شارك معنا: فائدةٌ علميةٌ في غير مظانها .. !!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 02:02 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله ومن والاه واتبعه هداه.
وبعد:
فإنّ أحدنا في بعض الأحيان تتحصل له فائدة علمية يضيفها إلى معارفه مع أنه وجدها في غير مظنتها من الكتب أو الشخص الذي أخذها عنه , وأرجو من إخوتي أن نتعاون في إثراء هذا الموضوع اللطيف ليشكل هو في مجموع ما تطرحونه فيه كمّا لا بأس به من الفوائد العلمية المختلفة في غير مظانها , وسأبدأ بالقرآن واستدلال أحد العوام منه على النكاية بمن يكتَبُ لك أن تُضاربه أو يعتدي هو عليك فلا تملك إلا مواجهته.
جلست مع هذا الرجل فقال لي: كنت ذات مرة في (أفريقيا) وواجهتني مجموعة باغية أرادوا الاعتداء علي ونجاني الله منهم وحكى لي القصة بتمامها, ثمّ قال لي:
لو حصل لك ذلك فابدأ بأولهم وأقربهم إليك وتوجّه بضرباتك وقوتك إلى رأسه حتى يخرّ على الأرض, فقلت له ولم ذاك.؟
قال هذه فائدة أخذتها من القرآن , لأن الله تعالى يقول:
(بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) ألا ترى الله أعقب الدمغ الذي هو شج الرأس وإصابة الدماغ بالزهوق الدال على خور القوى والضعف المنتهي بصاحبه نتيجة هذا الدمغ ..
فعجبتُ لهذه الفائدة التي حصلت عليها من رجل عامي لم أكن معه في مجلس علم بل في مسامرة عابرة ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 02:03 م]ـ
وقفتُ في مدارج السالكين على جملةٍ لم يوردها ابنُ القيم لموضوعنا هذا , ولكنها تنطبق عليه , إذ يقول رحمه الله:
" غير أنا نعلم أن الله عز وجل سيسوق هذه البضاعة إلى تجارها ومن هو عارف بقدرها وإن وقعت في الطريق بيد من ليس عارفا بها فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه "1/ 210
وأحسبُ أن النقل لجملته هذه من الفوائد العلمية في غير مظانها , حيث ساقها رحمه الله في معرض الحديث عن فرح الله بتوبة عبده , وما يُستَنبَطُ منه من قواعد العلم التي منها: أن اللفظ الذي يجري على لسان العبد خطأ من فرح شديد أو غيظ شديد ونحوه لا يؤاخذ به ولهذا لم يكن هذا كافرا بقوله أنت عبدي وأنا ربك.!!
وأنتظر مشاركات الإخوةالفضلاء.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 04:37 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
موضوعٌ في غاية الأهمية، وبهذا الأمر تميّز العلماء من غيرهم، أعني بذلك معرفة المسائل في غير مظانها
ولعل من الكتب التي اعتنت بهذا الأمر كتاب الإمام الزركشي الشافعي رحمه الله [خبايا الزوايا] في مجلد لطيف ومقدمته في كتابه ماتعة مفيدة.
وإن كان كتابه في فقه الشافعية والمسائل التي ذكرت في غير مظانها إلا أن فيه فوائد جمة ..
لا أريد إخراج موضوع أخينا عن مضمونه، بل هي لفتة من باب الفائدة ..
وإن كان الآن لا يحضرني شيئاً أسطره إلا أنني أقول أن كتب الطبقات لا سيما طبقات الشافعية للإمام السبكي رحمه الله مما لفت نظري من قراءة بعضه أنه يذكر بعض المسائل الفقهية وغيرها التي قال بها المترجَم له، مما انفرد به أو خالف مذهبه، أو مسائل تناظر وغيره فيها، وهذا شيء قد لا يُذكر إلا في ترجمة ذلك الشخص ..
عموماً أخي أبو زيد بارك الله في موضوعك، ولعل بعد إثرائه أن تنتقي منه ..