تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهنا المسؤولية تكون على القاضي المثبت لهذه الشهادة فلابد من التأكد من عدم وجود نجوم أو كواكب تشبه الهلال ومعرفة هذا في الوقت الحاضر متيسرة جداً, الآن أصبح هناك برامج فلكية تبين الكواكب والنجوم والأجرام التي تكون في الأفق ليلة الرصد فإذن: يتشدد في قبول رؤية هذا الشاهد لكن القول برد شهادته قول صعب يصعب أن نقول برد شهادته لكن نقول: إنه إذا غرب القمر قبل الشمس فإنه يتشدد في قبول شهادته في هذه الحالة.

قبل أن نواصل في شرح عبارة المؤلف نأخذ بعض الإجابات.

يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يحرم صيام يوم الشك إلا لمن وافق عادته أو كان عليه صيام فرض يقول: يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه)

يقول أيضاً في السؤال الآخر: يجوز الإفطار في نهار رمضان للمسافر الذي لا تلحقه مشقة لأنها صدقة تصدق الله بها على عباده وإن كان الصوم أفضل لأنه أسرع لإبراء الذمة- والله أعلم-.

أما إجابته الأولى فصحيحة لكن قوله إن يوم الشك هو يوم الثلاثين من شعبان بإطلاق يعني ليس دقيقاً وإنما يوم الثلاثين إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر أما إذا كان الجو صحواً فلا يعتبر يوم شك.

وأما إجابته الإجابة الثانية فقوله: إن الصوم أفضل. محل نظر بل الفطر أفضل كما سيأتي - إن شاء الله تعالى- الفطر أفضل من الصوم إلا إذا كان تساوى عنده الأمران الصوم والفطر فالصوم أسرع في إبراء الذمة ولعل الأخ يقصد أنه إذا لم يحصل له أدنى مشقة فالصوم أفضل لأنه أسرع في إبراء الذمة وسيأتي - إن شاء الله تعالى- تفصيل هذه المسألة.

تقول: يراد بيوم الشك تقول: هو إما أن تكون السماء صافية أو بها علة من سحاب أو غبار أو نحو ذلك فإذا كانت السماء صافية ولم يثبت الهلال فاليوم التالي هو الثلاثون من الشهر فإذا كان الشهر فهذا اليوم هو الثلاثون منه ويجب صيامه لا خلاف في ذلك بين الفقهاء

يجب صيامه لا خلاف؟ نعم لا .. هذا محل نظر نحن ذكرنا فيه أقوالاً والصحيح: أنه يحرم صيام يوم الشك خلاف ما ذكرت الأخت.

تقول: إذا كان في السماء علة ولم يرَ الناس الهلال فإذا كان ذلك اليوم هو اليوم التاسع والعشرين من رمضان وجب صيام اليوم التالي على أنه الثلاثون من رمضان وهذا لا خلاف بين الفقهاء

هذه طبعاً إجابة غير صحيحة. نريد من يأتي بإجابة خاطئة أن يستفيد من خطئه هذا هو الغرض من هذه الأسئلة لأن من أجاب وأخطأ ثم صحح له يستقر الجواب الصحيح في ذهنه.

هناك مسألة وهي إذا رأي الهلال في بلد هل يلزم جميع المسلمين الصوم؟

اختلف العلماء في هذه المسألة والمشهور من مذهب الحنابلة أنه إذا رُئيَ الهلال في بلد لزم الصوم لجميع أقطار المسلمين لعموم حديث (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) وقال بعضهم: إن لكل أهل بلد رؤيتهم ولا شك أن المطالع تختلف قد يغرب القمر قبل الشمس مثلاً في الشرق أو مثلاً نقول: عندنا في المملكة يغرب القمر قبل الشمس مثلاً بدقيقتين لكن في أقصى الغرب في أمريكا مثلاً يغرب القمر بعد الشمس بدقائق ويمكن رؤيته فإذن: مطالع الهلال تختلف؛ ولهذا القول الصحيح: أن لكل أهل بلد رؤيتهم.

وقد بحث المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي مسألة توحيد الأهلة بحثها في عام ألف وأربعمائة وواحد للهجرة وأصدر فيها قراراً مضمونه:

«درس مجمع الفقه الإسلامي مسألة اختلاف المطالع فرأى أن الإسلام بني على دين يسر .. إلى أن قرر في آخر قرار قال: إن اختلاف المطالع هو المعتبر عند كثير من العلماء وقد روى ابن عبد البر الإجماع على أنه لا تراعى الرؤية فيما تباعد من البلدان ورأى المجمع الفقهي أن تترك قضية إثبات الهلال إلى دور الإفتاء والقضاء في الدول الإسلامية لأن ذلك أولى وأجدر بالمصلحة الإسلامية العامة وأنه لا حاجة إلى الدعوة إلى توحيد الأهلة والأعياد في العالم الإسلامي لأن توحيدها لا يكفل وحدتهم كما يتوهمه كثير من المقترحين بتوحيد الأهلة والأعياد وإن الذي يكفل توحيد الأمة وجمع كلمتها هو اتفاقهم على العمل بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في جميع شؤونهم والله ولي التوفيق».

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير