أنّه جعل خير صفوف النّساء آخرها، مع أنّ هناك فاصلا بين الرّجال والنّساء ليجد المسبوق من الرّجال مكانا يُصلّي فيه. روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا».
إذا ناب الإمامَ شيء فعليها التّصفيق، والتّسبيح للرّجال، ففي الصّحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ».
على النّساء أن يخرجن قبل الرّجال، وعلى الرّجال أن يمكثوا قليلا بعد كلّ صلاة حتّى ينصرف النّساء لئلاّ يحدُث اختلاط بينهم، روى البخاري وأبو داود - واللّفظ له - عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا سَلَّمَ، مَكَثَ قَلِيلًا، وَذَلِكَ كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ».
كلّ هذا في المسجد، أطهر البقاع، وأفضل الأماكن، فما القول في الأسواق؟ وما الحكم في المدرسة؟ وما الرّأي في الحافلة والطّريق؟
شبهة والردّ عليها؟
وفي الحقيقة هذه ليست شبهة على من يجلس على مائدة العلم والفقه، وإنّما هي شبهة ترد على من يجلس إلى المستغرِبِين، فإنّهم أذاعوا في النّاس وأشاعوا دسيسة مفادها أنّ الاختلاط بين الجنسين يُهذّب الطّباع، ويصبح نظر كلّ منهما إلى الآخر عادةً، فيقلّل من التّفكير في قضايا الجنس!!
وهذا محض افتراء على الشّريعة الغرّاء، وقد ردّها علماء النّفس أنفسهم وعدّوها من الضّلالات الفكريّة، ويكذّبه الواقع من وجهين:
الأوّل: الاختلاط التّام بين الزّوجين لم يكن قط سببا لرغبة كلّ منهما عن الآخر، بل إنّ صاحب الفطرة السّليمة والشِّرعة القويمة يعلم جيّدا أنّ حبّ الزّوجين كليهما للآخر يكبر مع الأيّام ويزداد مع الأعوام.
الثّاني: إنّنا نرى الاختلاط على أشدّه في دول الغرب، ومع ذلك فإنّنا نرى الرّجال والنّساء يتسافدون كتسافد الحمير، ويعيشون عيشة القردة والخنازير، فيزدادون شبقا حتّى أضحت الأسرة إلى زوال.
وما عليك إلاّ أن تقرأ الإحصاءات الرّهيبة - وهي في ازدياد -، ففي إحدى المدارس الثّانويّة بأمريكا بلغت نسبة الفتيات الحُبالى 48 %!!
وما أحسن قول أحد الكُتّاب- وهو الأستاذ فتحي يكن -: " لا بدّ من الاعتراف بأنّ الغرائز - كلّ الغرائز - عُرضةٌ للانطلاق والانكماش والمدّ والجزر تَبَعًا للمثيرات أو المهدّئات .. فالّذي يجلس على مائدة تزدحم بأنواع التّوابل يكون إقباله على الطّعام أشدّ ممّن حُرِم منها، وهذا من شأنه أن يعمل يوما بعد يوم على مضاعفة حاجته الغذائيّة تَبَعًا لامتداد أمعائه، وصدق .. حيث قال:
فلا ترُم بالمعاصي كسر شهوتها * إنّ الطعام يقوّي شهوة النّهِمِ
والنّفس كالطّفل إن تهمله شبّ على * حبّ الرّضاع، وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه * إنّ الهوى ما تولّى يُصمّ أو يصِمِ
والّذين يعيشون في أحضان المغريات والمفاتن يكونون عُرضةً للإرهاق والكبت الجنسيّ أكثر من غيرهم، لأنّ توابل الشّهوة ومقبّلاتها ستثِير غرائزهم الجنسيّة، وتدفعهم إلى تصريفها بمختلف الوسائل والطّرق دونما تفكير أو تقدير .. وهنا تدقّ إشارة الخطر ".
والله أعلم وأعزّ وأكرم.
المصدر: موقع " منار الجزائر "
http://www.manareldjazair.com/index....d=362&Itemid=6 (http://www.manareldjazair.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=362&Itemid=6)
ـ[الجعفري]ــــــــ[20 - 08 - 08, 07:04 ص]ـ
جزاك الله خيراص عل نقلك المميز المفيد ...
وإنه لعجيب كيف يضع بعض المنتسبين للعلم يده بيد المفسدين المنادين للاختلاط والفساد ..
أهذا من السذاجة؟؟
الله المستعان ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 04:40 م]ـ
جزاك الله بمثله أخي الجعفري ...
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:17 ص]ـ
¥