تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعض المنافقين يقول بسخرية: كم رقم تليفون الله؟! قاتله الله.

وهذا زنديق آخر يشدّ لحية أحدهم وينتفها وكان يُقسم للزنديق أنه لم يفعل شيئاً مما يتهمه به فقال عدو الله: (خلّ الله على جنب، لا تدخل الله في شغلنا، هذا زمان الحقائق، زمان الله ولّى وفات)!!.

وهكذا تكون الجرأة على مَن يُمهل ولا يُهمل.

وقد قيل: أمهل الله العصاة حتى ظن المغرورون بالله أن إمهال الله إهمال!.

فليعلم الزنادقة أن إمهال الله ليس إهمال، وقد قال تعالى:} وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {(1) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3) .

أما يقرأ هؤلاء الزنادقة قوله تعالى عن نفسه:} إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ {(2) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) .

وقوله تعالى:} وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ {(3) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5) أي شديد الأخذ، شديد القوة.

وقد ذكر ابن كثير في سبب نزو قوله تعالى:} وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ {. (4) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6) ذكر ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله e بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال: (اذهب فادعه لي) قال: فذهب إليه فقال: يدعوك رسول الله e فقال له: من رسول الله وما الله أمِن ذهب هو أم من فضه هو أم من نحاس هو؟

قال: فرجع إلى رسول الله e فأخبره فقال: يا رسول الله قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك. قال لي: كذا وكذا. فأعاد رسول الله e الرجل إليه مرتين وهو يقول مثل قوله الأول، فبينما هو يكلمه إذْ بعث الله عز وجل سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله عز وجل:} وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ {الآية. قال ابن كثير: (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء) أي يرسلها نقمة ينتقم بها ممن يشاء، ولهذا تكثر في آخر الزمان، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه أحمد (تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول: من صعق قِبلكم الغداة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان وفلان) نسأل الله شديد المحال أن يجعل لمن سبّه أو سب رسوله أو سب دينه أو سخر بعباده الصالحين نصيباً من هذه الصواعق التي هذا وقت تكاثرها.

امرأة من عائلة معروفة في بريدة تقول إنها كانت ترعى الغنم حين كانت شابة واثنان من الشباب غير بعيد عنها في رعي أغنامهم وكان الحر شديداً واشتد بنا العطش وبالغنم فاستغاث أحد الشابين بالله تعالى أن يسقينا، ولكن الآخر كان زنديقاً فاجراً فظهر مكنونه قائلاً لصاحبه بسخرية واستهزاء بالله (لو كان عند ربك ماءً سقى به نفسه) تعالى الله وتقدس.

تقول المرأة: بعد قليل أنشأ الله سحابه جاءت من المغرب حتى أظلّتنا فأمطرت علينا فارتوينا.

أما الساخر بالله فتدلّت عليه السحابة وأحاطت به تقصفه بصواعق أصابنا منها رعباً شديداً والبرق يسطع من خلال السحابة فكدت أنا والشاب المستغيث أن يغمى علينا من هوْل الأمر، ثم انجلت السحابة عنه فإذا هي قد قطّعته قطعاً فهذا جزاء عاجل لِساخرٍ بالملك الجبار قيوم السموات والأرضين شديد المِحال.

وهذا حادث في زماننا منذ سنين ليست بعيدة.

قال ابن الجوزي في "صيد الخاطر ": (قال عبد المجيد بن عبد العزيز: كان عندنا بخراسان رجل كتب مصحفاً في ثلاثة أيام فلقيه رجل فقال: في كم كتبت هذا؟ فأوْمأ بالسبابة والوسطى والإبهام وقال: في ثلاث} ومَا مسَّنا مِن لُغُوب {فجفّت أصابعه الثلاث، فلم ينتفع بها فيما بعد.

وخطر لبعض الفصحاء أن يقدر أن يقول مثل القرآن فصعد إلى غرفة فانفرد فيها وقال: أمهلوني ثلاثاً: فصعدوا إليه بعد ثلاث ويده قد يبست على القلم وهو ميت).

قال ابن كثير: (وحكى ابن خلكان فيما نقل من خطر الشيخ قطب الدين اليونيني قال: بلغنا أن رجلاً يُدعى أبا سلامة من ناحية بصرى كان فيه مجون واستهتار، فذُكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال: والله لا أستاك إلا في المخرج – يعني دبره – فأخذ سواكاً فوضعه في مخرج ثم أخرجه، فمكث بعده تسعة أشهر وهو من ألم البطن والمخرج فوضع ولداً على صفة الجرذان له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة وله أربعة أنياب بارزة وذنَب طويل مثل شبر وأربعة أصابع وله دبر كدبر الأرنب، ولما وَضَعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات فقامت ابنه ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات، وعاش ذلك الرجل بعد وضْعه له يومين ومات في الثالث، وكان يقول: هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي.

وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا، ومنهم من رآه بعد موته) (1) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7) .

(1) (http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) سورة التوبة، آية: 66.

(2) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) البداية والنهاية لابن كثير 2/ 35.

(1) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) سورة الأعراف، آية: 183.

(2) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) سورة البروج، آية: 12.

(3) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) سورة الرعد، آية: 13.

(4) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) سورة الرعد، آية: 13.

(1) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) البداية والنهاية 13/ 249.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير