تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما هكذا يا سعد تورد الابل! وما هذه بالطريقة المثلى التي تستأنف بها الحياة الاسلامية ....

إن الإصلاح من الداخل - عند أولي العقول السليمة - أولُ خطوة ينبغي وضعها للمضي قدما في طريق الاصلاح الشامل، فإنه من الحماقة أن يترك المرء العقارب التي تسللت إلى ثيابه، وينشغل بطرد الذباب عن أخيه، وهذا هو الحال في مسألتنا هذه، إذ كيف نغض الطرف عن المسلسلات والبرامج التي أتت على الأخضر و اليابس، وأورثت الكثير من البيوت خرابا و دمارا، ثم نمضي الوقت في التحليلات السياسية، والافتاء صباح مساء بأن ((ضخ البترول العربي إلى أمريكا وأوروبا حرام لأنه يزود الطائرات الاسرائيلية في قتل أبناء العرب و المسلمين، وأن وضع المال في بنوك أمريكا حراملأنه يمول الحروب التي تدمر شعوبنا ودولنا ... ))؟!

بل كيف نواجه عدونا، والشرك ضارب أطنابه في الكثير من البلدان الاسلامية ... هل يجهل أحد الجيوش الجرارة من الحجاج إلى قبر البدوي، و قبر الحسين ... و قبر فلان و علان؟!

ألم تقرأ الكاتبة قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم))؟!

ومثلها قوله تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا: يعبدونني لا يشركون بي شيئا)) ... فهل نصر المسلمون اليوم ربهم، وقاموا بتوحيده، وأتوا بأوامره و اجتنبوا نواهيه؟!

ألم تقرأ قول النبي - صلى الله عليه وسلم – في حديث بيع العينة (( ... سلط الله عليكم ذلا لا يصرفه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم))؟! .....

أقول: و إن من الرجوع إلى الدين ترك مشاهدة البرامج الخبيثة، وترك التنقيص من أخطارها وأضرارها ... فهل وعت الكاتبة ذلك؟!

وهذا كلام نفيس للعلامة ابن القيم أتركه من دون تعليق للقارئ الكريم، ليتفكر و يتدبر و يعتبر،

قال - رحمه الله - في "اغاثة اللهفان": (وبهذا يظهر معنى قوله سبحانه ((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)) فالآية على ظاهرها، وانما المؤمنون يصدر منهم من المعصية و المخالفة التي تضاد الايمان ما يصير به للكافرين عليهم سبيل بحسب تلك المخالفة، فهم الذين تسببوا في جعل السبيل عليهم كما تسببوا اليه يوم احد بمعصبة الرسول و مخالفته والله سبحانه لم يجعل للشيطان على العبد سلطاما حتى جعل له العبد اليه سبيلا بطاعته، والشرك به فجعل الله حينئذ له عليه تسلطا و قهرا، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) (بواسطة كتاب "كما تكونوا يولى عليكم" للشيخ عبد المالك رمضاني (ص39)

... قالت الكاتبة: ((إننا نتساءل ببراءة يفرضها المنطق، هل يفتي الدعاة بدون مشاهدة المسلسلات؟ وكيفما كانت الإجابة فهي كارثة، لأن الفتوى بدون علم لا تجوز، أما إذا كان العلماء يخصصون وقتهم لمشاهدة الأفلام و يتركون أمور الأمة فالمسألة لا تحتاج لأي تعليق.))

أقول:

هنيئا للكاتبة بهذا "المنطق البريء" الذي يبيح لها التجول والاستطالة في أعراض العلماء!، و نجيبها بأن ما ذكرته غير لازم على الاطلاق، فأمر المسلسلات وما فيها مستفيض - بل متواتر- بنقل القاصي والداني من الناس، وهذا الذي يبني عليه العلماء فتاواهم في أمثال هذه الأمور ...

و لو ماشينا طرح الكاتبة، لألزمنا العلماء بعدم الافتاء إلا فيما يشاهدونه، فلا يجوز للعلماء - على هذا القول - تحريم المجلات الساقطة، والأفلام الخليعة لأنهم لم يتابعوا ما فيها ... وهكذا تعطل أحكام الشرع المطهر، وهذا القول من البطلان بمكان تغني حكايته عن رده والله المستعان.

هذا ما أردت تذكير الناس به في هذه العجالة، و أسأل الله - جل و علا - أن يحفظ المسلمين في كل مكان من شر الشبهات و الشهوات ... إنه جواد كريم ...

[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1)- لا يستبعد أن تكون الكاتبة "متابعة وفية " لحلقات المسلسل!

[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) - ورب عذر أقبح من ذنب!

[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) - كيف لا،و هي تقول: حق لنا أن نتساءل بـ (براءة) يفرضها المنطق!

ـ[أنس الشهري]ــــــــ[06 - 08 - 08, 05:33 م]ـ

أخي الفاضل عبدالرحيم

أشكرك كثيراً على هذه الغِيرة،وأسأل الله أن يكتب لك الأجر على ما كتبت

ولكن

ألا ترى معي بأن تخصيص فتوى لمسلسل ما من شأنه أن يُفهم العامة بأن بقية المسلسلات جائزة ما دام أنها لم يُفتى يتحريمها؟

أنا لا أعترض ولستُ أهلاً أن أعترض على فتوى التحريم، فربما أن المفتي أجاب على سائل ما سأله عن هذا المسلسل بعينه

ولكن تسليط الضوء عليها ربما يدفع الكثير لطرح هذا التساؤل والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير