تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: "وأنت على ذلك" أي العض وهو كناية عن لزوم جماعة المسلمين وطاعة سلاطينهم ولو عصوا. قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة كقولهم فلان يعض الحجارة من شدة الألم أو المراد اللزوم كقوله في الحديث الآخر وعضوا عليها بالنواجذ. قال الطبري اختلف في هذا الأمر وفي الجماعة فقال قوم هو للوجوب والجماعة السواد الأعظم ثم ساق عن محمد بن سيرين عن أبي مسعود أنه وصى من سأله لما قتل عثمان عليك بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة وقال قوم المراد بالجماعة الصحابة دون من بعدهم وقال قوم المراد بهم أهل العلم لأن الله جعلهم حجة على الخلق والناس تبع لهم في أمر الدين قال الطبري: والصواب أن المراد في الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره فمن نكث بيعته خرج عن الجماعة قال وفي الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا فلا يتبع أحدًا في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر وعلى ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث وبه يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها.

قال الحافظ رحمه الله تعالى: ويؤخذ منه ذم من جعل للدين أصلا خلاف الكتاب والسنة وجعلهما فرعًا لذلك الأصل الذي ابتدعوه وفيه وجوب رد الباطل وكل ما خالف الهدي النبوي ولو قاله من قاله من رفيع أو وضيع.

فتمسك بسنة نبيك ولا يضرك كثرة المخالفين والضالين، وسر على نهج صحابته الكرام والتابعين لهم إحسان وخصوصا القرون الثلاثة الأولى التي وصفها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالخيرية (4) وانتقي من أهل العلم الموثق بهم وبدينهم وعقيدتهم وسيرتهم، وانظر من تصاحب وتصادق، فإنه كما قيل الصاحب ساحب، وبعد فهذه نصيحة أخ لك يحزنه ما يراه ما ضعف عند البعض فإن أصبت فمن الله تعالى وإن كانت غير ذلك فأسأله تعالى العفو والمعافة واستغفره وأتوب إليه.

(1) حديث المقداد: أخرجه أحمد (6/ 4) وابن حبان كما في الإحسان بترتيب ابن بلبان (15/ 92) والحاكم (4/ 476) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والبيهقي (9/ 181) والطبراني (20/ 254) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 14): ورجال الطبراني رجال الصحيح.

وحديث تميم الداري: أخرجه أحمد (4/ 103) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 14): رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.

(2) أخرجه مسلم في حديث حجة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الطويل عن جابر بن عبد الله.

(3) أخرجه البخاري ومسلم.

(4) أخرجه البخاري ومسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير