تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما ذا يفعل الناس اذا أصابهم بلاء من السلطان؟]

ـ[محب آل مندة]ــــــــ[26 - 07 - 08, 07:54 ص]ـ

وأخرج ابن جرير عن الحسن قال

اذا أصاب الناس من قبل السلطان بلاء

فإنما هي نقمة

فلا تستقبلوا نقمة الله بالحميّة

ولكن استقبلوها بالاستغفار

واستكينوا

وتضرعوا إلى الله

وقرأ هذه الآية " ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون"

الدر المنثور 6/ 112

ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 08:10 ص]ـ


و من أعظم الآمثلة في التعامل مع الحكام إذا ظلموا و فسقوا

ما قام به الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة – رحمه الله تعالي -، حيث كان مثالاً للسنة في معاملة الولاة.

فلقد تبني الولاة في زمنه أحد المذاهب الفكرية السيئة وحملوا الناس عليه بالقوة والسيف، وأريقت دماء جم غفير من العلماء بسبب ذلك، وفرض القول بخلق القرآن الكريم على الأمة، وقرر ذلك في كتاتيب الصبيان .... إلي غير ذلك من الطامات والعظائم، ومع ذلك كله فالإمام أحمد لا ينزعه هوى، ولا تستجيشه العواطف ((العواصف)) بل ثبت على السنة، لأنها خير وأهدي فأمر بطاعة ولي الأمر، وجمع العامة عليه ووقف كالجبل الشامخ في وجه من أراد مخالفة المنهج النبوي والسير السلفية، انسياقاً وراء العواطف المجردة عن قيود الكتاب والسنة، أو المذاهب الثورية الفاسدة.
يقول حنبل – رحمه الله تعالي -:
((أجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلي أبي عبد الله – يعني الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالي – وقالوا له: أن الأمر قد تفاقم وفشا – يعنون: إظهار القول بخلق القرآن، وغير ذلك ولا نرضي بإمارته ولا سلطانه!
فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار في قلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دمائكم ودماء المسلمين معكم وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر
وقال ليس هذا – يعني نزع أيديهم من طاعته – صواباً، هذا خلاف الآثار)) ([1]) ا هـ

نقلا من كتاب معاملة الحكام في ضوء الكتاب و السنة للشيخ عبد السلام برجس رحمه الله تعالى بتصرف يسير.

[1]) ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح: (1/ 195/196)، وأخرج القصة الخلال في ((السنة)): (ص 133).

ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 08:25 ص]ـ
قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه معاملة الحكام في ضوء الكتاب و السنة:

(يقول الإمام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ – رحم الله الجميع – في كلام متين، يكشف شيئاً من الشبه الملبسة في هذا الباب- أي طاعة ولاة الأمور و إن ظلموا -ويرد على من أشاعها من الجهال:

(( .... ولم يدر هؤلاء المفتونون أن أكثر ولاة أهل الإسلام – من عهد يزيد بن معاوية - حاشا عمر بن عبد العزيز ومن شاء الله من بني أمية – قد وقع منهم من الجراءة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام ومع ذلك فسيرة الأئمة الأعلام والسادة العظام – معهم – معروفة مشهورة، لا ينزعون يد من طاعة فيما أمر الله به رسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين.

وأضرب لك مثلاً بالحجاج بن يوسف الثقفي، وقد أشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم، والإسراف في سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير، وحاصر بن الزبير – وقد عاذ بالحرم الشريف -، واستباح الحرمة وقتل بن الزبير – مع أن بن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن، وأكثر سواد العراق، والحجاج نائب عن مروان، ثم عن ولده عبد الملك ([1]) ولم يعهد أحد من الخلفاء ألي مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد -، ومع ذلك لما توقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته.

وكان بن عمر – ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله r - لا ينازعونه، ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام، ويكمل به الإيمان.

وكذلك من في زمنه من التابعين، كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين، وإبراهيم التيمي، وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير