تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ وخرجت سرية في سبيل الله فأصابهم برد شديد حتى كادوا أن يهلكوا فدعوا الله تعالى وإلى جانبهم شجرة عظيمة فإذا هي تلتهب ناراً فجففوا ثيابهم ودفئوا بها حتى طلعت الشمس فانصرفوا ورُدّت الشجرة إلى هيئتها، هذه القصص ذكرها ابن رجب رحمه الله في كتابه (جامع العوم والحكم) ثم قال: ومثل هذا كثير جداً ويطول استقصاؤها، ولم أنقل كل ما ذكر.

ـ وقال الذهبي: قال بعضهم: رأيت رجلاً مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي: من رآني فلا يظلمنّ أحداً، فتقدمت إليه. فقلت له: يا أخي ما قصتك؟ قال: يا أخي قصة عجيبة وذلك أني كنت من أعوان الظلمة فرأيت يوماً صياداً وقد اصطاد سمكة كبيرة فأعجبتني، فجئت إليه فقلت: أعطني هذه السمكة، فقال: لا أعطيكها أنا آخذ بثمنها قوتاً لعيالي فضربته وأخذتها منه قهراً ومضيت بها. قال: فبينا أنا أمشي بها حاملها إذْ عضّت على إبهامي عضة قوية، فلما جئت بها إلى بيتي وألقيتها من يدي ضَرَبتْ عليَّ إبهامي وآلمتني ألماً شديداً حتى لم أنم من شدة الوجع والألم وورمت يدي. فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم، فقال: هذه بدء الآكلة اقطعها وإلا تقطع يدك، فقطعت إبهامي، ثم ضربت عليّ يدي فلم أطق النوم ولا القرار من شدة الألم، فقيل لي: اقطع كفّك فقطعته، وانتشر الألم إلى الساعد وآلمني ألماً شديداً ولم أطق القرار، وجعلت استغيث من شدة الألم فقيل لي: اقطعها إلى المرفق فقطعتها، فانتشر الألم إلى العضد وضربت عليّ عضدي أشد من الألم الأول، فقيل: اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله فقطعتها.

فقال لي بعض الناس: ما سبب ألمك؟ فذكرت قصة السمكة، فقال لي: لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قطعت من أعضائك عضواً، فاذهب الآن إليه واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك، قال: فلم أزل أطلبه في البلد حتى وجدته، فوقعت على رجليه أقبلها وأبكي وقلت له: يا سيدي سألتك بالله ألا عفوت عني؟ فقال لي: ومن أنت؟ قلت: أنا الذي أخذت منك السمكة غصباً، وذكرت ما جرى وأريْته يدي فبكى حين رآها ثم قال: يا أخي قد أحْللتك منها لما قد رأيته بك من هذا البلاء.

فقلت: يا سيدي بالله هل كنت قد دعوْت عليّ لما أخذتها؟ قال: نعم. قلت: اللهم إن هذا تقوّى عليّ بقوّته على ضعفي على ما رزقتني ظلماً فأرني قدرتك فيه.

فقلت: يا سيدي قد أراك الله قدرته فيَّ وأنا تائب إلى الله عز وجل عما كنت عليه من خدمة الظلمة ولا عُدت أقف لهم على باب ولا أكون من أعوانهم ما دمت حياً إن شاء الله. (1) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=871321#_ftn5)

قال بعض العارفين: رأيت في المنام رجلاً ممن يخدم الظلمة والمكاسين (2) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=871321#_ftn6) بعد موته بمدة في حالة قبيحة فقلت له: ما حالك؟ قال: شرّ حال. فقلت: إلى أين صرت؟ قال: إلى عذاب الله. قلت: فما حال الظلمة عنده؟ قال: شرّ حال. أما سمعت قول الله عز وجل:} وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ {.

ومن سريع عقوبات الظلمة أنه اختصم اثنان عند قاض من القضاة وكان أحدهما ظالماً لصاحبه، وقد قضى القاضي للظالم فرفع المظلوم رأسه إلى السماء ودعا على خصمه فما شعر إلا والخصم قد ثَقُل عليه من جانبه فظنه يتكئ عليه فأراد أن يزيحه عنه وإذا هو ميت.

ومنذ ما يقارب أربعين سنة ناظر أحد العلماء ملحداً منكراً لوجود الله، وفي أثناء المناظرة قال الملحد: إن كان لهذا الكون خالق فليقبض روحي الآن، فما استتم كلامه حتى سقط جثة هامدة والعالِمُ ينظر.

فسبحان من لا يقْدر الخلق قدْره ومَن هو فوق العرش فردٌ مُوَحَّدُ

قاصم الجبابرة ومُذلّ المستكبرين، والرب سبحانه قد يعجل العقوبة للطغاة وقد يؤخرها لحكم لا يحيط بها العباد.

(2) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=871321#_ftnref1) الكبائر للذهبي، ص107.

(1) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=871321#_ftnref2) الكبائر للذهبي، ص107.

(2) ( http://ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=871321#_ftnref3) الكبائر للذهبي، ص107.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير