تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ننبه بهذه المناسبة إلى أمور قد تخفى على كثير من الناس فمنها أن الإخبار بزمن الكسوف قبل حدوثه ليس من علم الغيب بل هو من العلوم العادية التي قد يتعلمها البشر قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: أجرى الله العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الإستسرار وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ووقت إبداره هي الليالي البيض التي يستحب صيام أيامها ليلة الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر فالقمر لا يخسف إلا في هذه الليالي والهلال يستسر آخر الشهر ليلة تسعة وعشرين وليلة ثلاثين والشمس لا تكسف إلا وقت إستسرار الهلال وللشمس والقمر ليالي معتادة من عرفها عرف الكسوف والخسوف وقال رحمه الله عليه: أما العلم بالعادة في الكسوف والخسوف فإنما يعرفه من يعرف حساب جريان الشمس والقمر وليس خبر الحاسب بذلك من علم الغيب بل هو مثل العلم بأوقات الفصول وقال رحمه الله: ولكن إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك يعني على الإخبار بزمن الكسوف فلا يكادون يخطئون ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعي فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك وقال: إذا استعد الإنسان ذلك الوقت - يعني الذي أخبر به أهل الحساب - لرؤية ذلك كان ذلك من باب المسارعة إلى طاعة الله تعالى وعبادته الأمر الثاني أن ما شغلتنا به الصحف من الحديث حول هذا الموضوع إنما يدل على إفلاسها من القيم حتى إنها اشتغلت بالأشياء التافهة وتركت الأمر العظيم الذي نبه له صلى الله عليه وسلم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما حصل الكسوف خاف حتى ظن أنها الساعة كما تقول عائشة رضي الله عنها وأرضاها [1] وصحفنا اليوم تسخر من ذلك وكذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخطأ بردائه حتى أخذ بعض درع زوجاته ليذهب ويصلي بالناس به حتى أرسل له ثوبه مع بعض الناس من شدة ذهوله صلى الله عليه وسلم من هذه الآية التي يقول الله جل وعلا: وما نرسل بالآيات إلا تخويفا [2]، أما صحفنا اليوم وكثير من هذا الغثاء الذي شحنت به الأسواق تتحدث عن عرس فلكي بين الشمس والقمر عرس فلكي وثم يعلمون الناس أحسن طريقة لرؤية هذا الكسوف هذا الحدث الكوني كيف تستمتع برؤية هذا الحدث ثم يبينون للناس صور الأطفال الأوربيين وغيرهم في شتى بقاع الأرض الكافرة يرسمون لهم صورهم وهم يلبسون النظارات السوداء أو غيرها لينظروا إلى الكسوف ما لنا ولهم هؤلاء قوم ممن قال الله عز وجل فيهم: إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، هؤلاء شر من الكلب والخنزير وصحفنا بعض صحفنا اليوم تجعلهم كالمثل الأعلى للناس ترسم صورهم وصور كلابهم وهم يلبسونها النظارات وربما تحدثت أيضا بعض الصحف عن سهرة بالنهار تقام في هذا البلد أو ذاك واشغلت الناس بعدد الناس الذين سيتعرضون للعمى أربعة ملايين أو أربعه مليون فاشتغلوا بعمى البصر وتركوا الحديث عن عمى البصائر الذي عليه عامة أهل الأرض اليوم كما قال جل وعلا: وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، وقال سبحانه: وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون فلو اشتغلنا ولو اشتغلت صحفنا بتعليم الناس أمر دينهم وحثهم على التوبة والاستغفار وتبديل أحوالهم إلى أحسن الأحوال لكان خيراً لهم وأقوم


[1] صحيح مسلم (912)، وهو عن أبي موسى ولم أجد هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنهم أجمعين.

[2] صحيح مسلم (906).

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 08 - 08, 11:10 ص]ـ
وتلكم أخرى لصنوه الشريم تدور في نفس الفلك (آيات الله الكونية والاتعاظ بها)

ملخص الخطبة

1 - الغاية من خلق الكائنات. 2 - السبيل إلى تحقيق العبودية لله تعالى. 3 - جماع العبودية. 4 - ذم الغفلة عن الآيات الكونية. 5 - طغيان الإنسان. 6 - تسخير الله تعالى المخلوقات للإنسان. 7 - صور من عظم عصيان بني آدم. 8 - التحذير من العلمنة والتغريب. 9 - عبودية الجمادات والحيوانات والنباتات. 10 - قصة الذئب الذي تكلّم. 11 - التذكير بالتفريط والتقصير.

الخطبة الأولى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير