تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ارتفاع الأسعار .. والموقف منه]

ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[31 - 07 - 08, 05:40 م]ـ

[ارتفاع الأسعار .. والموقف منه]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة والسلام على خير خلق الله .. أما بعد:

فلا يخفى على الناظر اليوم ما يمرُّ به العالم أجمع من أزمة في ارتفاع الأسعار والمتزايدة يوما بعد يوم وما ابتلى الله به النّاس من ارتفاع لأسعار عدد من السلع الرئيسيّة التي لا يستغنون عنها .. و لاحظ الجميع التذمر الكبير و المعاناة المؤلمة من قبل النّاس في شتّى أصقاع الأرض ..

و يعزو بعض الاقتصاديين هذه الأسباب إلى الارتفاع المتزايد لأسعار النفط و العملات في البورصات العالميّة .. ومن المعلوم أن للنفط دور أساس في تصنيع عدد من المواد الأولية في العالم كلًّه .. لكن مما يدهش و يثير علامات الاستفهام أن هذه الأزمة الاقتصاديّة مفتعلة و مقصودة .. يشير الباحث الأمريكي ذو الأصل الصيني سنوغ هونغبينغ في كتابه (حرب العملات) إلى أنها مؤامرة مفتعلة لضرب الاقتصاد الصيني .. و هذا الكتاب يشنُّ عليه حاليا هجوم من منظمات يهودية أمريكية وأوروبية تتهم مؤلفه بمعادة السامية بسبب تحذيره من تزايد احتمال تعرض ما يسميه “المعجزة الصينية” الاقتصادية للانهيار والتدمير بمؤامرة تدبرها البنوك الكبرى والتي يمتلك بعضها عائلات يهودية من اشهرها عائلة روتشيلد الأمريكية!؟.

ويرى هونغبينغ أن تراجع سعر الدولار و ارتفاع أسعار البترول و الذهب ستكون من العوامل التى ستستخدمهما عائلة روتشيلد لتوجيه الضربة المنتظرة للاقتصاد الصيني.

وقد حقق الكتاب مبيعات قياسية منذ صدوره في سبتمبر 2007م بلغت نحو 1.25 مليون نسخة إضافة إلى أن عرضه على شبكة الانترنيت قد وفر الفرصة لملايين الصينيين لقراءته ومن بينهم كبار رجال الدولة الصينية ورجال المال والأعمال والبنوك والصناعة.

وتعزو تقارير صحفية اهتمام الصينيين بهذا الكتاب إلى مخاوفهم من أن يتعرض اقتصادهم الذي ينمو بشكل حاد لخطر الانهيار في أي لحظة أو على الأقل أن يتعرض لضربة شديدة مشابهة لما تعرضت له اقتصاديات دول جنوب شرق آسيا المعروفة باسم النمور الثمانية في التسعينيات و من قبلها اليابان التي تخطت خسائرها من جراء هذه الضربة ما لحق بها من خسائر مادية بعد أن قصفتها الولايات المتحدة بالقنابل الذرية في أواخر الحرب العالمية الثانية.

و بغض النظر عن صحّة المعلومات الواردة في هذا الكتاب من عدمها إلى أنه من المتوقع أن أسعار النفط لن تعاود النزول للأسعار السابقة بل هي في ازدياد لا سيما بعد نشوب الحروب في أراضي عدد من الدول النفطية كالعراق و أفغانستان و تهديد دول أخرى كإيران .. مما يجعلنا نحتّم الارتفاع الطردي للأسعار .. و من خلال حديث من عايشوا الأوضاع الاقتصاديّة قديماً فإن أسعار السلع في السبعينات الميلاديّة مثلا لم ترجع منذ ذلك التاريخ وإلى اليوم ومن المستبعد رجوعها .. والله المستعان

و لا يخفى على الناظر فساد النظام الرأس المالي العالمي الذي يعيش العالم تحت وطئته اليوم و ما يتبع ذلك النظام من أضرار و مخاطر على العالم ... فالمتوقع أن هذا الغلاء لن يتوقف في ظل هذه السياسات الربويّة الجائرة خصوصا الأمريكية .. .

وهذا ما دعا عدد من المختصين إلى الالتفات إلى هذه الكارثة المقبلة ..

ففي جريدة الشرق الأوسط عدد (10816) الصادر في 6رجب1429 خبر عن نتائج اجتماع قمة مجموعة الدول الإسلامية النامية و الذي يحذرون فيه من أن تصاعد أسعار الغذاء و الوقود سيؤدي إلى كارثة كبيرة و دعوا إلى إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الكارثة .. !؟

و هنا للسائل أن يقول ما هو دورنا و ماذا نعمل في ظل هذا الارتفاع المتزايد .. لعل هذا أتكلّمُ عنه في النقاط التالية:

-الواجب على المسلم في مثل هذه الظروف الالتجاء إلى الله و الرجوع إليه و التوبة و الاستغفار و سؤال الله تعالى الرحمة به و أن يلطف بحاله و أن يشيع هذا في بيئته و المجتمع من حوله .. ومن أجمع الأدعية الواردة في ذلك ما رواه رواه الترمذي و أحمد و حسنّه الألباني (عن أبي وائل قال:

" أتى عليا رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال

علي رضي الله عنه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير