ما ورد في النصوص التي فيها الغناء فلعلك تتأمل ذلك.

وكما ذكرت لك وفقك الله أن الأماء يختلف حكمهن عن الحرائر في مسائل متعددة منها الحجاب و الحدود الشرعية كما قال تعالى (فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب).

لا نزاع مع شيخنا في أن الإماء قد يختلفن مع الحرائر في بعض الأحكام؛ ولكن مجرد ذلك لا يدل على أن الحكم الشرعي لو ثبت للأمة دل ذلك على أن الحرة تخالفها فيه!!!

بل الأصل أنهما متفقتان في الأحكام الشرعية؛ إلا أن يأتي دليل ينقل عن هذا الأصل.

لأجل هذا طلبنا منكم يا شيخنا أن توقفونا على الدليل الذي جعلكم تقولون بأن هذا الحكم الوارد في هذا الحديث خاص بالإماء؟

جزاكم الله شيخنا الكريم ونفعنا بعلمكم ووفقنا للحق

آمين

ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 07 - 08, 12:34 ص]ـ

أخي الكريم الطنجي - وفقه الله -

لا يخفى عليكم

التلذذ المحرم نوعان وكلاهما محرم

قال ابن تيمية

(والنظر إلى وجه الأمرد بشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم والمرأة الأجنبية بالشهوة سواء كانت الشهوة شهوة الوطء أو كانت شهوة التلذذ بالنظر كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل احد أن هذا حرام فكذلك النظر إلى وجه الأمرد بإتفاق الأئمة)

انتهى

فهناك نظرة شهوة الوطء وهناك نظرة التلذذ دون الوطء وكلاهما محرم

وكذا الاستماع لا يجوز الاستماع إلى غير الزوجة وملك اليمين بقصد التلذذ سواء أكان التلذذ

تلذذ (تمني الزنا) أو تلذذ الاستمتاع بصوت المرأة

وفي الحديث (والأذنان زناهما الاستماع) رواه مسلم (2657)

فقولكم

(الاستمتاع المجرد من المشاعر الجنسية؛ كما هو مشاهد في الواقع من كثير من المستمعين للمغنيات)

كثير من المستعمين لأصوات المغنيات يقع في التلذذ بالمعنى الثاني وهو محرم

ـ[الطنجي]ــــــــ[22 - 07 - 08, 10:09 ص]ـ

أخي الكريم الطنجي - وفقه الله -

لا يخفى عليكم

التلذذ المحرم نوعان وكلاهما محرم

قال ابن تيمية

(والنظر إلى وجه الأمرد بشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم والمرأة الأجنبية بالشهوة سواء كانت الشهوة شهوة الوطء أو كانت شهوة التلذذ بالنظر كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل احد أن هذا حرام فكذلك النظر إلى وجه الأمرد بإتفاق الأئمة)

انتهى

فهناك نظرة شهوة الوطء وهناك نظرة التلذذ دون الوطء وكلاهما محرم

وكذا الاستماع لا يجوز الاستماع إلى غير الزوجة وملك اليمين بقصد التلذذ سواء أكان التلذذ

تلذذ (تمني الزنا) أو تلذذ الاستمتاع بصوت المرأة

وفي الحديث (والأذنان زناهما الاستماع) رواه مسلم (2657)

فقولكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير