قراءة هذا الدعاء سنة عند جمهور العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وسنة أيضاً عند أبي حنيفة والشافعي وأحمد رحمهم الله جميعاً.
ثالثاً: مكانه:
مكانه بعد تكبيرة الإحرام، وقبل قراءة الفاتحة في الركعة الأولى من الصلاة دون غيرها، وقال النووي: لو تركه في الركعة الأولى عامداً أو ساهياً لم يفعله فيما بعدها لفوات محله، ولو فعله كان مكروهاً ولاتبطل صلاته، ولوتركه عقيب التكبيرة حتى شرع في القراءة أو التعوذ فقد فات محله فلا يأتي به، فلو أتى به لم تبطل صلاته، ولو كان مسبوقاً أدرك الإمام في إحدى الركعات أتى به إلا أن يخاف من اشتغاله به فوات الفاتحة، فيشتغل بالفاتحة فهي آكد لأنها واجبة وهذا سنة.
ولو أدرك المسبوق الإمام في غير القيام، إما في الركوع، وإما في السجود، وإما في ا التشهد أحرم معه وأتى بالذكر الذي يأتي به الإمام، ولا يأتي بدعاء الاستفتاح في الحال ولا فيما بعد.
رابعاً: زمن دعاء الاستفتاح:
إن كان منفرداً فلا بأس بأن يختار دعاءً طويلاً، وإن كان مأموماً فيراعي عادة الإمام، فإن عهد منه الإطالة في السكتة التي يخصها لدعاء الاستفتاح أطال المأموم مثله وإلا فلا يطيل خشية أن يفوّت سماع الفاتحة، وهو واجب والاستفتاح سنة فلا يقدم السنة على الواجب.
وأما إن كان إماماً فقد ذكر النووي أن له أن يطيل إذا أذن له المأمومون، فأما إذا لم يأذنوا له فلا يطوّ ل عليهم، وهذا أمرٌ يحتاج لظبطهم ومعرفة أحوالهم.
فوائد:
1 - ذكر أهل العلم أن جميع الصلوات يستفتح فيها بدعاء الاستفتاح ماعدا صلاة الجنازة، لأنها مبنية على التخفيف فليس فيها ركوع ولاسجود.
2 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية: يستحب أن يأتي بالعبادات الواردة على وجوه وصيغ متنوعة بكل نوع بمفرده، ولايجمع بينها، ولايداوم على نوع واحد.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
حبذا لو عقب الإخوة لتكتمل الفائدة
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 02 - 03, 01:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وهذه تعقيبات خفيفة ذكرتها بناء على طلبكم في قولكم [حبذا لو عقب الإخوة لتكتمل الفائدة]
1) ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في صفة الصلاة 12 صيغة مرفوعة لدعاء الاستفتاح وصححها، فحبذا لو أكملتم البحث بإيرادها، وتخريجها، والحكم عليها.
2) أوردتم حديث (بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرةً وأصيلاً)
وهذه الرواية ليس فيها تصريح بأن الرجل قال ذلك في الاستفتاح، بينما بين ذلك في روايات أخرى، فليتك ذكرتها، وخرجتها.
3) اقتصرتم على نقل تضعيف ابن خزيمة لرفع الاستفتاح بـ (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) ولم تذكر أنه أخرجه أيضا أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني، فحبذا لو ذكرتم ذلك وناقشتموهم، وأنه روي الاستفتاح به أيضا عن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما، فحبذا لو ذكرتم ذلك، وخرجتم هذه الموقوفات.
4) فاتتكم مسائل تتعلق بالاستفتاح منها:
_ الاستفتاح في صلاة العيد أنه قبل التكبيرات الزوائد
_ من دخل مع الإمام وهو يقرأ هل يستفتح أم لا؟
_ المسبوق هل يستفتح إذا قام ليأتي بما فاته.
_ مناقشة أدلة المالكية على عدم مشروعية الاستفتاح.
ـ[الحمادي]ــــــــ[13 - 02 - 03, 12:29 م]ـ
أوافق الأخ أبا خالد على ماذكر، وأضيف ما يلي:
1 / أن الاستفتاح لصلاة الجنازة قال به الحنفية وهو قولٌ للشافعية ورواية عند الحنابلة.
2 / الصيغة التي ذكرها الألباني رحمه الله - والتي أشار إليها أبو خالد -
جاءت من حديث حذيفة بإسناد ضعيف، فإن طلحة بن يزيد الأنصاري لم يوثقه سوى ابن حبان، ولم يسمع هذا الحديث من حذيفة كما قال النسائي والبزار، وأصل الحديث في صحيح مسلم بدونها.
3 / ممن ضعف حديث عائشة في دعاء الاستفتاح، أبو داود كما في سننه و أشار إلى ذلك الإمام أحمد كما في الفتح لابن رجب (4/ 346)
4 / يقابل قول المالكية قولٌ أشار إليه الحافظ ابن رجب ونسبه إلى بعض الحنابلة (الفتح 4/ 348) وهو: أن من ترك الاستفتاح عمداً بطلت صلاته.
5 / في مسألة استفتاح المسبوق، يستفاد من القواعد لابن رجب
(3/ 270) فقد ذكر هذه المسألة تحت الفائدة الأولى من الفوائد الملحقة بالقواعد، وهي: هل ما يدركه المسبوق آخر صلاته أو أولها؟
6 / قال ابن رجب: صح هذا (يعني: الاستفتاح بـ " سبحانك اللهم وبحمدك ") عن عمر وابن مسعود، وروي عن أبي بكر وعثمان ... أ. ه
تراجع الآثار في:
مصنف عبد الرزاق 2/ 75 - و ابن أبي شيبة 1/ 230 -
والأوسط لابن المنذر 3 / - 82