تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا تكن ورقة في مهب الريح]

ـ[أبو الفضل حمدي]ــــــــ[14 - 02 - 03, 05:55 م]ـ

[لا تكن ورقة في مهب الريح]

تمر الأمة الإسلامية في هذه الأيام بأزمات وأوقات عصيبة من هجوم أعدائها عليها وتكالبهم والتشويه الغربي في كل مكان وبكل وسيلة، ففي هذه الأوقات يجب على المرء المسلم أن يقف وقفة صدق مع نفسه ويصحح مسيرتها ويسألها في أي الأودية والطرق أنا أسير هل على نهج القرآن والسنة المشرفة وعلى سيرة النبي المختار صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى نهج صحابته الكرام،

أم أنا أهيم في كل واد ومع كل فئة، هل أنا ثابت ثبوت الجبال الرواسي التي لا تزول معتصمًا بربي وبكتابه وبسنة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم، أم أنا مهتز ومتزعزع. فإن كان على الخير فليحمد الله تعالى، وإن كان على غير ذلك فليسارع إلى المراجعة والنظر في أمره وأحواله كلها. ويلتمس الخير ويسعى إليه بكل جهده وليبتعد عن دعاة الفتنة والضلال والفجور والعري الذين يريدون النيل من دينه، فإن دينك أغلى ما تملك، فتمسك بدينك ولا تفرط فيه أبدا وليكن سلاحك الصبر والمصابرة والتقوى كما قال عز من قائل كريم في محكم تنزيله [يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصبروا ورابطو واتقوا الله لعلكم تفلحون] ولا تجزع لا تتزعزع ولا تحزن أبدًا فإن هذه الأمة لن تموت أبدا وأن النصر قادم كما أخبر الصادق المصدوق فيما رواه المقداد بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل أما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها" وورد أيضا عن تميم الداري (1).

فتمسك بالقرآن والتمس فيه الهدى والخير وداوم على تلاوته وعش مع آياته وتذكر أن الله يخاطبك بهذا الكلام وهذه الحروف التي هي من نور وهي شفاء كما أخبر بذلك ربك وخالقك، فلو أن أميرا من أهل الدنيا أرسل إليك خطابا يخبرك أنك من المقربين إليه لكنت من الشغوفين بها وكنت بها حفيا فما بالك وقد أرسل لك الملك القوي الحكيم رب السماوات والأرضين كتابا يخاطبك به، فاسمع لربك ولخطابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كتاب عزيز حكيم وداوي به سمعك ونفسك مما ألم بها من قرآن ومزامير الشياطين، واعمل بهذا الكتاب وهو الذي اهتزت له قلوب المشركين وأسماعهم وأقروا له وهم أساطين اللغة والشعر والرجز، وحتى الجن أقروا له ولآياته فأوصيك ونفسي بكثرة تلاوته وسماعه والعمل به.

وقد أتحفك ربك أيضا بخير خلقه وأفضل رسله نبيه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم سيد الأولين والآخرين الذي ما ترك لنا سبيلا إلى الخير إلا وأرشدنا إليها ولا سبيلا إلى الشر إلا وحذرنا منها، فلقد رسم لنا صلى الله تعالى عليه وسلم الطريق الواضح المستقيم الذي لا اعوجاج فيه وتركنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها ألا هالك وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم " تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات" (2).

وحتى في أشد الحالات التي تعتري الأمة وظهور الفتن وارتفاع الباطل، ما تركنا بل رسم لنا النهج السديد وبين لنا كيف نسير كما في الحديث المشهور عن حذيفة بن اليمان أنه كان "يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" (3)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير