تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم الاشتراك مع مجموعة في "جداول محاسبة النفس"]

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 08 - 08, 01:44 م]ـ

[حكم الاشتراك مع مجموعة في "جداول محاسبة النفس"]

السؤال: انتشر في العديد من المنتديات مواضيع تدعو الأعضاء إلى أن يسجل كل عضو حضوره على المشاركين في المسابقة أن يحافظوا على الصلوات الخمس في المسجد طيلة مدة المسابقة، والتي ستدوم مدة أسبوع إن شاء الله , وعلى غرار هذا الأمر سيقوم المتسابق بتلوين شجرة أعدت لهذا الغرض، والتي ستستعملها الإدارة للتنقيط، وتحديد الفائز. للشجرة 7 أغصان، تمثل أيام الأسبوع، ولكل غصن 5 أوراق، تمثل صلوات اليوم، وثمرة إذا صليت في الوقت وفي المسجد، لون ورقة بالأخضر، إذا أضعت صلاة الجماعة لون الورقة بالأصفر، والثمرة لعمل خيري، ولا تحسب في التنقيط، فما حكم الشرع في مثل هذه المواضيع؟ وهل هذا الأمر يعتبر أمراً مبتدعاً؟.

الجواب:

الحمد لله

المسلم يعبد ربَّه تعالى اتباعاً لما أمر الله به في كتابه الكريم، ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنَّته، وما يكون من عبادة فبينه وبين ربه عز وجل، ولا حاجة له أن يطلع الناس عليها ليروا ماذا فعل، وبماذا قصَّر؟

والذي يظهر أن الفعل الوارد في السؤال وأمثاله ليس موافقاً للشرع؛ لعدة اعتبارات، منها:

1. أنه ليس سائراً على هدي سلف هذه الأمة، فلا هو فعل أحدٍ من الصحابة، ولا من بعدهم، إنما هو فعل مبتدع في هذا الزمان.

2. أن المسلم يصلي لربه تعالى، ولا يصلي ليحصِّل جوائز من الخلق.

3. أن مثل هذه الجداول تفتح باب الكذب على ضعفاء النفوس، فقد يستحي أحدهم من أن يراه إخوانه مقصراً، فيقع في الكذب.

4. أن مثل هذا التنافس بين الأعضاء المشاركين في المسابقة قد يفتح باباً عليهم من الفخر والإعجاب بالعمل.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: يتبع بعض الناس طريقة لمحاسبة أنفسهم في أداء الصلوات المفروضة والسنن الرواتب، وهي أن يضع جدولاً، هذا الجدول عبارة عن محاسبة لأدائه الصلوات خلال أسبوع واحد، بحيث يضع أمام كل وقت صلاة مربعين، أحدهما للفرض والآخر للسنة الراتبة، فإذا صلى الفرض مع الجماعة وضع لصلاته تلك درجة، وإذا صلى الراتبة وضع لها درجة أيضاً، وإذا لم يصل لم يضع درجة وهكذا، ثم في آخر الأسبوع يخرج مجموع الدرجات، وتشتمل الورقة على أربعة جداول لشهر واحد، ويقول هؤلاء: إن مثل هذه الوسيلة تعين على المحافظة على أداء الفرائض والسنن، فما رأي فضيلتكم في هذه الطريقة؟ هل هي مشروعة أم لا؟ وما رأيكم في نشرها أثابكم الله؟

فأجاب: " هذه الطريقة غير مشروعة، فهي بدعة، وربما تسلب القلب معنى التعبد لله تعالى، وتكون العبادات كأنها أعمال روتينية كما يقولون، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين، فقال: (ما هذا)؟، قالوا: حبل لزينب تصلي فإذا كسلت، أو فترت أمسكت به فقال: (حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل، أو فتر فليقعد)، ثم إن الإنسان قد يعرض له أعمال مفضولة في الأصل ثم تكون فاضلة في حقه لسبب، فلو اشتغل بإكرام ضيف نزل به عن راتبة صلاة الظهر لكان اشتغاله بذلك أفضل من صلاة الراتبة.

وإني أنصح شبابنا من استعمال هذه الأساليب في التنشيط على العبادة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من مثل ذلك حيث حث على اتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين، وحذر من البدع، وبين أن كل بدعة ضلالة، يعني وإن استحسنها مبتدعوها، ولم يكن من هديه ولا هدي خلفائه وأصحابه رضي الله عنهم مثل هذا " انتهى.

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/ 111).

وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:

نحن ستة أصدقاء، نجتمع كل 15 يوماً في بيت أحدنا على برنامج يتضمن القرآن، والأربعين النووية، ومنهاج المسلم، وموعظة صاحب البيت، ورجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم، والافتتاح بالقرآن، والختم بالدعاء، ومن بين برامجنا: ورقة نملؤها كل شهر، نسميها " جدول التنافس "، وتتضمن ورداً من القرآن، والصلوات الخمس في المسجد، والصيام، وصلة الرحم، وعندما نواظب على ملئها تكون النتائج طيبة، وعند عدم ملئها تكون النتائج سلبية، من تفريط في تلاوة القرآن، فما حكم الشرع في هذا الجدول؟

فأجاب:

" الحمد لله: الذي يظهر لي أن اتخاذ هذا الجدول والتنافس على فقراته: بدعة؛ لأنه يتضمن التفاخر، والإعجاب بالعمل، ويتضمن كذلك إظهار العمل الذي إخفاؤه أفضل؛ لأن إخفاء العمل من الصدقة، وتلاوة القرآن، أو الذكر: أبعد عن الرياء، قال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) الأعراف/ 55، وقال: (ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفياً) مريم/ 2، 3، وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

فالذي ينبغي: التواصي بالتزود من نوافل الطاعات، والإكثار من ذلك، وكلٌّ يعمل ما تيسر له فيما بينه وبين ربه، وبهذا يحصل التعاون على البر والتقوى، وتحصل السلامة مما يفسد العمل، أو ينقص ثوابه، والله الموفق، والهادي إلى سبيل الرشاد، والله أعلم " انتهى.

http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=8762

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/109125

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير