تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعليق الإعلانات في المسجد]

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[18 - 08 - 08, 03:49 م]ـ

:: تعليق الإعلانات في المساجد::

السؤال: نعيش في بلد أوروبي وتواجهنامشكلة الحصول على لحم حلال، مذبوح على الشريعة الإسلامية، وقد اتفقنا مع جزارنصراني على أن يذبح لنا على الشريعة الإسلامية، بهدف توفير اللحم الحلال لإخوانناالمسلمين وسمينا المشروع: "اللحم الحلال". فهل يجوز الإعلان للإخوة المسلمين عنهذا الأمر – توفر لحوم حلال - بعد صلاة الجمعة، ومناقشة مثل هذه الأمور معهم،وجمع المال منهم من أجل ذلك؟ حيث إن هذا الوقت - بعد الجمعة - هو ربما الوقتالوحيد الذي يمكن أن يجتمع فيه المسلمون، ولا يوجد مكان آخر غير المسجد لنجتمع فيه، فمن الصعب إيجاد مكان آخر للاجتماع، فهل يشرع لنا ذلك؟ وهل نستطيع وضع ملصقإعلان على الباب الخارجي للمسجد كبديل للإعلان داخل المسجد؟

الجواب:

الحمد لله

الإعلان في المساجد، إن كان عن طاعة فلا حرج فيه أن يكون داخل المسجد، وإن كان عن أمر دنيوي، كالأمور التجارية الربحية، فلا يجوز أن يكون داخل المسجد، ولا حرج من الإعلان عنه خارج أبواب المسجد أو على جدرانه الخارجية.

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة":

" لا يجوز أن تتخذ المساجد ولا ساحاتها ولا أسوارها ميدانا لعرض الإعلانات التجارية، سواء كانت هذه الإعلانات مقصودة أو جاءت تبعا في النشرات واللوحات الدينية الخيرية؛ لأن المساجد إنما بنيت لعبادة الله تعالى من صلاة وذكر وتعلم العلم وتعليمه وقراءة القرآن ونحو ذلك، فالواجب تنزيه المساجد عما لا يليق بها من أمور التجارة، ومن ذلك الإعلانات التجارية الدعائية، سواء كانت مقصودة أو تابعة لغيرها في النشرات الدينية الخيرية، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك) وعرض الإعلانات التجارية من التجارة " انتهى.

"فتاوى اللجنة" (المجموعة الثانية 5/ 270).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم وضع بعض الإعلانات في المسجد؟ كالإعلان عن حملة للحج أو للعمرة، أو الإعلان عن وجود محاضرات أو دروس علم؟

فأجاب رحمه الله:

"أما ما كان إعلانا عن طاعة فلا بأس به؛ لأن الطاعة مما يقرب إلى الله، والمساجد بنيت لطاعة الله سبحانه وتعالى.

وأما ما كان لأمور الدنيا، فإنه لا يجوز، ولكن يعلن عنه على جدار المسجد من الخارج. فالحملات - حملات الحج - أمر دنيوي، فلا نرى أن نعلن عنها في الداخل.

وحلق الذكر - كدورات العلم - خيرٌ محض، فلا بأس أن يعلن عنها في داخل المسجد؛ لأنها خير " انتهى باختصار.

"شرح منظومة القواعد الفقهية" (ص/52).

وقال أيضا رحمه الله:

" لا يجوز أن تعلق الإعلانات للحج والعمرة داخل المسجد؛ لأن غالب الذين يأخذون هذه الرحلات يقصدون الكسب المالي، فيكون هذا نوعاً من التجارة، لكن بدلاً من أن تكون في المسجد تكون عند باب المسجد من الخارج " انتهى.

"لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم 151، سؤال رقم 10).

وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله: تقوم بعض الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات بإلصاق إعلاناتها على أبواب المساجد من الخارج، وفيها إعلان عن بيع بعض الأدوات القديمة والمستعملة لديهم، وتفعل ذلك أيضًا بعض حملات الحج والعمرة في الإعلان عن خدماتها، وأحيانًا تفتح هذه الأبواب فتكون الإعلانات داخل المسجد، فما الحكم في ذلك؟

فأجاب رحمه الله:

" لا يجوز جعل هذه الإعلانات في لوحات المسجد الداخلة فيه، ولا في الأبواب التي إذا فُتحت كانت الدعايات والإعلانات في داخل المسجد، وأما إلصاق هذه الإعلانات على الحيطان الخارجية فلا مانع من ذلك، سيما إذا كان فيها شيء من الأعمال الخيرية، أو كانت تلك الشركات والمؤسسات والحملات ممن يُساعد على الخير، ويُساهم في الجمعيات الخيرية ومدارس التحفيظ، فلهم أن يُمكنوا من جعل إعلاناتهم على حيطان المسجد الخارجة " انتهى.

وبناء على ما سبق، فإن كان مشروع "اللحم الحلال" مشروعاً ربحيا تجاريا فلا يجوز الإعلان عنه داخل المسجد.

أما إذا كان المشروع خيريا، ولا يقصد به الربح والتجارة، وإنما يقصد منه إعانة المسلمين بتوفير اللحم الحلال لهم، فلا حرج من الإعلان عنه داخل المسجد.

ويقتصر في الإعلان على قول: يتوفر هذا الأسبوع لحم حلال، فمن أراد فليرجع إلى مكتب فلان أو الأخ فلان (خارج المسجد).

أما الاجتماع من أجل ذلك في المسجد وجمع الأموال فهذا يحول المسجد إلى ما يشبه السوق، وهذا يتنافى مع تعظيم المسجد.

والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير