لماذا عادت الدعوة للحوار بين الأديان؟
في الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2007 وفي حلقة برنامج (القاهرة اليوم) التي عقدت لمناقشة أمر الكذاب اللئيم زكريا بطرس ـ قبحه الله ـ، تكلم محمد سليم العوا بأنه تقدم بطلبٍ للفاتيكان لعقد جولة جديدة (للحوار بين الأديان) فرفض الفاتيكان حتى يُؤمن المتاحورون بعدم عصمة القرآن الكريم ويحذفوا منه بعض الآيات.!!
والآن نرى الفاتيكان اشتد في طلب الحوار بين الأديان ثانية، ما الذي جاء بهم ثانية؟
الذي جاء بهم أن السنوات الأخيرة شهدت مواجهة مباشرة بين الشريعة الإسلامية والعقيدة النصرانية، على يد الأرثوذكس في القنوات الفضائية، وأخص بالذكر الأقباط، وانتشرت هذه المواجهات الفكرية بين العقيدتين عن طريق الإنترنت في المنتديات الكتابية والغرف الصوتية (البالتوك) والمواقع الخاصة والعامة، وكذا القنوات الفضائية، والمساحة التي تحدث فيها المواجهة المباشرة بين الإسلام والنصرانية كبيرة جداً.
وساعد في وجود أثر قوي للحوارات المباشرة بين الإسلام والنصرانية، أن النصارى (الأرثوذكس ـ وخاصة الأقباط) استحضروا للعامة، وباغتونا، ثم إنهم وجدوا أثراً حين تكلموا للناس، وهذا شأن من يتكلم للعامة بأي شيء، فالعامة لا تمتلك ثقافة مضادة فهي تتبع أو تقف حائرة .. فاغرة فاها متعجبة مما تسمع.
وساعد في حشد الناس حول هذه الحوارات الصريحة أحداث الدينمارك وما يفعله الأمريكان في الشرق وخاصة أن رئيسهم يبدي التدين ويدعي أن عبد الصليب، يرفعه، ويحارب باسم (الرب).
أقول: وأنا من هناك، حيث هذه الحوارات المباشرة، قد منيت النصرانية بخسارة فادحة، وفي المكان الذي ثارت منه ـ مصر ـ يُسلم منهم كل يوم ما بين مائة ومائة وعشرين فرداً هذا على حد قولهم. هذا ولم يبرز لهم من أهل العلم أحد إلا قليلاً جدا، وهي تدور اليوم بنفر من المتحمسين الغيورين، كتب الله أجرهم ورفع الله ذكرهم.
لذا جاءوا ثانية يريدون إعادة الكرة من جديد. يريدون التشويه والتشويش كي لا يرى أحد الصورة على حقيقتها وكي لا يسمع الناس الرسالة الحقيقية التي جاء بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. فمن كان ذكياً فلا يستدرج، وليعلم أن القوم جادون، يجادلون ويقاتلون، ومن كان تقياً فليتذكر الوقوف بين يدي الله غدا يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه.
وأختم بنداء على أهل العلم والتقوى ممن يرجون ثواب الله بعلمهم أو جاههم أو مالهم، حشد عبّاد الصليب الناس وراحوا يعرضون عليهم بضاعتهم الكاسدة الفاسدة، ويسبون في الإسلام، فهي فرصة سانحة أن نتكلم للناس .. ندعوهم لصراط الله المستقيم. فهل من مشمر؟!
محمد جلال القصاص
صباح السبت 26/ 7 / 2008
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[01 - 08 - 08, 05:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث الماتع (و إن كان مؤلما) , و جعل ما كتبته في ميزان حسناتك ...
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - 08 - 08, 12:08 م]ـ
اللهم آمين وإياكم.
نعم مؤلم .. أحاول كتابته من أشهر .. امسك قلمي ثم أتراجع، حتى فاض الكيل فقلت بسم الله.
اللهم إني أسألك العفو والعافية.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 08 - 08, 05:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ما هي أهم الكتب بنظرك التي تحدثت عن هذه النظرية المزدوجة لهؤلاء: التشويش على قومهم وعلى قومنا؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[02 - 08 - 08, 06:45 م]ـ
أستاذي الفاضل محمد جلال القصاص
رأيت الآن مقالك في طريق الإسلام فبارك الله فيك و جزاك الله كل خير
حبذا لو تمت ترجمة هذه المقالة لتوزع في أكبر نطاق ممكن في كل مكان .. ولكن بعد تصحيح الأخطاء الإملائية الواردة في الآيات ..
ـ[محمد جلال القصاص]ــــــــ[02 - 08 - 08, 07:45 م]ـ
بسم الله ما شاء الله الأحبة هنا
حياكم الله وبياكم، أخي شتا العربي والإخوة جميعاً
لا أعرف كتباً تتكلم عن هذا الأمر، وما عرضته في مقالي هو من تأملي في السيرة النبوية، وأقوم الآن بإعادة كتابة السيرة من جديد، وانتهيت من فترة الجاهلية. وأرسلتها للشيخ الدكتور محمد صامل السلمي ـ حفظه الله ـ للمراجعة، وهي بعنوان (الكفر والإيمان إذ يعتركان ـ قراءة عقدية للفترة المكية في السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام). والجزء الثاني يكون إن شاء الله تحت عنوان خصوصية الشريعة الإسلامية. وهو أيضا يتناول فقط الفترة المكية.
وما أتيت عليه في مقالي هذا هو من تدبري هناك في السيرة وهنا في أرض الواقع. وإن شاء الله أوسع الدراسة وأعرضه في كتاب بعنوان (جدال وقتال)، وأبدأ بعد الحج بعون الله. والأمر لا يحتاج أكثر من التدوين.
أخي أبا عبد الله!
اللهم آمين وإياكم، جزاكم الله كل خير على مرورك ودعائك.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[02 - 08 - 08, 11:49 م]ـ
ما شاء الله أستاذنا الفاضل بارك الله فيكم
شوقتنا لكتبكم التي تفضلتم بها ونرجو أن ترى النور قريبا وأن تخبرنا عن كيفية الحصول عليها بارك الله فيكم وأورثكم الفردوس الأعلى
¥