وخيل قد زحفت لها بخيل عليها الأسد تهتصر اهتصارا
وإنما عليها الرجال.
وقال امرؤ القيس:
قولا لدودان عبيد العصى ما غركم بالأسد الباسل
ودودان: قبيلة من بني أسد , أبوها دودان بن أسن بن خزيمة , وكان ابو امرئ القيس إذا غضب على أحد منهم أمر بضربه بالعصا , فسموا عبيد العصا , أي لا ينقادون إلا على الضرب والهوان , وأراد بالأسد الباسل أباه , وقيل: أراد نفسه. ا هـ
وقال سحيم بن وثبل الرياحي في قصيدة يفخر فيها بنفسه:
وهمام متى أحلل إليه يحل الليث في عيص أمين
ألف الجانبين به أسود منطلقة بأصلاب الجفون
وهمام هو عمه , والعيص: الشجر الكثيف الملتف , والجفون: جمع جفنٍ , وهو قراب السيف , ولعله أراد بأصلاب الجفون سيورها , وإنما ألف به رجال.
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه في قصيدة , قيل: إنه قال أولها في الجاهلية , ثم وصلها بعد في الإسلام , يصف الخمر:
ونشربها فتتركنا ملوكا وأسداًما ينهنهنا اللقاء
وقالعروة بن أذينة الكناني:
لنا عز بكرٍ وأيامها ونصر قريش وأنصارها
وما عز من حان في حربهم بضغم الأسود وتهصارها
وقال عمر بن لجأ في قصيدة يرد بها على جرير:
ومجال معركة غنمنا مجدها لقي الأسود بها الغضاب أسوداً
وإنما لقي بها الرجال رجالاً.
وقال:
وأهون من عضب اللسان بنت له أسود وسادات بناء مشيداً
وإنما بنت الرجال.
وقال عبد الله بن أبي تغلب الهذلي , في قصيدة يرثى بها من أصيب بالطاعون من هذيل بمصر والشام:
فجعلنا بهم وبأمثالهم من أهل الغناء فأمسوا رماما
جماجم كانوا من أهل الحميم وفي البأس كانوا أسوداً جماما
وقال الفرزدق يهجو جريراً:
ود جرير اللؤم كان عانياً ولم يدن من زأر الأسود الضراغم
وإنما أراد بالأسود نفسه وقومه
وقال جرير في قصيدة يهجو بها الفرزدق:
نحن الملوك إذا أتوا في دارهم وإذا لقيت بنا رأيت بنا رأيت أسوداً
وقال في قصيدة يهجو بها عمر بن لجأ:
قد جربت عركي في كل معترك غلب الأسود فما بال الضغابيس
وإنما عاركته الرجال.
وقال جميل بثينة:
وكانت تحيد الأسد عني مخافتي فهل يقتلني ذو رعاثٍ مطرف
و ذو رعاثٍ: ذو قرط , ومطرف: مخضب اليدين والأصابع: وهو يريد بثينة , يقول: كانت تحيد عنه الأسد من مخافته , فهل يقتلنه حب بثينة , وإنما تحيد عنه أسد الرجال , والأسد في تلك الأشعار كلها هو الرجل الجريء الذي لا يفر.
وقال الفرزدق في قصيدته التي مدح بها زين العابدين بن الحسين بن علي:
مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصره والخيم والشيم
سهل الخليفة لا تخشى بوادره يزينه خلتان الخلق والكرم
من معشر حبهم دين وبغضهم كفر وقربهم منجى ومعتصم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل بدء ومختوم به الكلم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم ويسترب به الغحسان والنعم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم أو قيل من خير خلق الله قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا أزمة أزمت والأسد أسد الشرى والبأس محتدم
لا يقبض العسر بسطاً من أكفهم سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
فشبه آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالغيوث في الأزمة , وبأسد الشرى في البأس , والشرى موضع تنسب إليه الأسد واكتفى به , لكان يمدحهم بأنهم أسد من الرجال , ولم يكن في كلامه تشبيهاً , فلما قال: والأسد أسد الشرى , بين بقوله أسد الشرى أي أسدٍ أراد. وأنه أراد التشبيه
وقال طرفة بن العبد:
وتشكي النفس ما أصاب بها فاصبري إنك من قومٍ صبر
إن تصادف منفساً لا تلفنا فرح الخير ولا نكبوا لضر
أسد غاب فإذا ما فزعوا غير انكاسٍ ولا هوج هذر
ويروي: أسد غيلٍ , وهو الشجر الملتف , والغاب والغيل هي مأوى الأسد , قال الأعلم: آسد ما يكون الأسد عندها , لأنه يحميها ويحمي أشباله ا هـ
فشبه حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فطاروا شلالاً وقد أفزعوا وطرنا إليهم كأسد الأجم
والأجم: كذلك الشجر الكثيف الملتف.
وقال يمدح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه:
كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسد ببيشة في أرساغها فدع
وبيشة: موضع تنسب إليه الأسد , فشبههم بالأسد التي تكون بذلك الموضع , وفي أرساغها فدع: فيها إعوجاج إلى ناحيةٍ , والأرساغ: جمع رسغ , والموت مكتنع قريب دانٍ.
وقال عروة بن أذينة الكناني:
صناديد غلب كأسد الغريف خضماً وهضماَ وضغماَ ضباثاَ
¥