تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا نفسُ: هذه وقفة مع قول الله - قبل رمضان - ((قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ))

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 11:34 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:

فما أعظم وأهنأ عيش الصالحين الأخيار , وما أتعس وأشقى حياة من بُلي بموات القلب وقسوته وقلة مراقبة الله وقدره قدرَه , وما أبرئ نفسي - علمَ الله - بل هي أول من ينطبق عليه هذا الوصف.

في كل عام, وبعد كل جريرة ومعصية , وعقب كل غدرة وفجرة , وقبل دخول رمضان تحديداً يقوم العاصون لله بأخذ المواثيق والعهود على أنفسهم بأن لا عودة لبراثن المعصية وقرارَتِها , ويتخيَّلُ أحدنا نفسه مصطفاص بين القائمين باكياً من خشية الله تائباً رافعاً أكف الضراعة والمسكنة , ثمّ ما هي إلا سويعاتٌ من الشهر أو أيامٌ أو أسابيع أو أقل وأكثر وإذا بأحدنا يعود أشد شراهةً وجرأةً على ربه وهتكاً لحجاب التعظيم والإجلال وربما كان ذلك قبل رمضان , وتسردُ لنَا حينئذٍ الأمَّارةُ بالسوء أحاديثَ الرجاء في مغفرة الله لمن يستغفر حتى نعتاد المعصية فلا يقشعر منها بدنٌ ولا تدمعُ منها عينٌ ويمنينا الهوى والعجز عن الإقلاع بأن الله سيعملنا على الاستغفار باللسان بما عامل به العبد التائب حقاً حتى قال له {عَلِمَ عَبْدِى أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ فَقَالَ رَبُّهُ غَفَرْتُ لِعَبْدِى فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ}.

ونجهل أو نتجاهلُ أنّ أقواماً غير هذا التائب الصالح المرضيِّ - الذي رضي الله عنه رضى لا سخط بعده - قد قال الله فيهم {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

ولا يخفى أنّ هذه الآية وإن كانت نزلت في المنافقين الذين كرهوا حكم الله , إلا أنّ سبب نزولها ومعناها يتسع لغيرهم من خلق الله حتى تقوم الساعة كلٌّ بحسب ما فيه من هذه الخصلة الشنيعة , والمفسرون رحمهم الله ذكروا للآية عدةَ معانٍ منها:

1 - أن معنى (قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) لتكن منكم طاعة معروفة وقول معروف بإخلاص القلب ولا حاجة إلى جهد الأيمان الذي تقسمون به لبعث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على تصديق زعمكم.

2 - أن معنى (قُلْ لا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) لا تقسموا فمعلومٌ ما أنتم عليه مقيمون ومطبوعون من الكذب والنكث والخيانة وقد عُرف عنكم أنكم تكذبون وتقولون ما لا تفعلون.

وهذا المعنى الثاني , هو ما استوقفني عند هذه الآية وجعلني أخشى أن نكون في معاهدتنا لله ووعدنا أنفسنا أن نصدق في رمضان ونكون أفضل مما كنا ونفعل ونفعل ونفعل , أن يقول الله لنا {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ}.!! وحينئذٍ إنّا لمن الخاسرين الهالكين , لأنّ الله لا يخاطبُ بذلك من كتَبَ له عاقبةَ خيرٍ , كما أنّ المنافقين علم الله موتهم على النفاق والكذب والخيانة.

ولذلك نجده سبحانه أعقب بغضه لطاعة الكذب والنكث المذمومة في آخر هذه الآية بقوله {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} في إشارةٍ إلى الطاعة الصادقة النافعة المُخلِّصة من سخط الله والقائمة على العمل حقاً بالقلب الكاره للمعصية والعازم على عدم مقارفتها , وللسان اللهج بالذكر والإنابة مستنزلاً رحمة الله وغفرانه بذلك , والجوارح المنقادة السائرة على سبيل الله طمعاً في رضى الله ورضوانه, بعيداً عن طاعات الأمني والتخيُّلات.!!

وأقول لنفسي وإخوتي:

الغرضُ من تأمّل هذه الجملة أن نوازن بين الخوف والرجاء , وأن لا نجهل علم الله اليقينيَّ بما تنطوي عليه الأنفس من العزم على العود للمعصية والرضى بذلك وإن جرت منا المدامع ولهجت الألسن بالاستغفار ,وأن لا نسمح للشيطان والنفس الأمارة بالسوء والهوى أن يغيروا علينا بأحاديث الرجاء والرُّخَص , ونهلك ونحن لا نشعر عياذا بالله من ذلك.

وأرجو من الإخوة التفاعل مع أساليب القضاء على خيانة الأنفس وغدراتها مع الله تعالى , فلا نأمنُ الأخذ على غرة.

ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[16 - 08 - 08, 02:10 ص]ـ

بارك فيك وجزاك خيرا

ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[16 - 08 - 08, 04:04 ص]ـ

جزاكم الله خيرا، وأحسن الله إليكم

ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:54 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمني من الأخوه سماع هذين الشريطين ففيهما إن شاء الله سبيل للتخلص من خيانة النفس

الإشارات الربانيه

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56359

حراسة الخواطر

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56468

نسألكم الدعاء

ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[17 - 08 - 08, 12:56 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمني من الأخوه سماع هذين الشريطين ففيهما إن شاء الله سبيل للتخلص من خيانة النفس

الإشارات الربانيه

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56359

حراسة الخواطر

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=56468

نسألكم الدعاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير