تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رمضان هكذا والا فلا]

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[14 - 08 - 08, 03:55 م]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على سبيله ونهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فاليوم -إن شاء الله- سيكون حديثنا عن شهر رمضان المبارك، نسأل الله بعزته وجلاله أن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلغنا بفضله ومنه وكرمه شهر رمضان.

ولاشك أن المؤمن أحوج ما يكون إلى أن يعرف حرمة هذا الشهر العظيم، وهذا الركن من أركان الإسلام الذي شرعه الله - U- لكي يسلكوا سبيلا إلى أحب الأشياء إليه وأعظمها قربة وزلفى لديه ألا وهو تقوى الله، فصيام شهر رمضان المبارك طريق إلى التقوى، وما خرج العبد من الدنيا بشيء أحب إلى الله وأكرم على الله من تقواه، ومن اتقى الله – U- ؛ فقد أصاب سعادة الدنيا والآخرة، وأفلح وأنجح وربحت تجارته، والمتقون هم أولياء الله، والمتقون هم صفوة الله من خلقه -جعلنا الله وإياكم منهم بمنه وفضله.

هذا الشهر العظيم يتهيأ المؤمن بدخوله، والقيام بحقه وحقوقه، فيقف على آخر أعتاب شهر شعبان وهو لا يدري هل يدرك شهر الصيام أو يدركه، ويقف وكله أمل في الله أن يبارك له في عمره، وأن ينسئ له في أجله حتى يزاد الشهر، حتى يزاد هذا الشهر في صحيفة عمله.

يقف المؤمن اليوم وهو أحوج ما يكون إلى أن يهيئ النفس إلى هذه الكمالات والباقيات الصالحات في شهر الصيام والقيام، وما من عبد يلتمس طاعة الله – U- ويرغب في محبته إلا فتح الله أبواب الخير في وجهه، وما من عبد صلحت لله سريرته وزكت لله نيته أنه يريد الطاعة إلا أعانه الله ووفقه، وسدده وأرشده؛ خاصة إذا أراد الطاعة من قلبه خالصة لوجه ربه؛ وخاصة إذا أراد الطاعة، فسلك في تطبيقها والعمل بها سبيل السنة والصواب، واقتفى أثر رسول الله – r- وسنته في قوله وعمله، وعبادته لربه، فسار على الصراط المستقيم، والسبيل القويم، يلتمس مرضاة ربه الحليم الرحيم.

يقف المؤمن اليوم وهو أحوج ما يكون أن يعرّف بفريضة الصيام، ومن عرف حقيقتها وعرف ما لها من حرمة حريٌّ به أن يوفق بتوفيق الله – U- للقيام بالصيام والقيام على الوجه الذي يرضي الله.

والسعيد من وقف اليوم وهو يتذكر أنه مقبل على موسم من مواسم الرحمات، وأن هذا الموسم تمنى الصالحون وابتهل المتقون أن يبلغهم الله أيامه ولياليه.

فهذا رسول الأمة – r- يقف بين يدي ربه خاشعا متخشعا متضرعا يسأله فيقول: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)) كان يسأل ربه أن يبلغه رمضان، وهذا يدل على أنه غاية، وأنه هدف منشود، وأنه أمنية لعباد الله الصالحين.

من عرف أن الصيام ركن من أركان الإسلام تقال به العثرات، وتغفر به السيئات؛ فإنه يتمنى شهر رمضان من قلبه، ويضرع صادقا إلى ربه، أن يزاد في صحيفة عمله شهر آخر حتى يكون أعلى لدرجته، وأعظم في مثوبته.

نريد أن نعرف ما هو الصيام، وما هي منزلته عند الملك العلام سبحانه ذي الجلال والإكرام.

نقف أمام كلمة طيبة مباركة، أمام كلمة ما تأملها مسلم ولا نظر فيها إلا عرف فضل هذا الشهر العظيم، وعرف فضل عبادة الصيام بالخصوص؛ يقول r : (( يقول الله تعالى: كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي)).

((كل عمل ابن آدم)) ما ترك شيئا إلا جعل الله جزاءه، ما ترك شيئا من الأعمال الصالحة إلا وعد الله – Y- الذي لا يخلف الميعاد أنه يجزي صاحبه الحسنة بعشرة أمثالها، وهذا أقل ما يكون من الجزاء، وإلا فقد يضاعف أضعافا كثيرة لا يعلمها إلا الله – Y-، فكم من عامل ينال من عمله الحسنات التي يُبوأ بها أعالي الدرجات التي لم تخطر له على بال ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي لها بالا يكتب الله له بها إلى يوم يلقاه)).

((الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي)) تأمل أن الله –تعالى- قال: ((إلا الصوم)) فلم يبين كم جزاءه، وكم مثوبته، بل بدأ قبل أن يبين المثوبة ببيان فضله وشرفه فقال: ((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير