تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وجدت هذه الفائدة في سورة الفاتحة من كلام شيخ الإسلام]

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 07 - 08, 02:08 م]ـ

وجدت هذه الفائدة في سورة الفاتحة من كلام شيخ الإسلام رحمه الله وأحببت إفادة نفسي وإخوتي بها:

قال رحمه الله:

فإن قيل فإذا كان جميع ما يحبه الله داخلا فى اسم العبادة لماذا عطف عليها غيرها كقوله (إياك نعبد وإياك نستعين) وقوله (فاعبده وتوكل عليه) وقول نوح (اعبدوا الله واتقوه واطيعون) وكذلك قول غيره من الرسل.؟

قيل هذا له نظائر كما فى قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والفحشاء من المنكر وكذلك قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وايتاء ذي القربى هو من العدل والاحسان كما ان الفحشاء والبغي من المنكر وكذلك قوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة واقامة الصلاة من اعظم التمسك بالكتاب وكذلك قوله انهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا ودعاؤهم رغبا ورهبا من الخيرات وامثال ذلك فى القرآن كثير

وهذا الباب يكون تارة مع كون احدهما بعض الاخر فيعطف عليه تخصيصا له بالذكر لكونه مطلوبا بالمعنى العام والمعنى الخاص وتارة تكون دلالة الاسم تتنوع بحال الانفراد والاقتران فاذا افرد عم واذا قرن بغيره خص كاسم الفقير و المسكين لما افرد احدهما في مثل قوله للفقراء الذين احصروا فى سبيل الله وقوله او طعام عشرة مساكين دخل فيه الاخر ولما قرن بينهما فى قوله انما الصدقات للفقراء والمساكين صارا نوعين

وقد قيل ان الخاص المعطوف على العام لا يدخل فى العام حال اقتران بل يكون من هذا الباب والتحقيق ان هذا ليس لازما قاال تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال وقال تعالى واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم

وذكر الخاص مع العام يكون لأسباب متنوعة تارة لكونه له خاصية ليست لسائر أفراد العام كما في نوح وابراهيم وموسى وعيسى وتارة لكون العام فيه اطلاق قد لا يفهم منه العموم كما فى قوله هدى للمتقين والذين يؤمنون الغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك فقوله يؤمنون بالغيب يتناول الغيب الذي يجب الايمان به لكن فيه اجمال فليس فيه دلالة على ان من الغيب ما انزل اليك وما انزل من قبلك وقد يكون المقصود انهم يؤمنون بالمخبر به وهو الغيب وبالاخبار بالغيب وهو ما انزل إليك وما انزل من قبلك ومن هذا الباب قوله تعالى اتل ما اوحى اليك من الكتاب واقم الصلاة وقوله والذين يمسكون بالكتاب واقاموا الصلاة و تلاوة الكتاب هي اتباعه كما قال ابن مسعود فى قوله تعالى الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته قال يحللون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهة ويعملون بمحكمه فاتباع الكتاب يتناول الصلاة وغيرها لكن خصها بالذكر لمزيتها وكذلك قوله لموسى اننى انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكرى واقامة الصلاة لذكره من اجل عبادته وكذلك قوله تعالى اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وقوله اتقوا الله وكونوا مع الصادقين فإن هذه الامور هي ايضا من تمام تقوى الله وكذلك قوله فاعبده وتوكل عليه فان التوكل والاستعانة هي من عبادة الله لكن خصت بالذكر ليقصدها المتعبد بخصوصها فانها هى العون على سائر انواع العبادة اذ هو سبحانه لا يعبد الا بمعونته اذا تبين هذا فكمال المخلوق فى تحقيق عبوديته لله وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج من العبودية بوجه من الوجوه او ان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق واضلهم قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عياد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون الى قوله وهم من خشيتة مشفقون وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا الى قوله ان كل من فى السموات والأرض الا آتى الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم آتية يوم القيامة فردا وقال تعالى فى المسيح ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل وقال تعالى وله من فى السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقال تعالى لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله والملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا الى قوله ولا يجدون لهم دون وليا ولا نصيرا وقال تعالى وقال ربكم ادعونى استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين وقال تعالى ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون وقال تعالى واذكر ربك فى نفس تضرعا وخيفة الى قوله ان الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحون وله يسجدون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير