تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تربية الأولاد والعطلة الصيفية - فضيلة الشيخ أبي سعيد الجزائري - الكلمة الشهرية]

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[27 - 07 - 08, 10:11 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه هي الكلمة الشهرية لفضيلة الشيخ أبي سعيد بن أحمد الجزائري

- حفظه الله -

قال:

الحمد لله الذي جعل الليل والنهار آيتين، وجعلهما ظرفيْن للأعمال والأقوال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتصف بالجلال والكمال، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي إلى أحسن الأقوال والأعمال، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فإن العطلة الصيفية فرصة للراحة والاستجمام ووقتا يبتعد فيه العامل والطالب عن الوظائف وما فيها من زحام، كمنا أن الإجازة الصيفية هاجِسٌ يؤرِّقُ مضاجع الآباء والأولاد على السواء فالأولاد يحتارون كيف يقضون إجازاتهم، والوالدان يصابون بالمخاوف والقلق والاضطراب، حيث يخافون على أولادهم من الإنحراف والضياع، ومن التفاف أصحاب السوء عليهم، ومن لُصوص الأوقات الذين يتخذون من العطلات فرصة للإفساد والإضلال، ومع هذه الرفقة السيئة تبدأ مسيرةُ التدخين، ومسيرةُ المُسْكِرَات والمخدّرات، ومسيرة العلاقاتِ المُحَرّمة، ومسيرة الانحطاط السلوكي، ومسيرة الغفلة والبُعْدِ عن طريق الخير والاستقامة. فيتساءل الآباء كيف السبيل إلى تجنب أولادهم ذاك المصير الخطير، وكيف يحمونهم من الأشرار.

أيها القرّاء الكرام، إن ديننا الإسلامي الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قد علّمنا وأحسن تعليمنا، وأدّبنا وأحسنَ تأديبنا، وحذّرنا من كل سوء وانحراف، وأعطى لنا المنهج الصحيح للوصول إلى السعادة والطمأنينة، والاستفادة من أوقات الليل والنهار، بما يعود علينا بالنفع الديني، والخير الدنيوي، وبما يقينا من الأخطار، ويُبعدنا عن الأشرار. وفي هذه السطور أقدّمُ مجموعة من النصائح والإرشادات في مسيرة التربية الإسلامية إذا أخذ بها الوالدان نجحوا، وإذا سار عليها الأولاد والطلاب سعدوا بإذن الله تعالى.

أولاً: الدعاء بصلاح الزوجة والذرية كما هو شأن عباد الرحمان حيث وصفهم الله بقولهوَالَّذِينَ يَقُولُونَرَبَّنَاهَبْلَنَامِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ( http://**********:ShowAyah('arb','25','74')) ] الفرقان 74 [، وكما كان يقول إبراهيم عليه السلامرَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِيرَبَّنَاوَتَقَبَّلْدُعَاءِ ( http://**********:ShowAyah('arb','14','40'))[/font]) ] إبراهيم 40 [، وقالرَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَوَأَرِنَامَنَاسِكَنَاوَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( http://**********:ShowAyah('arb','2','128')) [ البقرة 128 [، وقال أيضاوَاجْنُبْنِيوَبَنِيَّأَنْنَعْبُدَالأَصْنَامَ ( http://**********:ShowAyah('arb','14','35')) [ إبراهيم 35 [، وفي المقابل فقد حذرنا الله تعالى من الدعاء بالشر على الأولاد، فقد قال صلى الله عليه وسلم:" لا تدعوا علىأنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم '' رواه مسلم (3009). وجاء رجل على الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله فشكا ولده فقال له ابن المبارك: هل دعوت عليه؟ قال: نعم. فقال: أنتَ أفسدتَه.

ومن وسائل إصلاح الأولاد رقيتهم بالقرآن الكريم، والأدعية والأذكار المأثورة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يَرقي الحسن والحسين رضي الله عنهما، وهذا كلّه يدخل في الدعاء.

ثانيا: من الأمور التي لها أثر حسن في نفوس الأولاد تحسينُ أسمائهم واجتناب الأسماء السيئة والمحزنة والمُضحِكة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير