تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل يجوز زواج المرأة بجني؟]

ـ[صالح العقل]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:10 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

هل يجوز - وهل يصح: زواج المرأة بجني؟

للنقاش العلمي.

ـ[صالح العقل]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:13 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم.

الظاهر أن التناكح بين الجن والإنس بالرغم مما بينهما من الاختلاف، أمر ممكن عقلا، بل هو الواقع، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة، فمنهم من رأى إمكانية ذلك، ومنهم من رأى المنع، والراجح إمكانية حدوث ذلك في نطاق محدود، بل هو نادر الحدوث والله أعلم

وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم:

مجاهد والأعمش، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية، والإمام مالك وغيرهم (أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19/ 39، وتفسير القرطبي 13/ 182، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66) 0

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة) (مجموع الفتاوى - 19/ 39) 0

* قال الطبري: (معقبا على قوله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) (سورة الرحمن – الآية 56) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان) (جامع البيان في تأويل القرآن - 27/ 87) 0

* وذكر الطبري روايات على ذلك فقال: عن ابن عباس في قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) يقول: لم يدمهن إنس ولا جان، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها: فإن قال قائل: وهل يجامع النساء الجن؟ فيقال: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) (جامع البيان في تأويل القرآن - 27/ 87، 88) 0

* قال الألوسي: (ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن: قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، فنفى هنا جميع المجامعين، وقيل: لا حاجة إلى ذلك، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى) (روح المعاني – 27/ 119) 0

* قال الفخر الرازي: (ما الفائدة في ذكر الجان، مع أن الجان لا يجامع؟ فنقول: ليس كذلك، بل الجن لهم أولاد وذريات، وإنما الخلاف في أنهم: هل يواقعون الإنس أم لا؟ والمشهور أنهم يواقعون، وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب، فكان مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها) (التفسير الكبير – 29/ 130) 0

* قال ابن الجوزي في قوله تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي) (زاد المسير في علم التفسير - 8/ 122) 0

* قال الشبلي: (هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن، فقال: ما أرى بذلك بأسا في الدين، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها: من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (غرائب وعجائب الجن - ص 86) 0

* قال جلال الدين السيوطي: (وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال: (وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا) (سورة الروم – الآية 21) فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف 0

فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على ملازمة المسكن أم لا؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا، وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا، وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أم لا، وهل إذا رآها في صورة غير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير