تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوقفة التاسعة عشرة: يحتج بعض الناس بأن الآلات الحسابية الفلكية دقيقة للغاية وأنها متطورة وأن علم الفلك ومراصده تقدمت في العصر الحاضر فيقال هذا الطلب بلغ الدقة والترقي مما هو مشاهد ومع ذلك يقع لكبار الأطباء أخطاء طبية يكون ضحيتها أنفساً معصومة أو أعضاء محترمة.

الوقفة العشرون: يقول بعض المعاصرين يؤخذ بالحساب في باب النفي ولا يؤخذ به في جانب الإثبات وهذا نوع من التكلف لأن النفي في حقيقة أمره أخذ بقول الحساب الفلكي وهو نفي وجود هلال بعد الغروب أو نفي وجود ولادة فلكية، ويرتبون على هذا القول رد الشهادة الشرعية.

الوقفة الحادية والعشرون: الآيات التي يستدل بها بعض أرباب الحساب الفلكي يتضح أنهم استدلوا بها في غير موضعها فلو رجعوا إلى قول أعلم الخلق بتفسير كتاب الله لعلموا من سنته صلى الله عليه وسلم أنه لم يعلق دخول الشهر ولا خروجه بعلم الحساب وإنما علق ذلك بالرؤية وإكمال العدة حال الغيم ولا أحد من المسلمين ينكر أن الله خلق الشمس والقمر لحكم عظيمة ومنها معرفة السنين والحساب وأنهما يعملان بحسبان مع هذا كله أناط الشرع الحكيم دخول الشهر برؤية الهلال أو إكمال العدة فقط.

الوقفة الثانية والعشرون: يقيس بعض الناس على أن الفقهاء يرجعون في كثير من شؤونهم لأهل الخبرة فيرجعون إلى الأطباء في فطر المريض في رمضان وإلى أهل اللغة في تفسير بعض النصوص إلى غير ذلك فليرجع الناس في معرفة بداية الشهور إلى علماء الفلك، فيقال هذا قياس مع الفارق لأنه إنما يرجع لأهل الاختصاص في المسائل التي لا نص فيها، أما إثبات الأهلة فقد وردت فيه النصوص صريحة، لا تقبل التأويل.

الوقفة الثالثة والعشرون: يستشكل البعض فيقول إن تحديد بدء الشهر ونهايته لا يختلف عن توقيت الصلاة فكيف أخذ الناس بالتقويم في أوقات الصلوات وبداية الإمساك وبداية الفطر في اليوم والليلة ولم يأخذوا بالحساب الفلكي في دخول الشهر وخروجه، فيقال إن الشرع الحنيف أناط الحكم في الأوقات بوجودها، قال تعالى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر)، وقال تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل) وجاءت السنة وفصلت في بداية ونهاية وقت كل فريضة وأناطت وجوب صوم رمضان برؤية الهلال ولم تعلق الحكم في ذلك على الحساب.

الوقفة الرابعة والعشرون: لو فرضنا أن المسلمين أخطؤوا في إثبات الهلال دخولاً أو خروجاً وهم معتمدون في إثباته على ما صحت به السنة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يكن عليهم بأس في ذلك بل كانوا مأجورين مشكورين ولو تركوا ذلك لأجل قول الحساب مع قيام البينة الشرعية برؤية الهلال دخولاً أو خروجاً لكانوا آثمين وعلى خطر عظيم من عقوبة الله عز وجل، الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في مجموع فتاواه (/15 133).

الوقفة الخامسة والعشرون: ليعلم القائلون بالحسابات الفلكية في إثبات الشهر ومن ينادي بأن الرؤية تتوقف على تأييد الفلكيين بأن الله تعالى علم ما كان وما سيكون من تقدم على الفلك وغيره من العلوم وهو القائل جل وعلا "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وبينه صلى الله عليه وسلم بقوله "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته".

الوقفة السادسة والعشرون: القول بالحسابات الفلكية لم يؤثر عن صحابي واحد فكان بمثابة الإجماع، وإنما حكي الخلاف عن ابن سريج وابن السبكي ومطرف بن عبد الله بن الشخير وابن قتيبة، فأما ابن سريج فإنه يحكي عن الشافعي وأنكر علماء الشافعية نسبة هذا القول إلى إمامهم الشافعي، قال ابن عبدالبر الذي عندنا في كتبه أنه لا يصح اعتقاد رمضان إلا برؤية فاشية أو شهادة عادلة أو إكمال شعبان 30 يوماً. وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر أن ابن سريج نقل هذا القول عن الشافعي "والمعروف عن الشافعي ما عليه الجمهور"، يعلم من هذا أن ابن سريج رحمه الله قد وهم في نسبة هذا القول للشافعي أما ابن السبكي فهو تبع قول ابن سريج وقد اتضح غلط ابن سريج في نقله عن إمامه، وأما مطرف بن عبد الله بن الشخير فقد نفى ابن عبد البر صحة الأثر عنه فقال ليس بصحيح ولو صح عنه ما وجب اتباعه عليه لشذوذ فيه. انظر الاستذكار لابن عبد البر (19/ 10) وفتح الباري لابن حجر (157/ 4) ومجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثالث لعام 1408هـ، وقال شيخ الإسلام

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير