من هدي رسول الله – r- تبييت النية في الليل قال r : (( من لم يبيت النية في الليل فلا صوم له)).
ومن هدي رسول الله – r- الحرص على السحور قال r : (( تسحروا فإن في السحور بركة)).
والفرق بيننا وبين أهل الكتاب طعمة السحر، فيحرص على أن يتسحر، وأن يصيب السنة وهدي رسول الله – r- ، وأن يحرص على أداء صلاة الفجر مع الجماعة، وأن يحرص على الكمالات والجلوس للإشراق إن أمكن، وأن يحرص على الضحى وصلاة الضحى وأذكار الصباح فيستفتح يومه بالربح والفلاح والصلاح ومناجاة الله – Y- ، ثم ينطلق إلى عمله طيّب النفس منشرح الصدر يخاف أن يظلم مسلما أو يؤذي مسلما أو يتعرض لأحد بسوء، فلا يشتم ولا يسخط ولا يجهل، فإذا تسلط عليه أحد بالسوء فسابه أو شاتمه أو قاتله قال: إني صائم، إني صائم، قال بعض العلماء في قوله –عليه الصلاة والسلام-: ((فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)) قالوا فليقل لنفسه لا تجيبي هذا فإني امرؤ صائم ومعناه أن الصوم يمنع من مجاراة الجهال في جهلهم ويمنع الإنسان عن أن يتلبس باللغط والسخط، بل هو على أفضل وأكمل ما يكون عليه المتكلم، يحرص على ذكر الله فتجده دائم الاستغفار والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير وغير ذلك من ذكر الله، يحرص على أن يؤدي السنن والرغائب والفضائل على الوجه الذي يرضي الله – I- ، رحيما بأهله رحيما ببيته يعلم أبناءه وصغاره يعوّدهم على الصوم ويتفقد أولاده في البيت في هذه الفريضة، فيعينهم على الصوم ويوقظهم للسحور ويتابعهم، ويحفظ لهم صومهم، فإذا رأى خللا أو فسادا أصلحه، وإذا رأى خطأ صوبه، فيكون أبا على أكمل ما يكون عليه الأب الصالح، ويرسم لأولاده وأهله وحبه وزوجه ومن تحت رعايته من الموظفين والعُمّال المثال الفاضل حينما يرونه في شهر الصيام مقبلا على ربه على أحسن وأفضل ما يكون عليه الإقبال.
كذلك أيضا إذا دنا آخر يومه اشتغل بذكر الله – U- قبل فطوره، وهيأ نفسه لرحمة الله، فإن العبد إذا صام لوجه الله كانت له فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وقد أخبر النبي – r- عن هذه الفرحة عند لقاء الله – U- فقال: ((للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)).
تأمل قوله: ((فرحة عند لقاء ربه)) أولا أنه قال: فرحة وهذه في لسان العرب نكرة تدل على أنها فرحة كبيرة، وإذا قيل: فرحة وفرح ليس كقولهم الفرحة أو الفرح بل جاءت بصفة دالة على أنها فرحة قد بلغت غاية الفرحة ونهايته - فنسأل الله بعزته وجلاله أن يجعل لنا ولكم أوفر الحظ والنصيب -.
فرحة بين يدي ربه عند لقاء ربه، فإذا حزن الناس يوم الحزن فرح الصائمون، وإذا أصاب السوء الناس يوم المساءة يوم يقوم الناس لرب العالمين وجد الصائم الإحسان من ربه.
((فرحة عند لقاء ربه)) وما حمل العبد هما ولا غما ولا كربا أعظم من الوقوف بين يدي الله – Y- .
ـ[دار الطرفين]ــــــــ[15 - 08 - 08, 03:22 ص]ـ
المغربي أبو عمر
جزاك الله خيرا على هذا النقل الأمين والمفيد ,
ونفع بعلم الشيخ محمد المختار الشنقيطي ,
اللهم آمين
ـ[محمد سالم صالح]ــــــــ[29 - 08 - 08, 09:26 م]ـ
متميز دائماً في طرحك للمواضيع .. جزاك الله خيراً