وبذلك يتبيّن لنا مدى الخطأ الذي يقع فيه كثير من المسلمين باعتقادهم أن الصوم يبرر الخطأ وضيق الصدر، فكم سمعنا من قائل يقول لمن أصابه ضرر من أحد الصائمين دعه إنه صائم، وهذا خطأ فاحش ناشئ من الجهل بدين الله"
ومن كتاب صفة صوم النبي ? في رمضان:" ولقد أمر رسول الله ? من اشتدت عليه شهوة النكاح ولم يستطع الزواج بالصيام وجعله وجاء (15) لهذه الشهوة لأنه يحبس قوى الأعضاء عن استرسالها، ويسكن كل عضو منها، وكل قوة ويلجمها بلجامه، فقد ثبت أن له تأثيرا عجيبا على حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة، لهذا كله قال ?:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة (16) فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (17)
===============
(13) و (14) رواه البخاري
(15) المراد قطع شهوة النكاح
(16) الباءة: هي المقدرة على الزواج بكافة أنواعها
(17) رواه الشيخان عن ابن مسعود
7) للصائم فرحتان:
بشرى للذين يصومون إيمانا واحتسابا فالعاقبة حميدة والقدوم على الله مفرح،"للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" (18)
8) طيب ريح فم الصائم:
ومن عجائب الصوم وفضائله أنّ ما يكرهه الناس من ريح فم الصائم يكون عند الله طيبا محبوبا، قال ?:"والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" (19)
9) الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما:
قال ?:"الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربّ منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه،قال فيشفعان (20)
10) الصيام كفارة:
ومما ينفرد به الصيام من فضائل، أن الله جعله من كفارات حلق الرأس في الإحرام لعذر من مرض أو أذى في الرأس، وعدم القدرة على الهدي، وقتل المعاهد، وحنث اليمين، وقتل الصيد في الإحرام والظهار كما هو مبين في الآيات الآتية: قال تعالى:"وأتموا الحج والعمرة لله، فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي، ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب"
===============
(18) متفق عليه
(19) رواه البخاري
(20) رواه أحمد وغيره وهو حسن
وقال تعالى:"وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق ففدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما"، وقال تعالى:"لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تشكرون"، وقال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام"، وقال تعالى:"والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم"
11) الصيام يكفر فتنة الرجل في أهله وماله وجاره:
يشترك الصيام والصدقة في تكفير الرجل في ماله وأهله وجاره
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال ?:"فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة" (21)
فضل شهر رمضان
رمضان شهر خير وبركة حباه الله بفضائل كثيرة مبينة كالآتي:
1) شهر القرآن:
¥