[نصيحة العلامة حمد بن عتيق رحمه الله لطلاب العلم (يالها من نصيحة!!)]
ـ[العابري]ــــــــ[07 - 08 - 08, 06:28 م]ـ
قال الشيخ حمد بن عتيق، رحمه الله تعالى: العلم يحفظ بأمرين: تذاكر وفهم، ثم العمل به؛ فمن عمل بما علم حفظ عليه علمه وأثابه علماً آخر ما يعرفه، لأن التعطيل ينسي التحصيل، فإذا عمل الإنسان بعلمه، بأن حافظ على فرائض الله، ولازم السنن الرواتب والوتر وتلاوة القرآن.
والاستغفار بالأسحار، وألزم نفسه ساعة يحبسها في المسجد للذكر، وأحسن ما يكون بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، فقد ثبت العمل به. كذلك يجتنب مجالس اللغو والغفلة، ويعادي مجالس أهل الغيبة وساقط الكلام، ويحفظ لسانه مما لا يعنيه.
ثم أقبل على تذاكر العلم وقيده بالكتابة؛ وحرص على تحصيل الكتب والنسخ أعظم من حرص أهل الثمر عليه وقت الجذاذ، وأعظم من حرص أهل العيش على جمعه وقت الحصاد. فهذا يسمى طالب علم، وهو على سبيل نجاة، إذا كان مخلصاً في ذلك لله; وأكبر علامات ذلك أن يكون لصاحبه حال يتميز بها عن الناس، حتى يشهد حاله ويتميز لانفراده عن الناس، إلا من دخل معه في طريقه. وأما إذا تسمى الإنسان بالقراءة، فإذا تأملت حاله إذا هو مثل أهل بلاده، ولا فيه خاصة عن أهل سوقه، فحاله عند الصلوات الخمس والرواتب مثل حالهم، ولا محافظة على ذلك، قد نام جميع ليله و ضيع جميع نهاره، وصار له مع كل الناس مخالطة، وليس هناك إلا أنه بعض المرات يأخذ الكتاب ويقرأ في المجلس؛ ولو سألته عن بابه الذي قرأه ما عرفه، ولو طلبت منه مسألة مما يقرأ لم يجب عنها، وربع الريال أحب عنده من كتابين، قد خلا منه المسجد وامتلأت منه مجالس الغفلة.
وعطل لسانه من الذكر، وسله في الخوض في أحوال الناس، وما يجري بينهم وتعرف دنياهم، فهذا من العلم النافع بعيد، ولا يفيد ولا يستفيد، من حكمة الرب سبحانه أن مثل هذا لا يوفق. وأدلة هذه الأمور في كتاب الله وسنة رسوله وكلام سلف الأمة وأئمتها كثيرة معروفة، ومن تأمل أحوال العالم وجد ما يشهد لذلك؛ فتجد من يشب ويشيب وهو يقرأ ولم يحصل شيئاً، لمانع قام به وحائل من نفسه، لا من ربه، {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [سورة الكهف آية: 49]، {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} [سورة القمر آية: 5]. (مجموعة رسائل الشيخ حمد بن عتيق ص113، الدرر السنية 4/ 345)
تنبيه: هناك فروقات يسيرة بين ما في المجموع وما في الدرر فأثبت الأقرب للسياق والله أعلم.
ـ[عادل علي]ــــــــ[07 - 08 - 08, 07:05 م]ـ
رحم الله الشيخ
وجزاك خيرا.
ـ[اسامة سليمان]ــــــــ[27 - 03 - 09, 09:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ
ـ[أم عبد الرحمن الجزائرية]ــــــــ[28 - 03 - 09, 12:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 05:14 ص]ـ
قال بشر بن الحارث المحاسبي رحمه الله: يا أهل الحديث أدوا زكاة الحديث من كل مائتي حديث خمسة أحاديث
وكانت أم سفيان الثوري تقول له وهو صغير (يابني اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي، وإذا كتبت عشرة أحرف، فانظر هل ترى في نفسك زيادة في الخير، فإن لم تَرَ ذلك فلا تتعبن نفسك) .. فيالها من أم صالحة لأنها تعلم أن الحجة تقع عليه إذا علم
وقال الامام أحمد "ما كتبتُ حديثًا إلا وقد عملتُ به"
وكما قال ابن الجوزي: " العلم يهتف بالعمل؛ فإن أجابه وإلا ارتحل "
يقول الآجري رحمه الله تعالى في كتاب أخلاق العلماء في صفات طالب العلم ( ..... ، طويل السكوت عما لا يعنيه، حتى يشتاق جليسه إلى حديثه، إن ازداد علما خاف من ثبات الحجة، فهو مشفق في علمه، كلما ازداد علما ازداد إشفاقا، إن فاته سماع علم قد سمعه غيره فحزن على فوته، لم يكن حزنه بغفلة حتى يواقف نفسه، ويحاسبها على الحزن، فيقول: لم حزنت؟ احذري يا نفس أن يكون الحزن عليك، لا لك، إذ سمعه غيرك، فلم تسمعيه أنت، فكان أولى بك أن تحزني على علم قد قرع السمع، وقد ثبتت عليك به الحجة فلم تعملي به، فكان حزنك على ذلك أولى من حزنك على علم لم تسمعيه، ولعلك لو قدر لك سماعه كانت الحجة عليك أوكد، فاستغفر الله من حزنه، وسأل مولاه الكريم أن ينفعه بما قد سمع»
إويقول أيضا ( ..... إن ازداد علما خاف توكيد الحجة، مشفق على ما مضى من صالح عمله أن لا يقبل منه، همه في تلاوة كلام الله الفهم عن مولاه، وفي سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقه، لئلا يضيع ما أمر به، متأدب بالقرآن والسنة، لا ينافس أهل الدنيا في عزها، ولا يجزع من ذلها، يمشي على الأرض هونا بالسكينة، والوقار، ومشتغل قلبه بالفهم والاعتبار، إن فرغ قلبه عن ذكر الله فمصيبة عنده عظيمة، وإن أطاع الله عز وجل بغير حضور فهم فخسران عنه مبين، يذكر الله مع الذاكرين، ويعتبر بلسان الغافلين، عالم بداء نفسه)
ورحم الله الشيخ حمد بن عتيق
وبارك الله فيك أخي الحبيب
¥