[تعليق على مقال (بوش حلال، ومهند حرام)]
ـ[عبدالرحيم الجزائري]ــــــــ[06 - 08 - 08, 05:10 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه و من اقتفى أثرهم و اهتدى بهداه، أما بعد:
فلا شك أن وسائل الاعلام - بمختلف أشكالها- سلاح ذو حدين، والواجب أن تستعمل في تبليغ دين الله - جل في علاه -، و نشر الوعي بين الناس، وتبصيرهم بالأخطار الداخلية والخارجية التي تهددهم ...
لكن - وللأسف - أصبح الغالب منها معاول هدم للأديان والأخلاق من جراء ما ينشر فيها من المغالطات التي تسللت إلى قلوب الكثير من الناس ...
ومن هذ القبيل ما نشر في جريدة "الشروق اليومي " بتاريخ 04 شعبان 1429 هـ، تحت عنوان ((دعاة الفضائيات: بوش حلال، ومهند حرام؟))، والذي سأقف معه - إن شاء الله - وقفة قصيرة أبين من خلالها جملة مما فيه من المغالطات، فأقول:
المراد من المقال زعزعة الثقة بالعلماء، و الترويج للشبهة القائلة أنهم: ((تركوا قضايا الأمة المصيرية، واشتغلوا بالجزئيات ... ))، ومن ثم فتح الباب على مصراعيه لطائفتين من أهل الفساد: إما طائفة المغفليين من أهل الحماسة التي لا يشدها خطام ولا يربطها زمام،
وإما طائفة العلمانيين الذين يبتغون تهميش الحل الاسلامي لمشكلات الأمة ....
هذا ما أرادته الكاتبة من مقالها الذي صاغته بأسلوب ماكر، يستغل بخبث أفئدة المسلمين التي تتفتت حسرة لما تعانيه الأمة الاسلامية من التفرق، والتدابر و التناحر، وتسلط الأعداء عليها، حيث طرقت الكاتبة موضوع المسلسل التركي "نور" - بل "ظلمة"! -، وفتاوى المشايخ بشأنه.
... قالت الكاتبة: ((و قد وصلت بعض هذه الفتاوى لحد تحريم المسلسل، وبغض النظر عن قيمة المسلسل الفنية و أهدافه و أضراره بالمجتمع و التي تستدعي فعلا التنبيه إليها، لكن السؤال المطروح هنا، هل "مهند" أولوية وطنية للأمة العربية من المحيط إلى الخليج حتى يشهد كل هذا الاهتمام ... إلى أن قالت: هل انتهت مشاكل و أزمات الأمة العربية التي تستدعي لفت انتباه رجال الدين، ولم يبق لنا إلا المسلسلات، هل أضرار مهند أكبر من أضرار بوش في العراق و إيهود أولمرت في فلسطين)) ... إلخ
أقول:
يظهر أن الكاتبة لم يرُقها القول بتحريم المسلسل، وهذا أمر غريب حقا ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)) ، إذ كيف يشك عاقل في تحريم ما ينشر الفساد، و يدعو إلى الرذيلة، ويحطم القيم الاسلامية النبيلة؟!
إن المنصفين من الذين يتابعون المسلسل بشغف، يعرفون ويعترفون بهذه الحقيقة الساطعة، ويعتذرون بأن الفراغ قتلهم، وأنه لا بد من الترويح عن النفوس ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2)) ... ونحوها من الأعذار، وهذا - ولا شك - أهون بكثير ممن يماري ويكابر، ويحاول التهوين من أضرار هذه البرامج.
و مما حواه المقال من الطوام: تنقص الفضائيات الاسلامية، والتزهيد من شأنها، والقول بأنها ((أصبحت تبث مثل الفطريات)) ... وأنها ((تتخذ من فضائيات هز البطن والعري مادة دسمة لتفتي، وهكذا يتم تشغيل الجميع ليأكل الخبز و لا يبقوا بطالين))، وفي هذه العبارات الفجة دلالة على غياب النضج الفكري لدى الكاتبة ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3)) – إن أحسنا بها الظن -، وكان الأولى بها تشجيع انتشار هذه الفضائيات، والدعوة إلى إعمارها بالعلم الصحيح والبرامج النافعة، فإن من الجرم الذي لا شك فيه تسويتها بالفضائيات الخليعة المدمرة: ((أفنجعل المسلمين كالمجرمين. مالكم كيف تحكمون))؟ ...
... قالت الكاتبة: (( .... الأمر واضح و بسيط، المسألة اقتصادية بحتة ما دامت فضائيات هز البطن والعري توفر مادة دسمة لما يسمى بالقنوات الدينية لتفتي، وهكذا يتم تشغيل الجميع ليأكل الخبز و لا يبقوا بطالين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى حتى يبتعد هؤلاء الدعاة عن إزعاج الانظمة السياسية المتواطئة ضد شعوبها، وهذه خطة يهودية خبيثة تجعل فطاحلة العلماء عندنا مشغولين بفتنة "مهند" و "نور" عن أشلاء الأطفال و اعراض النساء التي تهتك يوميا على مرأى ومسمع منهم ... ))
أقول:
¥