تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل صحيح: لا يوجد نصّ يحرّم الاختلاط بين الجنسين؟

ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 12:29 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هل صحيح: لا يوجد نصّ يحرّم الاختلاط بين الجنسين؟

[بقلم: عبد الحليم توميات / إمام خطيب مسجد عمر بن الخطاب - الجزائر العاصمة]

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فاعلم أيّها - القارئ الكريم - أنّ منهجنا في الردّ على ما يقال أو يكتب هنا أو هناك، قائم على الردّ على الأقوال بغضّ النّظر عن الأشخاص، ذلك لأنّ الشّخص لا ندري هل صحّ عنه ذلك فعلا؟ أو قاله بشروط ما ذكرها، أو لم تُنقل عنه .. إلى غير ذلك من الموانع الّتي تمنعنا من الحكم على الشّخص.

وهذا المقال يتضمّن بيانا لضعف القول بإباحة الاختلاط بين الجنسين في أماكن العمل وغيره.

وقد حاول بعضهم النّقل عن بعض الفضلاء بأنّه يقول إنّه ليس هناك دليل شرعيّ يمنع من ذلك!! ولو فرضنا أنّه قال ذلك:

فإنّه يقال له حينها: وهل هناك قائل بجوازه من العلماء السّابقين من الصّحابة والتّابعين، والفقهاء المجتهدين، والأئمة المتَّبَعين؟!

فإن قال: لا، فيقال له: فهم إمّا جهلوا ما ذكرت، أو كتموا ما أعلنت، أو لم يفهموا ما فهمت!! وفي كلّ هذه الأحوال نكون قد حكمنا أنّ الأمّة عاشت طوال هذه القرون في غيبوبة تامّة عن هذا الحكم الشّرعي الّذي تتوفّر الهمم والدّواعي إلى نقله، لأنّ الدّواعي إلى الاختلاط أمور يوميّة، ما يكون للفقهاء أن يُغفلوها أو يكتموها.

ولو قال قائل بهذه المقولة في ذلك الزّمان الّذي عرف بالنّور والهدى، والعلم والتّقى لساغ الأمر، أمّا أن يُثار هذا الموضوع في واقع مرّ مثل الّذي نعيشه، فهذا فيه نظر بيّن .. وما كان أحدٌ يظنّ أنّه سيصل الاختلاط إلى هذا الحدّ الّذي وصل إليه في بلاد المسلمين، وصاروا يتبجّحون ويجهرون وعلى اللاّفتات يكتبون: " المدرسة المختلطة " ..

حين نادى بنو علمان (العلمانيّون) بالاختلاط بين الجنسين قلنا: لا ينتظر منهم غير ذلك، فبعد أن كنّا نبكي على ذهاب دين هؤلاء ازددنا بُكاءً على ذهاب عقولهم، لأنّ عقولهم أصابها مخدّر الجنس، وهذا مصداق لما يذهب إليه الدّكتور ألكسيس كاريل إذ يقول: " عندما تتحرّك الغريزة الجنسيّة لدى الإنسان تُفرِز نوعا من المادّة الّتي تتسرّب في الدم إلى دماغه، وتخدّره، فلا يعود قادرا على التّفكير الصّافي ". وما أحسن قول المولى - تبارك وتعالى -: (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحجّ: 46].

فأولئك لا تسوقهم عقولهم، وإنّما تسوقهم شهواتهم، وهم يبتعدون عن الاعتبار بمصارع الأمم الّتي ينادي مفكّروها ورجالها وكتّابها وأدباؤها بضرورة الفصل بين الرّجال والنّساء.

تقول إحدى الباحثات من الصحفيّات المشهورات الأميريكيّات واسمها " هيليسون ستانسبري " بعد ما زارت البلدان الإسلاميّة:

" إنّ المجتمع العربيّ مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسّك بتقاليده الّتي تُقيِّد الفتاة والشّباب في حدود المعقول. فعندكم تقاليد تحتّم عدم الإباحيّة الغربيّة الّتي تهدّد اليوم المجتمع والأسرة في أوروبا وأميريكا. لهذا أنصح بأن تتمسّكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرّية الفتاة، وارجعوا إلى عصر الحجاب. لقد أصبح المجتمع الأميريكيّ مجتمعا معقَّدا، مليئا بكلّ صور الإباحيّة والخلاعة، وإنّ ضحايا الاختلاط والحرّية قبل سنّ العشرين تملأ السّجون والأرصفة والحانات والبيوت السرّية! ".

الأدلّة على تحريم الاختلاط بين الجنسين:

روى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ» فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: «الْحَمْوُ الْمَوْتُ». والحمو: هو قريب الزّوج كأخيه وعمّه وابن عمّه الخ ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير