ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 08 - 08, 08:14 ص]ـ
الوقفة الثانية /
مما يحزّ في النفس ... ويكدر الخاطر ... أن البعض يتجمل بالتخفيف من اللحية ... وتشذيبها ...
وسبحان الله ... أول من ينتقد الذي يخفف من لحيته هم العامة ... فيقولون: وش فيه فلان ... تغير ... وترك الطوع ...
أما إخوانه ... فيقولون: سبحان الله ... فلان ... انتكس؟!.
وسبحان الله ... ما أشدها من عبارة ... وما أقساها من كلمة ... (فلان انتكس) ....
أعوذ بالله أن يأتي اليوم الذي تقال فيه هذه الكلمة عني وعنك.
التخفيف من اللحية له أسباب، من أهمها:
ضعف العلم الشرعي:
هذا الأخ أطلق لحيته ... لأن من حوله من إخوانه أطلقوا لحاهم ... !!.
هو لا يدري .... لماذا يجب إطلاق اللحية ... !!.
وهو لا يعرف أدلة وجوب إطلاق اللحية .. !!.
وهو لا يعرف الخلاف في وجوب إطلاق اللحى ... ولا يعرف أدلة الفريقين والراجح منهما ... !!.
هو بصورة أوضح: عامي ... بلحية!! .... فقط.
بدأ بتخفيف لحيته ... لأنه لا يعرف لماذا أطلقها أصلا .. !!.
مع الزمن .... أصبحت اللحية - بالنسبة له - همّا ثقيلا .... !!.
لا يستطيع أن يخرم مرؤته .... بسببها.
يريد أن يذهب إلى بعض الأماكن العامة ... فلا يستطيع بسببها.
يريد أن يسافر إلى بعض البلدان ... فلا يستطيع بسببها.
يريد أن يحضر بعض المواقع التي لا تليق بالملتحي .... فلا يستطيع.
يريد أن يجالس بعض زملائه في العمل أو الاستراحة وفيهما ما لا يليق ... فلا يستطيع.
لحيته .... تمنعه عن كثير من الأماكن، والمواقع، والأعمال التي لا تليق شرعا أو عرفا ... (وسيأتي الكلام عن اللحية ... القلعة بإذن الله).
لو دخل أو سافر أو خالط أو جالس ... لقال الناس بلسان حالهم ... قبل مقالهم: شف المطوع ... وش جابه؟! .... (شكله نصاب).
هذه الكلمة .. تحرقُ نفسَه .. وقلبَه ... (مطوع نصاب) ...
وما أكثر ما أسمع هذه الكلمة عن بعض إخواننا ممن يتساهل في إرضاء الناس في معصية الله ... فيأتي غضب الناس عليه واحتقارهم له ... بقولهم: ... (مطوع نصاب).
سبحان الله ... فلان يحرص على إرضائكم، واستجلاب محبتكم ... فتقولون له: نصاب!! ... عجيب أمره - والله - .... قبل أمركم.
الشاهد /
أن ضعف العلمي الشرعي - غالبا - ما يكون سببا من أسباب التخفيف من اللحية.
عاش أحدنا عمره على أن حلق اللحية حرام .... تخفيف اللحية حرام ... نص على ذلك علماء أجّلاء من المتقدمين والمتأخرين ....
وقد ثبت لدينا هذا الأمر ثباتا لا يُظن أنه يتزعزع ...
ثم رأيناه .... يتهاوى ... بكل يسر وسهولة .... عند أدنى أدنى شبهة!! ....
هل عرفنا الآن .... أهمية العلم الشرعي؟؟!!.
ما إن أتى كتاب يرى فيه مؤلفه - الذي لم يسمع به المُخَفِفُ من قبل - حتى بادر إلى المقص ... وشذب .. ورتب ...
سبحان الله ... فلان ... ماذا دهاك؟؟!!
فيرد عليك - بلسان الواثق الذي وقع على ما لم يقع عليه من قبل -: أما قرأت كتاب الجديع؟!.
عجيب!! ... يترك الأدلة الصحيحة الصريحة ... ويترك أقوال أهل العلم المعتبرين من المتقدمين والمتأخرين ....
ثم يذهب إلى اتباع قول مؤلف لا يعرفه ... ولم يقرأ كتبه ... بل لم يسمع به من قبل .... !!
أهذا هو الدين الذي أمرنا أن نأخذه من أهل العلم؟! ... (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).
نعم ... هو لا يقول: أخذتُ من لحيتي ... لأن الإمام فلان، والعالم فلان، والشيخ فلان ... نصوا على الجواز ....
هو يقول: الجديع يقول يجوز .... لذلك أخذ من لحيته!!.
أعود للكتاب /
تسأل صاحبنا: وهل قرأت الكتاب؟.
فإن قال لك: لا ... سمعت فقط ... - وهذا الأغلب - ... فهذه مشكلة ... واتباعُ الهوى فيها ... ظاهرٌ جلي.
وإن قال: نعم ... - وهذا الأقل - ... فتسأله: وهل قرأت ردود أهل العلم عليه؟.
فإن قرأ، وميّز ... وكان أهلا للتمييز بين أقوال العلم، فأمره إلى الله .... وهؤلاء أقل من القليل.
وإن كان غير ذلك ... فليراجع كل امرء منا نفسه ....
ويوم القيامة سيظهر من اتبع الهوى ممن اتبع الدليل ....
فلنُعدّ للسؤال جوابا.
أصلح الله أحوالنا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[09 - 08 - 08, 02:58 م]ـ
وفقك الباري أبا محمد
متابع بشغف ........... لا أحب أن أعلق حتى لا تنقطع جمالية الموضوع بارك الله فيك وفي الأخوة على تعقيبهم
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 08 - 08, 08:18 م]ـ
الأخ الحبيب / أبا الحسن الأثري
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.
وأسأل الله أن ينفع بما يُكتب ... وأن يجعله خالصا لله ...
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[09 - 08 - 08, 08:48 م]ـ
أخي الحبيب سامي الهمة ومسطر الفوائد ومبدع الفرائد: أشكرك على هذا الموضوع والذي وقعت فيه على جرح غائر في قلوب فئة - ولعلها قليلة إن شاء الله تعالى - من العلماء وطلبة العلم والآئمة والقدوات وغيرهم من الصالحين ممن كانت بداية التساهل ومنطلق التهاون في حياتهم الدينية اللحية والثوب ثم تسارعت بهم للفتن للوقوع في كبائر الذنوب وعظائم المعاصي.
أخي الكريم: لا يسعني إلا أن أقول ما كان يردده المصطفى المعصوم صلى الله عليه وسلم (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).
¥