رسالة لطيفة، أسماها (تحقيق الأمنية، في شرح حديث إنا أمة أمية)،ومهما كان الراجح في تفسير هذا الحديث،فإن التفسير الذي لايمكن أن نقبله، وهو باطل قطعا، هو القول بأن هذا الحديث فيه أمر أو تقرير لبقاء هذه الأمة على جهلها بعلم الكتابة والحساب، فينبغي ترجيح التفسير الملائم مع النصوص الأخرى الحاضة على طلب العلم،والمثنية على طالبه، والذي يشجع هذه الأمة على بذل جهدها من أجل التقدم والتطور الحضاري.
وقد رجح الحافظ الغماري أن المقصود هو أنه هو_عليه الصلاة والسلام_ أمي لا يكتب ولا يحسب، وهذا فيه معجزة ظاهرة له، وبرهان صادق على رسالته، إذ كيف يتمكن الأمي من أن يأتي بدين عظيم مكتمل الجوانب، وكتاب معجز في لفظه، بديع في معانيه، اللهم إلا أن يكون رسولا حقا من الله تعالى.
وهذا تفسير لطيف ليس فيه ما يدل على أن هذه الأمة ملزمة باتباع وسيلة تقليدية في إثبات دخول الشهر وخروجه.
فهذه أدلتي على هذا الرأي الذي تجرأت على القول به، وإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
بقي لي التنبيه على مسألة، وهي أن الحافظ أحمد بن الصديق مع أنه رجح وجوب العمل بالحساب، إلا انه اشترط لذلك شرطين:
الأول: أن يكون المخبر بذلك من أهل الحساب جماعة متعددة يؤمن معهم الخطأ.
الثاني:أن يكون ذلك في حالة الغيم لا في حالة الصحو.
وانا وإن كنت أوافقه على الشرط الأول، بل أدعو إلى تكوين هيئة فلكية إسلامية عليا، تهيأ لها أحدث الوسائل العصرية، والإمكانات المادية، تتكلف بإصدار تقويمات هجرية، وبتحديد بدايات مواسم العبادة ونهاياتها، فإنني لا أوافقه على الشرط الثاني.
وبناء على ما ذكرته سابقا فإني أرى اعتماد الحساب جملة وتفصيلا، لأن الأمر لا يتعلق بقضية دخول رمضان فقط، بل هو أعم من ذلك، فتعلقه بتسيير شؤون الدولة عامة، وتدبير شؤونها، وضبط برامجها، وهذا كما ذكرت لا يتأتى مع الاعتماد على الرؤية، والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:11 م]ـ
السلام عليكم
شغلت هذه القضيه الناس هذه الايام واخذت من وقتهم الكثير وهم بين مؤيد ومعارض
والمسأله احبتي في الله شأنها شأن سائر العبادات دافعها السمع والطاعه
صوموا فنصوم
أفطروا فنفطر
فلماذا نختلف وقد وضعنا الرسول صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء حيث قال صوموا لرؤيته
ولعل أفضل ما يقال في هذا المقام حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح
عن إسحاق بن جعفر بن محمد قال:
حدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: " الصوم يوم تصومون، و الفطر يوم تفطرون، و الأضحى يوم تضحون "
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 389:
أخرجه الترمذي (2/ 37 - تحفة)
فما يهمك اخي المسلم ان كانت الدولة أخطأت في تحديد بداية الشهر أو أصابت أنت عليك بإتباع الإمام حتى لو أخطأ فرمضان يبدأ مع الجماعة ولا يصح ولا ينبغي لك أن تصوم حتى لو كنت معتقداً أنك على صواب فالخلاف شر
ونحن مأمورين بإتباع الجماعه والحديث الآنف الذكر دليل قاطع على ما ذكرت وهو يحاكي واقعنا اليوم ويضع القاعدة التي ينبغي لكل الناس التقيد بها وهي إلتزام الامر النبوي بثبوت دخول الشهر بالرؤية بالعين المجردة وإن غم علينا ان نتم 30 وعدم الإنقياد للدعوات التي تطالب بإثبات رؤية الهلال بإستخدام الآلات الحديثة والتي ليس لها والذات هنا لازم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:49 م]ـ
عن إسحاق بن جعفر بن محمد قال:vحدثني عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الصوم يوم تصومون، و الفطر يوم تفطرون، و الأضحى يوم تضحون "
الأخرمي عن الأخنسي عن المقبري صحيح؟!
حتى الترمذي -على تساهله- لم يصححه
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[29 - 08 - 08, 01:40 ص]ـ
من باب المشاركة ..
القول بأن علم الفلك تقدم وتطور وصار دقيقا جدا، قول لا ينكره أحد ...
لكن هذا لا يصلح أن يكون مستندا، لأن الله جل في علاه علم بسابق علمه، بأن علم الفلك سوف يتقدم ويصبح على ما هو عليه الان، ومع هذا فقد أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول لأمته: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" في الصحيحين.
إذن الأمر سهل ولله الحمد وأيسر من شرب الماء فلما نصعب على أنفسنا، فإن الرؤية يحسنها كل أحد، العامي قبل العالم، فنتحرى الهلال إن رأيناه فبها ونعمت وصمنا بهذه الرؤية، وإن لم نره أكملنا شعبان ثلاثين يوما، فهل ثمة أمر أيسر من هذا؟!، والحمد لله رب العالمين.
ولا شك فيما أرى، أن القول باعتماد الحساب الفلكي هو أخذ بالعسير وترك لليسير، وهذا مناف لمقاصد الشريعة.
أما قياس الرؤية على أوقات الصلوات، فهو قياس فاسد الاعتبار، لوجود النص، والقاعدة: لا اجتهاد مع النص.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
¥