تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كتاب مبين يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور يعلم السر وأخفى سنعرض عليه يوم القيامة كما قال: يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية وإن من استجابتنا لتخويف ربنا لنا أن نخاف فنعمل صالحا ونحذر طالحا ونستغفر ونتوب من سائر الذنوب وندعو ونذكر ولا نطغى ونفجر ونتصدق كثيرا ونخشى سعيرا حتى يثبتنا الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة كما قال سبحانه: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء في الحياة الدنيا أي في القبر حين ترد الروح إلى الميت حين ترد روح الميت إلى جسده وإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين فيأتيه ملكان شديدا الإنتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك ما دينك ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ما علمك فأما المؤمن فيقول ربي الله ديني الإسلام نبيي محمد صلى الله عليه وسلم قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن فذلك حين يقول الله جل وعلا: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وأما الفاجر فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون ذاك فيقال لا دريت ولا تليت [4] فلنأخذ للأمر أهميته ولنستعد لفتنة القبر بالاستعاذة منها كما أمرنا بذلك صلى الله عليه وسلم حين وقع الكسوف فقال: ((تعوذوا بالله من عذاب القبر)) [5]، وعلمنا الاستعاذة منه دبر كل صلاة نقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال)) [6]، وإن من الموبقات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم لما وقع الكسوف الزنا حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)) [7]، فلنحذر الزنا وأسبابه يا عباد الله ولنغلق أبوابه فما من أحد بأغير من الله فلنحذر سخطه ونبتعد عن كل ما يقرب من الزنا امتثالا لأمره سبحانه: ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً ونغض أبصارنا عن النظر إلى ما حرم الله كما أدبنا ربنا بذلك في قوله: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن متى يتعظ من لم يتعظ بنذر الله ومتى يرعوي عن غيه من غفل قلبه فهو لاه لاه أننتظر الفاجعة: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون صح عنه صلى الله عليه وسلم حين وقع الكسوف أنه قال: ((ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال)) [8] نعوذ بالله من فتنة القبر نعوذ بالله من فتنة المحيا والممات نعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال لا أحد أحلم من الله وهو القائل: لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد لا أحد أصبر من الله وهو القائل: ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى من بارز الله بالمعاصي فهو الخاسر: ((يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) [9].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] صحيح البخاري (1044)، صحيح مسلم (901).

[2] سنن الترمذي (2450).

[3] صحيح البخاري (7414)، صحيح مسلم (2786).

[4] سنن أبي داود (4753).

[5] صحيح مسلم (2867).

[6] صحيح البخاري (833)، صحيح مسلم (588).

[7] صحيح البخاري (1044)، صحيح مسلم (901).

[8] صحيح البخاري (86).

[9] صحيح مسلم (2577).

الخطبة الثانية

الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه أحمده سبحانه وأشكره وأثني عليه الخير كله وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فيا عباد الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير