[دعاء الاستفتاح -- مهم]
ـ[المنصور]ــــــــ[12 - 02 - 03, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع لعباده عباداتٍ يتوصلون بها لمرضاته، وأذكارٍ يرددونها رجاء غفرانه، ثم صلاة ٌ وسلامٌ على خير عباده، محمد وآله، وبعد:
فقد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده ذكراً يستفتحون به صلاتهم، وجعله الله في ابتدائها لحكم جليلة ومعانٍ عظيمة.
ونحن في هذه الورقات سنتعرف على هذا الدعاء من جهة: 1 - صيغته، 2 - حكمه، 3 - مكانه، 4 - زمنه من حيث الطول والقصر.
كما سنشير إلى بعض الأخطاء التي تقع من بعض المصلين في أداء هذا الدعاء أثناء صلاتهم، ومن الله تعالى نستمد العون والتوفيق،،،
أولاً: صيغته:
الأحاديث الواردة في استفتاحه صلى الله عليه وسلم وردت بعدد من الصيغ، ومنها:
1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكتُ بين التكبير وبين القراءة إسكاتةً - قال: أحسبه قال هُنَيّةً - فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله، إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: (أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد). أخرجه البخاري.
2 - حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعاً إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك). أخرجه مسلم.
3 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من القائل كلمة كذا وكذا)، قال رجل من القوم: أنا يا رسول الله، قال: (عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء)، قال ابن عمر: فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. أخرجه مسلم.
4 - عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً جاء فدخل الصف وقد حَفَزَهُ النفسُ فقال: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: (أيكم المتكلم بالكلمات)، فَأَرَمَّ القومُ، فقال: (أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأساً)، فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: (لقد رأيت اثني عشر مَلكاً يبتدرونها أيهم يرفعها). أخرجه مسلم.
5 - عن حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. أخرجه الترمذي وهذا لفظه، وأخرجه ابن خزيمة، وقد تكلم أهل العلم في إسناد هذا الحديث وضعفوه، وقالوا إنه إنما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي ذلك يقول ابن خزيمة: (أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، فلا نعلم في هذا خبراً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث) ثم قال بعد أن أخرج حديث عائشة رضي الله عنها: (وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة مثل حديث حارثة لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولست أكره الافتتاح بقوله: سبحانك اللهم وبحمدك، على ما ثبت عن الفاروق رضي الله عنه أنه كان يستفتح الصلاة، غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر علي بن أبي طالب وأبي هريرة وغيرهما بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليَّ وأولى بالاستعمال، إذ اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وخير من غيرها).
ثانياً: حكمه:
¥