شيوخ البخاري و ممن احتج بهم في " صحيحه ".
سادسا: عبد الله بن أحمد بن حنبل، فهو ثقة مشهور احتج به النسائي.
قلت: و من هذا التخريج يتبين أن رجال الإسناد كلهم ثقات لا شك فيهم سوى حفص
بن سليمان، فإن كان هو المنقري كما جزم به الهيثمي فالسند صحيح كما قلنا أولا
و إلا فلا. و قد كنت جزمت بالأول قديما، تبعا للحافظ الهيثمي، و ذلك في
كتابي " تخريج صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم "، ثم بدا لي التوقف عنه،
لهذا التحقيق الذي ذكرته.
نعم للحديث طريق أخرى عن ابن عمر يتقوى به، يرويه سريج بن يونس حدثنا قران
بن تمام عن عبيد الله بن عمر عن نافع عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
و سلم: " من استطاع منكم أن يسجد فليسجد، و من لم يستطع، فلا يرفع إلى جبهته
شيئا يسجد عليه، و لكن بركوعه و سجوده يوميء برأسه ".
أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/ 43 / 1 - من زوائده): حدثنا محمد ابن
عبد الله بن بكير حدثنا سريج بن يونس به. و قال:
" لم يروه عن عبيد الله إلا قران تفرد به سريج ".
قلت: و هو ثقة من رجال الشيخين، و كذا من فوقه سوى قران بضم أوله و تشديد
الراء، فهو صدوق ربما أخطأ، كما في " التقريب "، فالسند جيد، لولا أنني لم
أجد ترجمة لمحمد بن عبد الله بن بكير شيخ الطبراني، لكن الظاهر أنه لم يتفرد
به، كما يشعر به قوله " تفرد به سريج ".
و لعله لذلك قال الحافظ الهيثمي (2/ 149):
" رواه الطبراني في " الأوسط "، و رجاله موثقون، ليس فيهم كلام يضر.
و الله أعلم ".
و له شاهد من حديث جابر نحو حديث ابن عمر الأول. يرويه سفيان الثوري عن أبي
الزبير عن جابر به.
أخرجه البزار (ص 66 - زوائده) و البيهقي.
و رجال إسناده ثقات، و ليس له علة تقدح في صحته، سوى عنعنة أبي الزبير، فإنه
كان مدلسا، و بها أعله الحافظ عبد الحق الإشبيلي في " أحكامه " (رقم 1383 -
بتحقيقي)، و مع ذلك صرح الحافظ ابن حجر في " بلوغه " أنه قوي. فالله أعلم.
و الذي لا شك فيه أن الحديث بمجموع طرقه صحيح. و الله تعالى هو الموفق.
و قد روى أبو عوانة في " مسنده " (2/ 338) عن عمر بن محمد قال:
دخلنا على حفص بن عاصم نعوده في شكوى قال: فحدثنا قال:
" دخل علي عمي عبد الله بن عمر قال: فوجدني قد كسرت لي نمرقة يعني الوسادة
قال: و بسطت عليها خمرة، قال: فأنا أسجد عليها، قال: فقال لي: يا ابن أخي
لا تصنع هذا، تناول الأرض بوجهك، فإن لم تقدر على ذلك، فأومئ برأسك إيماء "و سنده صحيح على شرط الشيخين.
* ومما جاء في المصنف لابن أبي شيبة:
- ((47) من كره للمريض أن يسجد على الوسادة وغيرها:
(1) حدثنا أبو بكر قال نا ابن عيينة عن عمرو عن عطاء عاد ابن صفوان فوجده يسجد على وسادة فنهاه وقال أومئ إيماء.
(2) حدثنا أبو بكر قال نا الثقفي عن أيوب عن محمد قال السجود على الوسادة محدث.
(3) حدثنا أبو بكر قال نا ابن فضيل عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الاسود قال اشتكى أبو الأسود الفالج فكان لا يسجد إلا ما رفعناه له مرفقة يسجد عليها فسألنا عن ذلك فأرسلنا إلى ابن عمر فقال إن استطاع أن يسجد على الارض وإلا فيومئ إيماء.
*وجاء في سبل السلام ن 2/ 207: (والحديث دليل على أنه لا يتخذ المريض ما يسجد عليه حيث تعذر سجوده على الأرض).
- قال ابن المنذر في الأوسط:
2270 - حدثونا عن محمد بن عبيد، قال: ثنا عبد الواحد بن زياد، قال: ثنا المختار بن فلفل، قال: «سألت أنسا عن صلاة المريض فقال:» يسجد ولم يرخص في أن يرفع إليه شيئا «وقال عطاء: يومي برأسه إيماء، ويجعل السجود أخفض من الركعة، وقال سفيان الثوري، في المريض الذي لا يستطيع السجود على الأرض يومي إيماء، وقال مالك: إذا لم يستطع السجود لا يرفع إلي جبهته شيئا، ولا ينصب بين يديه وسادة، ولا شيئا من الأشياء، وكان أبو ثور يقول: وإن صلى المريض قاعدا ولم يقدر على السجود أومى إيماء، وإن رفع إلى وجهه شيئا فسجد عليه أجزأه ذلك، والإيماء أحب إلي. وقالت طائفة: لا يرفع إلى وجهه شيئا يسجد عليه، وإن وضع وسادة على الأرض فسجد عليها أجزأه ذلك إن شاء الله، هذا قول الشافعي، وقد روينا عن أم سلمة: أنها كانت تسجد على مرفقة من رمد كان بها، وروي عن ابن عباس: أنه رخص في السجود على المرفقة الظاهرة، وروينا عن أنس: أنه كان إذا اشتكى سجد على مرفقة)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[06 - 05 - 09, 04:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
كنت أبحث عن هذه المسألة منذ فترة ..