تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صلاة الكسوف، أحكام، ومسائل]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 07:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

صلاة الكسوف، أحكام ومسائل

إذا أردت الاحتفاظ بهذه المادة فاضغط هنا بزر الفأرة الأيمن ثم اختر: حفظ باسم ( http://saaid.net/Doat/ehsan/15.zip)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

تمهيد

فبعد أيام قلائل (يوم الأربعاء بإذن الله تعالى) يأتي (في أجزاء كبيرة من الأرض) على النَّاس حدثٌ عظيمٌ، وأمرٌ مهولٌ، وهو "كسوف الشمس"، وليس الأمر كما يظن كثيرٌ مِن النَّاس أنه حدثٌ فلكيٌّ، أو منظرٌ طبيعيٌّ يتسلى النَّاس برؤيته، والاستمتاع بمشاهدته!!، كلا والله إن الأمر جِدُّ خطيرٌ، وأصبح همُّ الناس ما قد يصيب أعينهم من النَّظر إلى الشمس في كسوفها، وأصبح التحذير للنَّاس لما قد يسببه النظر من أمراض – وهذا لايُجزم به – وكأنَّه يجوز لهم في غير هذه الحالة النَّظر والاستمتاع!!، ولقد غفل النَّاس عن أحكام هذه الصلاة، - وتسمَّى صلاة الآيات كما قال شيخ الإسلام في "النبوات" (ص 190) -، ومعانيها، ومسائلها، وضاعت مع ما ضُيِّع مِن الفرائض الكثيرة.

الكسوف والخسوف مِن آيات الله

كثيرةٌ هي آيات الله عز وجل، وهي مخلوقةٌ للتفكر والاعتبار، لكن النَّاس عن هذا في غفلةٍ، ومنه في بُعدٍ، قال الله تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمواتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}!!.

وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ" رواه البخاري (1044) و مسلم (901).

لا ارتباط بين الكسوف وموت أو حياة أحَدٍ من النَّاس

ويعتقد بعض النَّاس أنَّ الشمس تُكسف، والقمر يُخسف لحياةِ أو موتِ أحدٍ مِن العظماء أو الزعماء، وهو اعتقادٌ موروث مِن أهل الجاهلية، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ" متفق عليه – وهو تتمة الحديث السابق -، وقد ظنَّ بعضهم ذلك أول الأمر لما كسفت الشمس يوم وفاة إبراهيم – ابن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم -، فعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس كَسَفَتْ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ" رواه البخاري (1043)، ومسلم (915)، وتامّاً -كرواية البخاري - (915) مِن حديث جابر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: وقوله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته ردٌّ لما كان قد توهمه بعض النَّاس مِن أنَّ كسوف الشمس كان لأجل موت إبراهيم ابن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وكان قد مات وكسفت الشمس فتوهم بعض الجهَّال من المسلمين أنَّ الكسوف كان لأجل هذا فبين لهم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الكسوف لا يكون سببه موت أحدٌ مِن أهل الأرض ونفى بذلك أنْ يكون الكسوف معلولاً عن ذلك وظنوا أنَّ هذا مِن جنس اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ كما ثبت ذلك في الصحيح فنفى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك وبيَّن أن ذلك مِن آيات الله التي يخوِّف بها عباده. أ.هـ "الرد على المنطقيين" (ص 271).

الكسوف والخسوف للتخويف لا للتسلية

وقد اعتاد النَّاس في كلِّ عامٍ في العالم كله تجهيز مناظيرهم، واختيار أفضل الأماكن للسفر إليها لمشاهدة الكسوف أو الخسوف!! وهو مِن تغيير أحكام الشرع، ومِن مخالفة السبب الذي أوجد الله له هذه الآيات: وهو تخويف عباده ‍‍‍، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ " رواه البخاري (1048).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير