تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعود فأقول: وجود مساعدين للشيخ ولأكثر الدعاة المشهورين كماذكر الأخ القصيمي يجمعون لهم المادة العلمية ويساعدونهم في التحضير والإعداد لا يحط من أقدارهم، ولكنه يمنع المبالغة في وصفهم بغزارة الإنتاج والتعجب من قدرتهم على ذلك، كمابالغ الشيخ المسيطير في ذلك فقال:" وقد يصعب على أكثرنا جمع مادتها، والتفكير في مباحثها، في حين نجد أن الشيخ وفقه الله قد سبق إليها وجمع مادتها ولم أطرافها وشتاتها بشكل عجيب ملفت"، أقول: يقل العجب إذا علمت أن هذا عمل فريق لا شخص وحده، مع تقديرنا لهذا العمل وثنائنا عليه وشكرنا لجميع من كان وراءه ظاهرا وباطنا، ودعائنا لهم بالخير.

وأما قول الأخ تامر:" لكن هذا لايعني أن الشيخ عبارة عن آلة قراءة كما يفهم من كلامكم، حتى انه حين يسأل في شيء لم يجهزه له الإخوة يوقف التسجيل " وقول الأخ القصيمي:" أما أن يحمل توقفه عن التسجيل على أنه لايستطيع الإجابة فهذا أعجب العجب! إذ المعلوم أن من حق المقابل أن يعترض على إضافة أي سؤال لم يخبر به ومن حق الشيخ أن يعترض على زيادة هذا السؤال، وحمل اعتراضه على العجز باطل حسا وعقلا "

فأقول: العجيب أن بعض الإخوة يسبق فهمهم إلى الاحتمال السيء في القصة، وبهذا يسيئون فعلا إلى الشيخ حفظه الله، فهذه الحادثة ثابتة لاشك فيها، ومادامت قد وقعت من شيخ فاضل فالأصل أن تحمل على المحمل الحسن لا أن يورد لها سامعها احتمالا سيئا، لأنه إذا فعل ذلك، والقصة ثابتة فقد ألصق الإساءة بالشيخ.

فالأخ تامر والأخ القصيمي نفيا أن يكون الشيخ أمر بإيقاف التسجيل لأنه لم يكن عنده جواب ذلك السؤال؛ نفيا ذلك لأنهما رأيا أن هذا فيه سوء سمعة للشيخ، ومانفياه هو الذي حدث فعلا، فإذا نفيت شيئا تعتقد أن في إثباته سوء سمعة للشيخ، ثم ثبت حدوث مانفيته، فأنت قد أسأت إلى الشيخ فعلا لأنك ترى أن ذلك مسيء إلى الشيخ فعلا لو ثبت، وقد ثبت. أما أنا فلم أنف ماحصل، فالشيخ أمر بإيقاف التسجيل واعتذر عن ذلك بأنه كان مشغولا فتولى مساعدوه تحضير الموضوع، وليس عنده جواب هذا العنصر، ومافعله الشيخ يعد منقبة له جزاه الله خيرا وبارك فيه، فهو لايريد أن يتكلم في دين الله بغير علم، وهو يحترم المشاهدين والمستمعين فلا يريد أن يقدم لهم شيئا لم يحضر له ولم يتأكد منه، وكان في إمكانه أن يلف ويدور كما يقال، أو يذكر كلاما عاما يتخلص به من الجواب، أو يتكلم بمالايعلم كما يفعل بعض المتكلمين في الإعلام، لكنه لم يفعل شيئا من ذلك، وليس من شرط العالم أن يحيط بكل شيء علما، فهذا لله وحده، أما العالم فمهما تقدم في علمه وعلت رتبته فتفوته أشياء، وينسى أشياء، وقد يكون عالما بالمسألة لكنها لايستحضرها في الوقت الذي يسأل عنها.

والنصوص الدالة على تحريم الكلام في دين الله بغير علم كثيرة معروفة، وكلام السلف في التحذير من الكلام بغير علم كثير أيضا. روى الدارمي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إن الذي يُفْتِي الناس في كل ما يستفتى لَمَجْنُونٌ. وعن علي رضي الله عنه أنه قال: يا بَرْدَهَا على الْكَبِدِ أَنْ تَقُولَ لِمَا لَا تَعْلَمُ: الله أَعْلَمُ.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا سأله عن مسألة فقال: لاعلم لي بها، فما أدبر الرجل قال ابن عمر: نعم ماقال ابن عمر، سئل عما لا يعلم فقال: لا علم لي به. وعن الشعبي رحمه الله أنه قال: "لاأدري" نصف العلم.

وبهذا يعرف ما في كلام الأخ القصيمي من الغلو حين قال:":" أما أن يحمل توقفه عن التسجيل على أنه لايستطيع الإجابة فهذا أعجب العجب! إذ المعلوم أن من حق المقابل أن يعترض على إضافة أي سؤال لم يخبر به ومن حق الشيخ أن يعترض على زيادة هذا السؤال، وحمل اعتراضه على العجز باطل حسا وعقلا "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير