عاشرا: القيام برحلة مفيدة نافعة مع أصحاب صالحين، كالذهاب إلى العمرة، أو زيارة الأرحام والأقارب، مع الحذر من الذهاب إلى الأماكن المشبوهة، والبلاد الفاسدة، والبيئة السيئة حيث تنتشر الرذائل والمحرمات كشرب الخمور والمخدرات، وممارسة الفواحش والمنكرات.
حادي عشر: أن يكون الوالدان والأقربون والمعلّمون أسوة حسنة، وقدوة صالحة للأولاد، فإن الناس عموما والشباب خصوصا يتأثرون بالأعمال أكثر من الأقوال.
ثاني عشر: تحذير الأولاد والطلاب من الأفكار الخطيرة المخالفة للإسلام والمدمّرة للفرد والمجتمع، والتحذير من أصحابها المروّجين لها، الذين يَرْمُون بالشباب في المهالك، سواء كانت هذه الأفكار المشبوهة باسم الدين أَوْ باسم غيره. وعليكم أيها المسؤولون عن الشباب أن تُوجهوهم إلى مصاحبة العلماء الكبار في العلم والكبار في السّنّ والتجربة وبُعْدِ النظر، حتى يتلقوا منهم العلم الصحيح مع الحكمة والتعقل، والبُعد عن الطيش والتهور، والبلبلة والفتنة، فقد قال تعالى: فَاسْأَلُواأَهْلَالذِّكْرِإِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( http://**********:ShowAyah('arb','16','43')) . النحل جزء من الآية 43 [، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البركة مع أكابركم. رواه ابن حبان في صحيحه (559)، وقال صلى الله عليه وسلم: هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون. رواه مسلم (2670)، وقال صلى الله عليه وسلم: إياكم والغلوّ في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بأن غلوّ في الدين. رواه أحمد، والنسائي وغيرهما وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع للألباني، وبذلك إن شاء الله تعالى – لا يقع الشباب فريسة للتطرف والغلوّ، ولا صيدًا سهلاً للتسيب وتضييع الدين والتفريط فيه، بل يكونون وسطا بين الغلوّ والجفاء، وبين الإفراط والتفريط، كما قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًالِتَكُونُواشُهَدَاءَعَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ( http://**********:ShowAyah('arb','2','143')) .] البقرة 143.
أيها الآباء، أيتها الأمهات، أيها المربُّون، أيها المسؤولون، إن الأولاد والشباب نعمة من الله تعالى ومِنحة، فلا نجعلها مِحنة ونقمة، فأرشِدوا أولادكم إلى الخير، وعلّموهم كيف يستغِلّون أوقاتهم بما ينفعهم وينفع الأمّة، وذلك بإرشادهم إلى تلاوة وحفظ القرآن الكريم كلّه أو ما تيسّر منه، وبقراءة أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاصّة الأربعين النووية التي جمعتْ أصول الإسلام، وقواعد الآداب مع دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم ليأخذوا منها العبرة النافعة والأُسوة الصالحة، ورغبوهم في حضور حلقات العلم النافع حيث يرفعون مستواهم العِلمي.
أيها الشباب كونوا جِدّيّين في حياتكم، واحذروا التسيب والفشل، وابتعدوا عن العجز والكسل، واعتزّوا بدينكم الحق، وبوطنكم الإسلامي، وبانتمائكم إلى هذا الدين وكونكم مسلمين، فلا تأخذنكم عقدة النقص أَمَامَ غيركم، فمُسلم واحد خيرٌ من مِلْءِ الأرض من غير المسلمين، قال تعالى: وَلِلَّهِالْعِزَّةُوَلِرَسُولِهِوَلِلْمُؤْمِنِينَو َلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ( http://**********:ShowAyah('arb','63','8')) . ] سورة المنافقون 08 [، استفيدوا الحكمة وما ينفع الأمّة من كلّ أحد لكن بدون أن تذوبوا في غيركم، فحافظوا على شخصيتكم المسلمة، وارفعوا شأن أمة الإسلام، ولا تضيّعوا أوقاتكم فيما لا يفيد، فإن الإنسان محاسَبٌ على وقته فِيمَ صَرَفَه، وعلى شبابه فيما ضيّعه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدمُ ابنِ آدم يومَ القيامة من عند ربّه حتى يسأل عن خمسٍ: عن عُمره فيمَا أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عَمِلَ فيما علم. رواه الترمذي (2416)، وهو حديث حسن.
أيها الشباب، كونوا فأل الأمّة، كما كنتم أملها، كما قال العلاّمة الشيخ عبد الحميد بن باديس الجزائري رحمه الله تعالى:
يا نشء أنت رجاؤنا * * * وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحها * * * وخذ الخطوب ولا تهب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه أبو سعيد بلعيد بن أحمد
رجب 1429 هجويلية 2008 م
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[28 - 07 - 08, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجزى الله خيرا شيخنا أبا سعيد