وأكد الزعاق أن "مشكلة الرؤية تكمن في قبول الشهادة لرائي الهلال، حيث تنقص شروط الشهادة بنقص الرؤية من خلال غياب القمر قبل مغيب الشمس كما هو حاصل في هذه الحالة". داعيا القضاة في المملكة إلى "تحقيق شروط الشهادة بالتأكد من وجود "الهلال" الذي تستحيل رؤيته، وأنه إذا تعلقت الشهادة بمستحيل أو اقترنت بما يكذبها فإنها تطرح"، وتساءل الزعاق "كيف تقبل شهادة من يشهد برؤية الهلال والقمر قد غاب قبل مغيب الشمس؟ التقويم القمري الهجري قائم أساساً على الحسابات الفلكية، والحسابات الفلكية لا يعتريها الخلل، قال تعالى "الشمس والقمر بحسبان"، ومرتكز التقاويم إن كانت شمسية أو هلالية هو الحساب الفلكي من بداية خلق البشرية وحتى يرث الأرض ومن عليها، قال تعالى "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس"، وبذلك نص المولى على المواقيت وهي جمع ميقات، وهو الوقت المضبوط". وفي تعليقه على بعض علماء الفلك وتوقعاتهم المغلوطة عبر الصحف، قال "لا يعتمد إلا قول الفلكيين المختصين، أما من يدعي غير كلام أهل الاختصاص بدون أن يقدم دليلاً واحداً فكلامه يرد".
من جهته رد الباحث الشرعي المتخصص في رؤية الأهلة عبد الله علي بن جوير على علماء الفلك ومنهم الزعاق والذين يطالبون برد مسألة الشبهة في رؤية هلال شهر رمضان المبارك وغيره إليهم من خلال 33 نقطة.
موضحا في حديثه لـ"الوطن" أنه عندما يتم الحديث عن هذه المسألة الفقهية من خلال العلم الفلكي فإن المسألة تبقى مشوشة غير مفهومة، قائلاً "الأصل في رؤية الهلال هو الفقه الشرعي الواضح الذي يقربنا من الرأي الراجح الصحيح".
وأوضح بن جوير أن العمل بالحساب الفلكي فيه تلبيس للحق بغيره، وفيه تزهيد للناس في رؤية الهلال وإبعاد لهم عن هذه السنة النبوية، وفيه تشكيك في القضاة والعدول ودفع الناس لظن السوء في الشهود العدول، كما أن الحساب الفلكي للشهور فيه إدخال في الإسلام ما ليس فيه، وأن الحساب على 10 أقوال واختلفوا في حساب مدى قوس الرؤية".
واستعرض بن جوير في الوقفات التالية المؤكدة -حسب رأيه- أن مسألة رؤية الهلال مسألة محسومة شرعا وتدعو إلى وجوب العمل بالرؤية وترك ما سواها:
الوقفة الأولى: جرت السنة على قبول شهادة العدول في رؤية الهلال دون العمل بالحساب أو الاستئناس به أو خلطه بالرؤية.
الوقفة الثانية: ثبوت الأحاديث الواردة في رؤية الهلال لدخول الشهر أو إكمال العدة 30 يوماً وتواترها وصحة إسنادها مما لا يدع مجالاً لغيرها، وقال صلى الله عليه وسلم " لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه .. " وقال صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" أخرجه البخاري ومسلم.
الوقفة الثالثة: صام الرسول صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات وصام خلفاؤه 30 رمضاناً عملاً بالرؤية دون أي ذكر للحساب الفلكي فيكون العمل بالحساب الفلكي بدخول الشهر وخروجه حينئذ من محدثات الأمور، قال صلى الله عليه وسلم "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"رواه مسلم.
الوقفة الرابعة: العمل بالحساب الفلكي فيه تلبيس للحق بغيره حتى يصير الحساب مقدما على الرؤية حاكماً عليها فلا تقبل إلا إذا شهد لها الحاسب بدعوى أن الشهادة لابد أن تكون منفكة عما يكذبها عقلاً وحساً ويرون أن العقل والحس هما ما يقرره الفلكيون.
الوقفة الخامسة: العمل بالحساب الفلكي فيه تزهيد للناس في ترائي الهلال والتبليغ برؤيته وقطع الناس عن هذه السنة بحجة ولادة الهلال أو عدم ولادته، وهذا قد وقع فعلاً في كثير من البلدان التي تعتمد على الحساب الفلكي وتهمل الرؤية.
الوقفة السادسة: في العمل بالحساب الفلكي تشكيك للعامة وربما بعض المتعلمين وبلبلة أفكارهم هل دخول الشهر الذي أعلن عنه بموجب الرؤية صحيح أو خطأ ووهم ويدع مجالاً للقيل والقال في أمور العبادات وتندرج إثارة هذا الموضوع ضمن ما يفعله بعض الناس من الطعن في مسلمات الأمة وما عرف من دينها بالضرورة.
الوقفة السابعة: العمل بالحساب الفلكي وأقوال الحسّابين يتضمن الطعن في القضاة والشهود العدول حينما ينشر الفلكيون قولاً ويقول الشهود شيئاً آخر فيظن بعض الناس بالشهود شراً وأن لهم دافعاً مادياً أو غرض شهرة أو لديهم غفلة كما صرح بشيء من هذا بعض الذين ينادون بالحسابات الفلكية.
¥