ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 11:14 ص]ـ
الدعاء السابع:
\" اللهم رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه من الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ \" وفيه فوائد:
الفائدة المائة والثامنة والثلاثون:
جمع في هذا النوع من الدعاء بين ربوبيته وألوهيته فقال: \" اللهم رب \".
الفائدة المائة والتاسعة والثلاثون:
الجامع بين هؤلاء الملائكة الكرام الثلاثة هو الإحياء \" فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم \" ().
فكأن المستفتح بهذا الدعاء يريد حياة قلبه وروحه، فذكر ربوبية الله لأهل الحياة، كما أن هذا دليل على أن الصلاة حياة للقلوب.
الفائدة المائة وأربعون:
هذا الدعاء دليل على أن الاختلاف واقع بين الناس، والله يحكم بين المختلفين لقوله: \" اهدني لما اختلف فيه \" وهذا قدر كوني لا محيص عنه، ويعالج بالقدر الشرعي من سؤال الله الهداية، وطلب الحق من طريقه.
الفائدة المائة والحادية والأربعون:
قوله: \" من الحق \" من هنا بيانية أي: بينت الذي يراد الهداية له وهو الحق.
الفائدة المائة والثانية والأربعون:
قوله: \" اهدني لما اختلف فيه من الحق \" يشمل نوعين من الاختلاف:
أ ـ الاختلاف بين الحق والباطل.
ب ـ الاختلاف في مسائل الحق، كخير الأمرين، وأفضل العبادتين، وهكذا.
فيكون الداعي بهذا الدعاء سأل ربه الهداية للحق عموما في جميع الأزمان والأمكنة.
الفائدة المائة والثالثة والأربعون:
فيه إثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، لقوله: \" من تشاء \".
الفائدة المائة والرابعة والأربعون:
أطلق على الخلق جميعا العبودية، فقال: \" أنت تحكم بين عبادك \" وذلك لأن المقام مقام حُكْم بين العباد فاقتضى ذلك ملكهم والتصرف فيهم، وهذا يأتي بلفظ العبودية أظهر من غيره.
الفائدة المائة والخامسة والأربعون:
الجمع بين صفة العلم وبين الهداية للحق في قوله: \" عالم الغيب والشهادة اهدني \" فيها إشارة إلى أن العلم يهدي لما اختلف فيه، وبالمقابل الجهل يزيد صاحبه بعدا عن الهداية، فليتزود الإنسان من العلم ليكون قريبا من الهداية للحق.
الفائدة المائة والسادسة والأربعون:
الحق هو الصراط المستقيم، بدليل قوله: \" اهدني لما اختلف فيه من الحق \" ثم قال: \" إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم \" ولم يقل إنك تهدي إلى الحق، وذلك لأن الحق هو الصراط المستقيم.
الفائدة المائة والسابعة والأربعون:
من الفائدة السابقة يتضح أن الباطل ليس صراطا مستقيما، ولذلك يلزمه الاعوجاج والتلوي والبعد، وكلها صفات ذاتية في الباطل.
الفائدة المائة والثامنة والأربعون:
قوله: \" بإذنك \" تحتمل أمرين:
أ ـ أن تعود إلى طلب الهداية، ويكون المعنى: اهدني بإذنك لما اختلف فيه من الحق.
ب ـ أن تعود إلى الاختلاف، ويكون المعنى: اهدني لما اختلف فيه بإذنك، أي كأنها جوابا على سؤال سائل: كيف يختلف بين الحق والباطل، مع أن الفارق بينهما ظاهرا جدا، فيكون الجواب: أن الاختلاف وقع بإذن الله وفيه حكم له سبحانه.
الفائدة المائة والتاسعة والأربعون:
سؤال الله الهداية للحق يدلنا على أن هداية الله لا غنى للإنسان عنها ولو في أوضح الأمور وهي الهداية للحق من الباطل.
الفائدة المائة والخمسون:
حرص الداعي بهذا الدعاء على سؤال الهداية دليل على أن الحق قد يخفى أحيانا فيلتبس بالباطل فيحتاج العبد إلى هداية ربه للوصول له، نسأل الله الكريم من فضله.
وأخيرا:
فهذه مائة وخمسون فائدة من أدعية الاستفتاح تؤكد لنا أهمية الصلاة، فإن كانت هذه الفوائد توجد في استفتاحها فما بالك ببقية أقوالها وأفعالها، ومن أمعن النظر، وأدام الاستغفار، وأطال الفكر في أسرار هذه الأحاديث سيقف على أكثر من ذلك، لكن يعلم الله كم حُجب عنا الكثير بسبب ذنوبنا وظلمنا لأنفسنا؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد،
كتب الموضوع من قِبل عقيل بن سالم الشمري
بتاريخ:20/ 6/1429 هـ
الرابط / هنا ( http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=10171&Itemid=34)
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا على النقل ..
ـ[ابو عبدالله الشيباني]ــــــــ[15 - 08 - 08, 12:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله في جهودك ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[07 - 12 - 09, 08:47 م]ـ
للنفع نفعني الله وإياكم.
¥