تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن ثوبان: المشاحن هو التارك لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الطاعن على أمته السافك لدمائهم، قال ابن رجب رحمه الله: وهذه الشحناء أعني شحناء البدعة توجب الطعن على جماعة المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم كبدع الخوارج والروافض ونحوهم، فأفضل الأعمال سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلِّها وأفضلُها السلامةُ من شحناء أهل الأهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الأمة وبغضهم والحقد عليهم واعتقاد تكفيرهم أو تبديعهم وتضليلهم، ثم يلي ذلك: سلامة القلب من الشحناء لعموم المسلمين وإرادة الخير لهم ونصيحتهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه" [لطائف

المعارف لابن رجب: 146].قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال واعف عمن المسئ حتى يعفو الله عنك اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر زلاتنا وأن تتجاوز عنا وتقيل عثراتنا وأن تجعلنا ممن غفرت له في هذه الليله ومننت عليه بالعفو والعافية في الدين والدنيا والآخر ة إنك سميع قريب مجيب الدعاء أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ..

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أيها المؤمنون ومما ينبغي التنبيه عليه في منتصف هذا الشهر أموراً أحدثها الناسُ في هذا الشهر:

1 - منها اعتقادُ بعضِهم أن ليلةَ النصف من شعبان هي المعنيةُ بقوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) فيقدَّرُ فيها الآجالُ والأرزاقُ؛ وهذا خطأٌ ولكنَّ المقصودَ بالآية هي ليلةُ القدر لا ليلةَ النصف من شعبان.

2 - تخصيصُ بعضِ الناس ليلةَ النصف من شعبان بالصلاة وقيامِ الليل دون سائر الأيام وإحياءِ تلك الليلةِ بالذكرِ والدعاءِ فهذا بدعةٌ في الدين ضلالةٌ لم يفعلْها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ولا أصحابُه وهذا مردود على صاحبه لا يقبله الله عز وجل للحديث الصحيح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أما حديث: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها) (ضعيف الجامع: 652)، فحديث باطل مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لم يقله فلا يحلُّ العملُ به.

3 - صُنعُ الأطعمةِ في ليلة النصف وتوزيعُها على الفقراء بزعم أن لها مزيةً على غيرِها أو أن فيها أجرٌ كبير أو نحو ذلك؛ فهذا مما لا أصل له فيكون هذا من البدع التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة).

3 - الاحتفالُ بهذه الليلة والتوسيعُ على الأهل في المطعم والمشرب والملبس ونحوِ ذلك وتخصيصُ تلك الليلة فقط دونَ سائرِ الأيامِ والليالي لاعتقاد فضلِها ومزيتِها على غيرها؛ وهذا مما لم يأت في الشرع الحنيف فعله ولا استحبَّهُ أحدٌ من الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون رحمهم الله وما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم دين. أيها المؤمنون! احذروا البدع صغيرَها وكبيرَها فهي تؤدي إلى تفريقِ الأمةِ وتشتيتِها، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105)، (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (الأنعام:159)، وإن انشغال المرء ببدعته عما هو مشروع يؤدي إلى هدم السنة حتى تموت السنن وتحيا البدع والعياذ بالله وإن فيما جاء في كتاب الله تعالى أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشريعة لكفايةٌ وهدايةٌلمن هداه الله إليهما واستغنى بهما عن غيرِهما كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) (يونس:57) والنبي صلى الله عليه وسلم ما مات إلا وقد أكمل الله به الدين وأتم علينا به النعمة كما قال عز وجل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: من الآية3)

، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. …اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء اللهم أصلح ولي أمرنا ووفقه لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير